الشركاء المتشاكشون يهددون تنفيذاتفاقية الدوحة ادم منان [email protected] ان اتفاقية الدوحة وبالطريقة التى نراها تسير عليها والتشاكس الذى يمارسه عرابوها ومناكفوهم ستصير الى مزبلة الايام بفعل جشع وطمع واستهتار الطرفين لبعضهم البعض، فمنذ ان اعلن عن موعد توقيع الاتفاقية بالدوحة سارع عدد من المنتفعين يدفعهم المتنفذين والذين يحسبون انها جاءت خصما من رصيدهم ومجدهم الزائف المزيف بالتنديد بالاتفاقية وماتلا ذلك من تشاكس وتناكف اخره ما رايناه الايام الفائنة حيث اطلق بعض قيادات التحرير والعدالة وبعض المسئولين رزما من التصريحات والتصريحات المضادة عقب مقتل اثنين من قيادات التحرير العادلة تقول الحكومة انهم كانو متواجدين فى المكان الخطأ وهم يقولون العكس. ولهذا فقد نجد الاتفاقية نفسها في أي وقت على قارعة طريق الفشل والانهيار، ولن يكون يوم فشلها يوما استثنائيا خاصا بابناء دارفور يندبون فيه حظهم لوحدهم، وإنما هو يوم من أيام السودان الجديدة التي يُنهزم فيها الجميع دون قتال. أكبر ما يواجه السلطة اليوم جملة من التحديات المتواصلة والتي لا تكاد تنقطع أو تتوقف، إنما هو التاريخ وليس أيّ قوة أخرى. واذا ما قدر للاتفاقية ان تلحق بسابقاتها فان المتسببين فى فشلها يستحقون ان ينطبق فيهم المثل، أن الأبطال يسقطون صرعى واحدا دون آخر، وفي ميدان دون حرب. إن كل ما يقال عن التحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاقية ، مثل الترتيبات الامنية والالتزام بدفع مبالغ التنمية على أهميتها ومع الاعتراف بشرعيتها كمطالب ملحّة، ليست هى اساس التحدي، فهى تظل أقل مرتبة من التحدي الأكبر إنه التاريخ الذي سوف لن يرحم التاريخ السعداء بإفشال الاتفاقية، والتعساء الحائرين بما فعله بهم هؤلاء، ، فالسلطة الإقليمية وبعض حكام الولايات يتخاصمون حول مسائل بروتوكولية ، وأشياء تافهة من شانها ان توصل مأساة دارفور ذروتها بسبب تصرفاتهم الرعناء. ان القائمين على امر دارفور سواء كانو من الحكومة او حركات موقعة او متمردة سيورثون الاجيال القادمة اقليما ممزقا ومجزءا وبعد كل ما يرثه الجيل القادم من اقليم منهك بالحروب والتمزق يجدون أنفسهم مضطرّين أو مرغمين وهم يحاولون عبثا حمايته من التمزق، فهل فات الأوان؟ وبات التمزيق قدرا ؟ لقد أصبح اقليم دارفور مقسما الى إقطاعيات وحوا كير وجبراكات قبلية لا تستطيع قبيلة ان تعبر حدود الاخرى الا بتصريح مسبق والا فستلعلع اصوات الرصاص لتحصد ما تحصد، بينما تغرق البلاد في فوضى صراعات داخلية ومحاولات انقلابية ودعوات للثورة على النظام القائم فضلا عن نظام اقتصادى اخذ فى التدهور وفى اعتقادى ان من اهم اولويات الدولة فى المرحلة القادمة منع اتفاقية الدوحة من الانهيار الشامل؟ فهل نشهد واد الاتفاقية بفعل صراع المصالح والنفوذ من قبل المنتفعين الذين يتمشدقون باسم المواطن حكومة كانت ام حركات موقعة ونبدأ فصلا جديدا من فصول المعاناة ام ان الطرفان سيتحليان برفع المسئولية ويقفزان فوق مصالحهم الشخصية والالتفات الى معاناة ابناء هذا البلد التى لاتنتهى .