[email protected] الواحد فينا لما يعمل مقارنة سريعة بين البلد الت يقيم فيها ووطنه السودان ...واضعين فى الاعتبار الظروف المختلفة لكل بلد .... بيحس بالم كبير لحال البلد وما وصلت اليه من تردئ فى كل مناحى الحياة .... والاكثر ايلاما انو المقارنة دى بتم يوميا بل وعدة مرات فى اليوم نتيجة للممارسات الحياتية اليومية .... خلونا نتخيل السودان كأبن من الابناء وان هذا الابن محروم من ابسط مقومات الحياة ... فى المقابل بتشوف ابناء الاخرين (الدول الاخرى او قل الدولة التى تقيم فيها) وهم بنعمون على الاقل باساسيات الحياة ان لم نقل يرفلون فى النعيم والتقدم والنجاحات المستمرة .... حينها كيف سيكون احساسنا؟؟؟ اكيد اننا كاباء بنحس بالحسرة وبنتسأل ليه ولدى ما يكون زى التانيين ... تعليم جيد وصحة متوفرة وغذاء صحى طرق بمواصفات عالمية صرف صحى وبيئة جيدة ....الخ ، لذلك الواحد دايما بحس بحسرة لما وصل اليه السودان (ابننا الجريح) و انا متأكد تماما انو دا احساس معظم المغتربين فى بلاد الشتات تجاه الوطن ، وسرعان ما يتبادر الى الذهن سؤال اخر الا وهو : ما الذى يجعلنا ان نتخلف عن ركب الامم والدول و العالم الذى يشهد تقدما فى جميع المجالات كل يوم ، فى حين ان بلادنا حباها الله بكل خيرات الطبيعة و بلا استثناء ... اذا تحدثنا عن الزراعة فيكفى ان السودان وصف بسلة غذاء العالم، اما المياه فنحن عند نيل ونيليين اخريين أبيض وأزرق ، كل انواع المعادن توجد بالسودان اهمها الذهب والذهب الاسود، هذا بالاضافة للكثير من النواحى الاخرى المتعلقة بموقع السودان الجغرافى واهميته كرابط بين الشرق الاوسط وافريقيا ، اضف الى ذلك ان السودان يصلح لان ان يكون بلدا سياحيا بأمتياز. ويأتى خضم هذه الثروات ، ثروة لم تجد الاهتمام الكافى من مثقفى وسياسى السودان ، الا وهى الانسان السودانى بكل حضاراته وثقافاته وتنوعه العرقى والاجتماعى وقيمه التى من النادر ان تجد لها مثيلا فى العالم . وطن بكل هذه المقومات ، وبعد ستة وخمسين عاما من الاستقلال ، ما هى المحصلة؟.....لا نحتاج ان نجيب على ذلك السؤال لان الاجابة عليه لا تخفى على اى واحد منا . ولكن السؤال الذى يحتاج الى اجابة شافية وعميقة هو ماهى الاسباب وماهى الحلول؟؟؟؟ لا شك ان ازمة الحكم فى السودان هى واحدة من اهم الاسباب التى اوصلت الوطن لما هو عليه من دمار خصوصا ان السودان ظل ومنذ استقلاله يرزح تحت حكومات ذات طابعى ديكتاتورى شمولى بغيض تتخللها بعض الديمقراطيات الهزيلة .... ولكن يبقى هذا السؤال الذى نضعه بين ايدى سياسينا ومثقفينا للابحار فيه بعمق من جميع النواحى لانتشال الوطن من هذا القاع السحيق الذى هو فيه. وبعد كل هذه المرارات التى نحن نعيشها، اعلنت الحكومة عن احتفالات بعيد الاستقلال المجيد .... وانا ما عارف المحتفلنلها شنو؟؟؟؟؟ فبدل الاحتفالات يجب ان تعقد ندوات ومؤتمرات تتم فيها مناقشة تلك الاسئلة التى طرحناها اعلاه وان تكون الاحتفالات بمثابة وقفة مع الذات ونقد موضوعى لاوضاع البلدوايجاد المخرج لوطن مثقل بالمحن يئن من امراض مزمنة نخرت ولا زالت تنخر فى ما تبقى من جسده النحيل ... هذا بعض من انين هذا الوطن المكلوم .. فهل من مجيب .... اللهم اشهد انى قد بلغت ... وذلك اضعف الايمان . خالد محمد الجاك مهندس مقيم بالامارات