يتوقع الجميع أن يكون خطاب الرئيس السنوي في ذكرى الاستقلال جرد حساب عام سبق ووضع ملامح سياسات عام آخر في عجالة تناسب مساحات اللقاء الجماهيري أو التلفزيوني المحددة، فمتلقوا هذا الخطاب السنوي هم في العادة جهات يهمها بشدة ما يقال، وتنظر فيه بتمعن، وتستخلص منه بعض الجهات واجباتها، بل ويستوجب الرد من جهاتٍ أخرى، إلا أنه وعلى الرغم من أن مياهً عديدة قد جرت تحت الجسر... إغلاق الانابيب الناقلة لنفط الجنوب عبر الشمال، عدم إحراز تقدم في المفاوضات مع الجنوب وتشعب القضايا العالقة، قمع الجماهير في هباتها المختلفة، وقضية طلاب جامعة الجزيرة التي لم تزل على السطح، التضييق على الحريات، إغلاق ومصادرة الصحف ومنعها من الصدور، تآكل النظام من الداخل ووصوله حد المحاولات الانقلابية، معاناة صحة الرئيس، ارتفاع سعر الدولار من 2 جنيه و66 قرش(الرأي العام العدد5118، الصادر في 5 يناير2012م، ص9) إلى حوالي 7جنيهات وقرشين بنهاية العام 2012م (الرأي العام العدد 5466،الصادر في 26 ديسمبر2012م) مضافاً إليه رفع الدعم عن الوقود وبالتالي ارتفاع الاسعار، تطاول أزمة المواصلات، القصف الاسرائيلي المتكرر على أراضي البلاد وتوحد قوى المعارضة في الهدف و اللهجة وغيرها من متغيرات شهدها العام 2012م، على الرغم من كل هذه الاحداث المؤثرة في الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في السودان أتى خطاب الرئيس هذا العام نسخة من خطاباته السابقة، سنفعل سنعمل سنتيح س س س، وانا من هنا ادعوا المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني إلى الالتفات لماهو أهم، وترك ارشيفكم يرد عليه، فعمق ردود المكتب السياسي السابقة تعمل بكفاءة في الرد على خطاب الرئيس. فيما يخص الاوضاع في البلاد فالحال كما هو عليه : (تخيم على البلاد أجواء القلق والتوتر الشديدين والخوف من تجدد الحرب، في ظل إنفراد الشريكين دون اشراك للقوى السياسية الاخرى، وبمباركة من المجتمع الدولي، ببحث القضايا المصيرية التي تهم المواطنين كافة، دون التوصل إلى إتفاقات حاسمة حولها، وخاصة بالنسبة لقضية أبيي التي تشكل قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار في أي لحظة، إضافة إلى تفاقم الوضع المتفجر في دارفور، والوضع القابل للإشتعال في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وشرق السودان، والوضع المعيشي المتردي في ظل الارتفاع المضطرد للأسعار، وجيش المشردين والعاطلين عن العمل، وفي ظل تفشي الفساد في البلاد بدرجة غير مسبوقة.) موقف الحزب الشيوعي من الدعوة لتشكيل حكومة القاعدة العريضة،المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، 3يناير2011م. مع بعض التعديلات فكل ما كان قابلاً اصبح حاصلا. وفيما يخص دعوته للمشاركة في وضع الدستور ففي 2011م قال الحزب: (... وللوصول إلى هذا البر الآمن، فإن الحزب الشيوعي السوداني يدعو إلى: ضرورة مراجعة كل الترتيبات الدستورية... أن يتم ذلك من خلال مؤتمر دستوري تشارك فيه كل القوى السياسية وكل التكوينات والمجموعات القومية ومنظمات المجتمع المدني..... أن تتولى إدارة البلاد خلال هذه الفترة، حكومة انتقالية تتفق عليها كل القوى السياسية، تشرف على تنظيم وعقد المؤتمر الدستوري وعلى اجراء الانتخابات بعد نهاية فترتها. إننا في الحزب الشيوعي السوداني، ندق ناقوس الخطر...) المرجع السابق. الاضافة المقدرة عند الرد على السيد الرئيس في هذا البند، هذا العام، هي : بعد فقد الامل في جدية حكومة سعادتكم في العمل للوصول إلى هذا البر الآمن، رأى الحزب الشيوعي وعديد من القوى المعارضة أن الوصول لهذا البر الآمن لايتم إلا عبر إسقاط هذا النظام. الميدان