رأي تعليق على تعليقات الراكوبة محمد عيسى عليو لقد كتبت مقالا قبل رحلة الاستشفاء بعنوان «تشرذم الحركات الإسلامية» بدءاً من خلافات العهد الاسلامي الاول وحتى عصرنا الحالي، وانتهيت بخلافات الحركة الاسلامية في مؤتمرها الاخير، وقدمت اقتراحي بأن تتعافى الحركات من جروحها وتسمو عن الخلافات المذهبية والمنافع الشخصية الى المرامي العلا، للنهوض بالمسلمين من براثن الجهل والتخلف إلى مصاف الأمم الراقية. وعندما عدت من الخارج وجدت أكثر من تعليق في صحيفة «الراكوبة» الالكترونية التي اعتادت ان تأخذ بعض مقالاتي لتضيفها الى اطروحاتها.. ووجدت هذه التعليقات جديرة بالرد، رغم اني لم اعتد ابدا ان اعلق على من رد عليَّ سواء مدحاً او ذماً منذ أن بدأت الكتابة في الصحف السيَّارة عام 1981م.. لأني عندما اكتب لا اكتب لنفسي وانما اكتب لأمة كاملة، فإن كان قولي خيراً فنعمة والحمد لله وان كان شراً فمن نفسي والشيطان، ولا اغضب ابدا اذا انتقدني أحد بفهم موضوعي، ولكني قطعاً احزن واغضب عندما يخرج الانسان من الموضوع برمته، والفهم بكلياته ويسرح ويمرح في مواضيع شخصية لا طائل منها.. ولا خير فيها يُرجى، ليكون الغرض هو السب والتجريح ومحاولة اغتيال الشخصية.. هذا هو الذي يحزنني، واحزن اكثر عندما اتذكر الحديث الشريف القائل ان المرء ليقول الكلمة ولا يلقى لها بالاً، فترمي به في قاع جهنم سبعين خريفاً.. لذا أفزع شفقة بهؤلاء.. ومن المقالات الجارحة التي هممت ان ارد عليها ولكني لم افعل، مقال لأحد الإخوة ذيل اسمه باسم أسرة شهيرة تربطني بها علاقة نسب.. أسرة عرفت بالتدين وخلاوي القرآن في شمال السودان، ولكن اسمه الاول نكرة إعلامياً وسياسياً واقتصادياً، فهذا الرجل ترك موضوع المقال وهو محاولة لمعالجة ظاهرة سياسية سودانية حاولت أن تستأثر بكل شيء، وان هذه الظاهرة ان لم تجتث فلن يكون هناك وطن.. فترك كل هذا لينزل سباً وغمزاً ولمزاً على بلادي دارفور وقبيلتي، ويمتن علينا بما لا نقره فضلاً وكرماً، ويرمينا بما هو غير صحيح البتة.. ولماذا لم أرد عليه لأن الهدف من مقاله إخراجنا من الموضوع الأصل الى فروعه التي ربما تتساقط من دون فعل فاعل ليكون كالمشارك في الجريمة ولكي يضلل الناس يوهمهم بشتى الخزعبلات ليخفي آثار الجريمة!! أما هذا الموضوع «تشرذم الحركات الاسلامية»، فقد علق عليّ في الراكوبة ثلاثة اشخاص اولهم سيد ابراهيم محجوب، فقد كان رأيه واضحاً في كل الملل الاسلامية السابقة واللاحقة، بأنها وراء التخلف والتبطل والموات للامة، وسأل الله ان يدمرها كلها. وأعتقد أن سيد إبراهيم محبط لدرجة اليأس المفضي الى عقيدة اخرى تماما، ولا شك أن السابقين من القيادات الإسلامية واللاحقين سيسألون عن هذا وأمثاله اذا ارتد عن الدين نهائياً، وعلينا جميعاً المساعدة في إبقاء ما تبقت فيه من جذوات دينية.. والجذوة الدينية لمستها من خلال دعواته التي ختمها بالدعاء بالهلاك على هذه الحركات وقال آمين يا رب العالمين...!! وما دام هو معترف برب العالمين فهذه جذوة أرجو ألا تموت في الأخ الكريم سيد ابراهيم محجوب، وأشكرك شخصياً بدعائك لي بالعافية، وها قد عدت معافى والحمد لله، ومن يدري لعل دعوة السيد ابراهيم محجوب قد اُستجيبت.. اما الاخ اسماعيل البشاري زين العابدين، فقد تحدث بأسلوب علمي رفيع ولمس الداء فعلاً، وهو عدم الاتفاق على التداول السلطوي في العالم الاسلامي، ويعتقد انه السبب الاساسي في تكوين تلك الجماعات منذ الخلاف على خلافة علي رضي الله عنه ومروراً بالخوارج وانتهاءً بمؤتمر الحركة الاسلامية.. واتفق تماماً مع الاخ البشاري في اننا ان لم نتفق على كيفية التداول السلمي للسلطة فلن تقوم لنا قائمة، فكلما دخلت امة لعنت اختها، ويختم البشاري تعليقه بأن المسلمين في في حاجة لمؤتمر حوار فيما بينهم قبل أن يتجهوا لحوار الاديان.. احسنت جزاك الله خيراً. أما أبو مجيب انظروا فإن الأخوين الكريمين كتبا اسميهما كاملين حتى الجد الاول فقد تخوف من ان يكتب اسمه كاملاً ولماذا؟!! ستعرفون عندما تقرأون رسالته.. «أخي الكريم كاتب هذا المقال ارجو ان تتجرد من صحيفتك وأنت صحافي لتقف مع المرأة التي تم تعذيبها من قبل الحكومة لتنتزع حقها، وأنت تمثل مجلس شورى أكبر قبيلة عربية (الرزيقات) ساندت هذه الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وهي تنتهك حرماتها بسبب رجل امثالك يتكسب المبالغ ويمتلك منظمة وكريناً للعربات في الصحافة.. أين فحوى كلامك المكتوب هذا من اعمالك وأنت اكثر من خدم هذه الحكومة.. ويأتي مقالك متناقضاً تماماً مع ما تقوله، وارجو ان تقف وتساند سمية هندوسة بدلاً من عمود الخرف الذي تكتبه».. انتهى... اولا اقول لأخي او ابني، وقطعاً بهذا الاسلوب لن يكون عماً، لأن لغة الشباب والجهل مليئة بألفاظها بين السطور، ولست غاضبا عليك، ولكني عاتب عليك، لأنك اذا اتصلت ستعرف كثيراً من الحقائق، ولكنك والجميع ستعرفون الحقيقة من خلال هذا الرد.. اما بالنسبة للصحافية التي عُذبت فقد اتصل بي احد شباب القبيلة طالباً مني ان يقف المجلس معها لأنها رزيقية، وحتى ذلك الوقت الذي اتصل بي فيه الاخ لم أكن اعلم بالقصة بتاتاً.. فطلبت منه اسمها واسرتها للاتصال بهم ومواساتهم اولاً.. وعجز الشاب عن اعطائي معلومة كافية عن ذلك، ولكنه اصر على إصدار بيان مكتوب من المجلس، فقلت له هل المجلس أرسل هذه الشابة في مهمة فاعتدى عليها، هل قُبض عليها كرزيقية فقط وأهينت بسبب قبيلتها ام البداية سبب آخر..؟! ولما لم يجب الاخ وشدد عليّ شددت عليه، ولكنه سرعان ما أرسل لي رسالة في الهاتف معتذراً عن تصرفه، والآن محتفظ بالرسالة، فهل يا رب يكون ابو مجيب قريباً من ذلك الشاب؟!! أو هو بنفسه؟ سنعرف ولو بعد حين...! وهذا لا يجعلني ألا ادين هذا السلوك المشين.. فبعض افراد النظام يتصرفون مع الضحية وكأن لا سؤال عنها سيعرض عليهم في يوم من الايام.. هؤلاء لا أخلاق لهم ولا ديانة.. ولكن بالتأكيد لن يشمل هذا كل الافراد يا ابو مجيب.. وكاتب هذا المقال اعتقل في يوم من الايام تم سبه في شخصه وفي قبيلته ماذا تظن انه فاعل؟! هل ستعلن القبيلة الحرب على الحكومة؟ وهل اذا أرجعنا كل شيء للقبائل هل يتبقى لهذا الوطن شيء؟!! ان القبيلة اي قبيلة في السودان نجد من بين افرادها من هم مع الحكومة ومن هم ضدها، واي نظام يستهدف القبائل بعينها محكوم عليه بالموت ولو بعد حين.. وافترض اننا اصدرنا بياناً هل يغير ذلك شيئاً؟! واقول ان انتهاك حرمات الناس وخاصة النساء أمر مرفوض أخلاقياً ودينياً بشتى انواع الديانات وقانونياً وانسانياً.. خاصة النساء.. فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول عنهن «ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم»، وما اكثر اللئام هذه الايام، وماذا هم فاعلون إذا قابلوا يوم القيامة سيد الأنام..؟!! واحيانا يتصرف بعض الافراد بتعليمات من رؤسائهم، وهنا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. فالخالق يأمر بالعدل والاحسان، لا الاساءة والإكراه.. وآخرون يتصرفون انطلاقاً من احقاد قديمة لا علاقة للضحية البتة بها، وكل هؤلاء اذكرهم بالآية الكريمة: «لقد جئتمونا فراداً كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم». ومازلت في انتظار أن تكتمل عندي حقيقة الأمر من الاخت سمية هندوسة او اي من اولياء امرها حتى تكتمل الصورة، ولينتظر ابو مجيب ماذا نحن فاعلون.. اما مساندتي للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، فهذا امر عجب بل عجيب.. ولا اعني هنا ابو مجيب وانما اعني الذين حرضوا أبو مجيب!! كيف يستقيم هذا وكل مقالاتي وحواراتي والمساعي التي اقوم بها تجد رفضاً من الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني.. لقد خرجنا من لجنة عز الدين السيد لحل مشكلة دارفور عام 2004 بسبب آرائنا ثم أسسنا منبر أبناء دارفور للحوار والتعايش السلمي، وكنت نائباً للرئيس، فعملت الحكومة بجناحيها المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية حتى اجهزت عليه، وأسسنا هيئة جمع الصف الوطني وأيضا كنت نائباً للرئيس فلم ترتح الحكومة بجناحيها إلا بعد أن اجهزت عليها، بل اخذت من يروق لها من اعضاء في الهيئة ودخلت بهم القصر الجمهوري، وانا اولى بالقصر منهم، وكنت أرأس اجتماعات الهيئة طيلة عامين كاملين لغياب رئيسها المشير سوار الذهب، ولو كنتُ على مزاج الحكومة لاختاروا لي وظيفة دستورية حتى ولو خارج القصر، ولكنهم لم يجدوا عليّ مدخلاً، فأنا افكر من اجل الدولة السودانية، وآخرون يفكرون من اجل الحكومة يا أبو مجيب فمن اجل الدولة السودانية، تجدني اجتمع بالمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وانصح واجتمع مع كافة الاحزاب الاخرى وانصح، وما اريد إلا الاصلاح ما استطعت يا ابومجيب، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت فنعم المولى ونعم النصير.. وربما كثرت اجتماعاتي مع هؤلاء لأنصح وربما يتراءى للمرء كأني جزءاً منهم.. نعم انا جزء منهم في العقيدة والوطن، وأنا بريء من سياساتهم الاقصائية سياسياً وتوظيفياً ومعاملات ونظاماً للحكم، ولا اقنع ابدا حتى يأذن الله لي، لعلي اوضحت في هذه النقطة يا ابو مجيب.. اما جمعي للمال، فالمال ليس جديدا عليّ والحمد لله، حتى نلهث على دربه من الحكومة، وعلى كل ارجو ان تبحث ويبحث الآخرون عن اي مستند او حتى كلام (خشم) إلى واحد من قيادات هذه الحكومة، او حتى طلب لقطعة ارض سكنية.. هل تعلم يا ابو مجيب حتى الآن ليست لي قطعة ارض من حكومة السودان في ولاية الخرطوم، وأسمح لك واسمح لأي شخص بمساعدة ابو مجيب في البحث عن اي مصدر مالي لي من هذه الحكومة او السابقة، وان شاء الله حتى في اللاحقة ان وجدت .. اما بخصوص كرين العربات الذي املكه في الصحافة وطبعاً حي الصحافة هو مقر بيع العربات، فقد أعطيتك الإذن بصب البنزين عليه وحرقه تماماً، ولن اطالبك بمليم واحد تعويضاً..!! فقط كل الذي ارجو ان تتأكد قبل أن تحرق ليك كرين زول آخر ولا ينفع مجيب ولا أبوه ساعتئذٍ..!! اما عمود الخرف الذي وصفت فيه مقالي، فهو مردود عليك بدليل ان هذه الصحيفة «الراكوبة» التي ادمنت انت قراءتها، اعتادت ان تنشر مقالاتي دون استئذان مني..! لأنها ببساطة تعرف قيمة الكلمة، وتعرف ان شخصاً في مقام عليو لا يُطلب منه نشر كلماته، لأنها لله ثم للوطن، وليس هناك اغلى من الاثنين.. وأكون سعيد لو تكتب اسمك كاملاً في المستقبل.. فمن من تخاف..؟!! الصحافة