حتى لا يضيع فجر خلاصنا..! حاتم عبد اللطيف [email protected] بكل المقاييس ليس هناك موضوع يمكن إعتباره ساخنا هذه الايام فى كل حركة و سكون الحالة السياسية فى السودان أكثر من وثيقة الفجر الجديد التى تم التوافق حولها فى كمبالا الأسبوع الماضى. تكمن سخونة الساحة عقب الإعلان عن الوثيقة حيث لم يكن قد إطلع على الوثيقة إلا القليل من المتابعين للشأن السياسى حتى خرج علينا بعض موقعوها بعضهم يرفض و الآخر يستنكر و البعض يصفها بالترهل و الآخر يلغى التفويض الممنوح لممثلهم. كل هذا التخبط و التناقض الفج فى مواقف بعض القوى السياسية لن يكون فى صالح التغيير الذى ينشده الشعب السودانى. بل رد الروح للنظام بعد أن بلغت الحلقوم جراء توقيع تلك الوثيقة. موقف النظام كان باديا عليه التخبط و الإرتجاف كيف لا و هو الذى كان يؤمن بأن كل الكيانات السياسية فى البلاد المسلحة و السلمية منها لا حول لها و لا قوة و لن تجد لها موطئ قدم فى رصيدها من الشعب السودانى حتى جاءت الوثيقة بالخبر اليقين. لكن أبت القوى السياسية المعارضة إلا و أن تخذل الشعب كعادتها بل تلعب فى صف الحكومة بحيث تحمل عنها عناء دفن الوثيقة و تفريق موقعيها أيدى سبأ و بدون تعب.!!! الآن الحكومة أمسكت بطرف الخيط و هرولت تضرب فى الوثيقة و موقعيها فى كل المحافل كالمساجد و اللقاءات الجماهيرية و كان العمل المساعد الرئيسي فى حملتها هو تنصل الموقعين حتى قبل أن يجف حبر وثيقتهم.!!! أليس ذلك بالعار عينه؟ ما تقوم به الحكومة الآن و الوتر الذى تضرب عليه لإبتزاز المعارضة و تنفير جماهير الشعب من الوثيفة هو مسألة فصل الدين عن الدولة و لعمرى هذا موضوع أدرج فى الوثيقة كمسالة سياسية يجب النقاش حولها و ليست مسألة دينية كما يروج لها الحاكمون الآن. يجب على الجميع العمل على توضيح بعض النقاط التى أدرجت فى الوثيقة و حتى الوثيقة نفسها بأنها وثيقة مبدئية يتفق الناس حولها و من ثم النقاش المستفيض لكل شاردة وورادة فى كتابتنا للدستور الذى به تحدد كيف نحكم أو نحكم.