بالمنطق الزبّالون ..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * أشرنا من قبل إلى فيلم (انتبهوا أيها السادة) الذي (خمش) فيه جامع القمامة خطيبة أستاذ الفلسفة بالجامعة.. * فجامع القمامة هذا - واسمه عنتر - أثرى من الزبالة ثراءً (عفناً) حتى غدا صاحب فيلا و(شاليه) ومرسيدس (خنزيرة).. * وبماله هذا (اشترى) الزبّال خطيبة الأستاذ الجامعي الحسناء لتصبح الزوجة رقم (3).. * فما كان من أستاذ الفلسفة إلا أن وقف أمام طلابه ليقول عبارة واحدة ثم يعتزل بعدها الفلسفة والمنطق والجامعة والناس أجمعين.. * والعبارة هذه كانت: (الحقيقة هي عنتر).. * أي (سيبكم من حكاية الحق والخير والجمال وكل الكلام الفارغ ده، فالحقيقة هي زبّالة وبس).. * والفيلم المصري هذا يبدو أن قصته تتجسد على أرض الواقع - في زمننا هذا - مع اختلاف في بعض التفاصيل.. * فإن كان الفيلم المذكور يتحدث عن عنتر واحد فالقصة (الحقيقية) التي بين أيدينا (عناترها) كُثر.. * وإن كان عنتر هذا لديه فيلا وشاليه وخنزيرة وثلاث زوجات فمن (عناترنا) هؤلاء من يملك عمارة وبيتين وأربعة (خنازير) ومثل العدد المشار إليه من الزوجات (برضو).. * وإن كان (زبّال) الفيلم قد تسبب في حالة الاكتئاب التي أصابت أستاذ الفلسفة فإن الآلاف من مثقفي بلادنا أمثاله غارقون في الاكتئاب بفعل روائح (زبالية).. * فالذي بين أيدينا من وثائق وأدلة ومستندات يتحدث عن تجاوزات مليارية تكسّباً من (الزبّالة).. * وما نُشر بصحيفتنا هذه البارحة - في هذا الصدد - هو غيض من فيض قياساً إلى ما سيتم نشره لاحقاً.. * فتحت عنوان (مشروع نظافة ولاية الخرطوم، محاولات التكسب من أرتال القمامة) ورد ما يذكرنا بمقطع أغنية شعبية قديمة تقول كلماته (كده كده يا الترلة ؟!).. * فعشرون (ترلة) - بجراراتها - استوردتها حكومة ولاية الخرطوم بقيمة مليار ومائتي مليون (بالقديم) للعمل في مشروع نظافة ولاية الخرطوم.. * ومن العشرين (ترلة) هذه تم توزيع سبع منها فقط على المدن الثلاث.. * ثم السبع هذه نفسها لم تعمل سوى ثلاثة أيام وحسب بسبب ما أصابها من (أعطال).. * أما الترلات ال(13) الأخرى فهي (مركونة) بمقر الشركة - في بحري - لأنها لم تحظ حتى بشرف العمل للأيام الثلاثة هذه.. * فقد وصلت معطلة (جاهزة)... * هي أُستجلبت فقط لأغراض الدعاية الإعلامية - يوم احتفال التدشين - ثم أُعيدت إلى حيث تبقى (جاثمة) مثلها مثل أية (زبالة) كانت ستحملها.. * وبعض (عناتر) أيامنا هذه (فالحون) جداً في إقامة الاحتفالات (الدعائية)- ذات التهليل والتكبير - التي تُبطن من (الفساد) أكثر مما تُظهر من (الإنجاز).. * و (الحقيقة) - عندنا - ليتها كانت (عنتراً) واحداً مثلما قال أستاذ الفلسفة ذاك.. * إنها (زبّالون) لاعدَّ لهم !!!!!! الجريدة