بسم الله الرحمن الرحيم وثيقة الفجر الجديد او اسمرا 2 محمد ابراهيم العسقلانى [email protected] 1 ميثاق كوبر 89 والقوى الحديثة فى اكتوبر من عام 89 كتبت المعارضة السودانية اول مواثيقها داخل سجن كوبر ، الذى جاء معبرا عن القوى الحديثة التى كالت اللوم للقوى التقليدية وحملتها مسئولية التفريط فى الديمقراطية واضاعتها ، وسكتت القوى التقليدية رجاء ان تنجز القوى الحديثة انتفاضة شعبية تعيد الديمقراطية مجددا وبعدها لكل حادث حديث. وبالطبع عجزت القوى الحديثة عن انجاز المهمة وخسرت صراعها مع اجهزة النظام التى شددت القبضة الامنية ومارست البطش والتمزيق، وكان النظام يومها قادرا على الخداع ايضا واثارة الامال والاحلام بدولة العدل والطهر والشورى كنموذج يشع على العالم الاسلامى قاطبة ويعيد للدين مجده . 2 مقررات اسمرا 95 والجيش الشعبى بعد فشل الرهان على القوى الحديثة وانتفاضتها الموعودة او قل المؤودة ،انتقل الامل من الداخل الى الخارج، ومن القوى الحديثة الى القوى الدولية والاقليمية التى تقف خلف الجيش الشعبى ، فجاءت مقررات اسمرا تعكس التطور الجديد فشرعنت العمل المسلح تحت مسمى تكامل آليات النضال والانتفاضة المحمية بالسلاح !! وتربع د قرنق على راس القيادة العسكرية المشتركة التى تضم مليشيات للاحزاب الكبيرة ولقادة سابقين فى الجيش السودانى ، وانفتحت الحرب من ثلاث جبهات بعيد خروج صادق المهدى من البلاد . ولكن كما قضت القبضة الامنية على انتفاضة القوى الحديثة الحالمة بنظام ديمقراطى متوازن دستوريا يضمن لها تمثيلا معبرا عن ثقلها النوعى فى مقابل الثقل العددى والاغلبية الميكانيكية للقوى التقليدية ، اوقفت النفرة الجهادية الزحف العسكرى للجيش الشعبى على جميع الجبهات دون ان يحقق ايا من اهدافه الاستراتيجية ( جوبا ،خزان الروصيرص ، طريق بورتسودان ) . فضاعت ايضا جائزة الجيش الشعبى التى عبرت عنها مقررات اسمرا ( العلمانية و تقسيم البلاد الى كيانات اكبرها الكيان الجنوبى مع تعميم حق تقرير المصير على اقاليم لم تطالب به ) . 3 الفجر الجديد او اسمرا 2 والجبهة الثورية واليوم نحن فى عام 2013 وقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر فقد نجحت امريكا فى فصل الجنوب واداتها فى ذلك الجيش الشعبى والانقاذ والايقاد ، وكان من اثار برتكول ماشاكوس 2002 اشتعال دارفور 2003ثم جاءت الانتفاضات العربية، لينعكس ذلك على المعارضة السودانية فى ميثاق البديل الديمقراطى فى انتظار هبة الشارع ،فلما تاخرت يممت المعارضة صوب الجبهة الثورية التى تلعب دور الجيش الشعبى سابقا داخل دويلة الشمال، فبرزت مقررات اسمرا من جديد لترسم سودانا علمانيا يتحلل – او قل يتقطع – الى عوامله الاولية اى الى عصر السلطنات مما ينذر بزوال الدولة الوطنية فى السودان حال انفكت اللحمة بين دارفور والوسط النيلى ، وما الحرب الدائرة اليوم الا تسخين ودق لفك اللحام ، ومعلوم ان اكبر لحمة بين النيل والغرب هى الاسلام لذا فهو مستبعد عن برامج حركات الاحتجاج المسلح هناك بما فيها حركة العدل والمساواة رغم الخلفية الاسلامية الحركية لقادتها وكوادرها ، وهو شرف لاتدعيه الحركة بلسانها العربى وتهمة تردها بلسانها الانجليزى !! 4 التنصل من الوثيقة لعل اسعد الناس بوثيقة الفجر الجديد هم قادة النظام الذين اعتبروها سانحة لدمغ المعارضة بالخطيئة الدينية والخيانة الوطنية والمخالفة للدستور – اى دستور؟- ومن ثم توعدوها بالويل والثبور وعظائم الامور ، فوجدوا غطاء لحملتهم على هامش الحريات – هل قلت الحريات ؟- بعد قصف الاقلام واغلاق الصحف ومراكز الدراسات ومحاصرة الاحزاب فى مقارها وحجب المواقع الاخبارية الخ... ولكن اسوأ المواقف هى محاولة زعماء المعارضة التنصل من الوثيقة فاعتبروها مسودة للنقاش وليست اتفاقا !!كما اتهموا مناديبهم بتجاوز المهمة التى انتدبوا لها ،وهى التبشير بوثيقة البديل الديمقراطى!! السنا فى عصر ثورة الاتصال والانتقال ؟ الايستطيع المناديب ان يتلوا الوثيقة صوتا وصورة عبر اسكايب لزعمائهم فى الخرطوم قبل التوقيع ؟ الم يتصل قادة التفاوض من ماشاكوس برئيسهم فى الخرطوم قبل التوقيع على ما عرض عليهم ليلة 20 يوليو 2002 بعد انهيار المفاوضات يومى 18 و 19 فكان برتكول ماشاكوس معكوسا لمؤتمر جوبا 1947 وان تشابها فى طريقة الميلاد ، اى فرض المطلوب بعد ثرثرة الوفدين . ان هذا التنصل فى ظل الهجمة الحكومية يظهر قادة المعارضة فى ابأس صورة تجمع بين الضعف وفقدان المصداقية والتذاكى . اللهم بلغنا فاشهد الاربعاء : 10 ربيع الاول 1434 هجرى موافق : 16 يناير 2013ميلادى