.. [email protected] طبعا من بديهيات ارتفاع سقف الديمقراطية في اى مكان وفقا للمفهوم المعاصر والمتبّع في حدها المطلوب والذي يحترم حقوق كل من يمارسونها وعلى مسافة واحدة في تداول السلطة بالتراضي على دستورها وقوانيها ولعبتها وهي التي لم تبلغ الكمال في عالم السياسة على مطلقه مثلما لم يبلغ البشر ذلك الكمال في حياتهم وان صعدوا الى المريخ ، يوجد مبدأ اساسي في تكوين الدولة لا يمكن دون توفره أن تسمى اية ممارسة سياسية في لعبة الحكم ديمقراطية في حد ذاتها وان جاء حكامها زعما عبر الصناديق التي تظل مثقوفة في غياب ذلك المبدأ المسمى .. ( الفصل مابين السلطان ) فالصحافة والاعلام الذان يمثلان المقدمة الأولى لحرية الكلمة التي تكتمل بهما الديمقراطية لن يجدا البراح المحمى بالقوانين ليمارسا دورهما بمسئؤلية الحق في التعبير والمحاسبة قانونا في الخطأ أو التقصير وبالتالى يكون حلم المواطن في ظل غياب فصل السلطات تلقائيا حقا منقوصا في ممارسة دوره في ذلك الصدد ! يوجد الان نمط من المتنفسات الاعلامية وتحديدا فضائية بعينها و التي أخالها تمارس منهجا تبعا لخطى محسوبة من الجهات المعنية ولا أظنها تتجاسر بالتمرد الذي قد يجلب لها الكفوة ، ولكنها تظل في النهاية من وجهة نظر محاولتها ارضاء أو كسب الشعور العام للناقمين فهي من قبيل .. ( أحسن السيئين ) ومن منظور السلطات التي تطلق لها القيد في دائرة محدودة كنوع من وسائل تنفيس الاحتقان الذي قد يدراء الانفجار فمن الممكن تسيمتها من هذه الزواية بل ومن وجهة نظر النظام ..فهي.. ( أسوا المفيدين )! فبالأمس شاهدت لقاء جمع فيه صاحب قناة أم درمان ومديرها ومحررها ومذيعها الأول الأستاذ / حسين خوجلي ، ما بين شباب الحكومة وقد مثلهم أحد كوادر أتحاد الشباب التابع للمؤتمر الوطني وهو السيد/ حسن ادريس ومن يمثلن الشباب الذي يقف في حلق النظام وهما الزميلتان الاعلاميتان.. رشا عو ض ولينا يعقوب ، ووقفت بين الفريقين على خط النغم الآنسة الفنانة منار صديق ! كانت أسئلة حسين من ذلك النوع الذي يفلق السلطة ويداويها في آن وأحد ، فيما هو أيضا يحرّض الشباب مستفزا بوصف الخنوع وفي ذات الوقت مقللا من فعالية فرفرته باعتبارها لازالت نظرية لم ترسم معالما لتغيير قادم يرى افقه مسدودا ، وبين هذا وذاك ربض ممثل الشباب الحكومي في تحفظات واضحة بين الرضاء عن ما هو متاح وممكن وبين الحلم في تغيير لا يرى ضرورة للعجلة فيه ! بينما انبرى طرف رشا ولينا في ازالة ثوب التستر التي تشده الانقاذ حول عوراتها والمتمثل في ادعاء الكمال في ديمقراطيتها وحريتها التي تتكرم بها كحق لمن يريد الخروج للتعبير عن مكنونات نفسه ولكن على طريقة أمنها واحتفاظها لنفسها بحق البطش و التنكيل لمن يخرج طالما أن منحة التصريح لذلك هي .. ( لحسة كوع ) بدعوي الحذر من التخريب وليس خوفا من غضبة الشارع ! و يدعم استحالة نيلها بل عدم ضرورتها أو جدواها تعالي منطق قادة الحكم والحزب الذين يقولون نحن الأفضل فلما يخرج الناس عن طاعتنا ؟ فهل نعتبر مثل تلك المناظرات التي يتاح المجال لقناة حسين بالتفسح فيها بهذا القدر ، .. من قبيل ( الطشاش في بلد العمايا شوف ؟) أم لديكم حولها مسمى آخر ربما يكون أبلغ وصفا لها وأنتم سادة العارفين ، أفادكم الله ؟