فى عمل مبدع شديد الايجابية انطلقت حملة ضد ختان الاناث بشعار : القرارات السليمة سليمة كل بنت تولد سليمة . دعوا كل بنت تنمو سليمة وهى حملة مدعومة بمواقف قوية من رجال دين ومبدعين وشخصات اعلامية وفنية , تلك هى المسؤولية الاجتماعية تجاه قضايا النساء والمجتمع , الحملة تم تصميمها بشكل جميل وقوى الرسالة وتتزامن مع اقتراب اليوم العالمى للقضاء على ختان الاناث فى السادس من فبراير من كل عام . ولان التغيير لايتم بشكل عفوى لابد من الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والثقافية , ان السعى لتحقيق الديمقراطية على المستوى السياسى لن يكتب له النجاح دون وضوح الرؤية حول القضايا الاجتماعية والثقافية , وفى الجانب الذى يخص حقوق النساء غالبا ما ينشأ ما يطلق عليه الخصوصية الثقافية لتفادى الخوض فى الانتهاكات لحقوق النساء داخل الاسرة او بغرض الالتفاف حول اشكال العنف الذى يمارس باسم الشرف او الدين او الاعراف او باسم حماية المرأة , ويعتبر الختان نموذجا فاضحا لذهنية تقبل وتتطبع مع العنف ضد المرأة , ان ازالة الاعضاء التناسيلية للمرأة عمل ينتهك حق المرأة فى الحياة السوية من الناحية الجنسية والمعنوية والصحية ولابد من مجابهة كل ذلك بكل شجاعة ولا افهم ان يتم التسامح مع اى جهة تقبل او تروج او تدافع او تدعم تلك الممارسة غير الانسانية الا اذا قبلنا ان نبرر للقتل والاذى الجسدى والنفسى ضد الافراد . ان الختان فى الواقع يتعارض مع حقوق الانسان وفى مقدمتها حق الحياة ويكفى ان المئات من الطفلات يفقدن حق الحياة اثناء او بعد تلك العملية البشعة كما تفقد الكثير من الامهات حياتهن اثناء الوضوع بسبب الختان , ويتناقض مع مفهوم دولة المواطنة لان مصائر الطفلات تترك لتحددها الاسر لوحدها ويتطلب ذلك رفع الوعى بمخاطر الختان مع اهمية التدخلات المجتمعية والسياسية لحماية الطفلات من تلك الممارسة , الامر يتطلب وضوح تام وارادة مجتمعية وسياسية والحملة التى انطلقت الان لابد ان تجد دعم الاحزاب والمنظمات المدنية ودعم وسائل الاعلام لرفع وعى المجتمع بمخاطر الختان فالديمقراطية ودولة المواطنة لايمكن الوصول اليها دون مواجهة الثقافى . الميدان