[email protected] شد ما استوقفني ولفت انتباهي ودعاني للكتابة هو مقال في واحده من المواقع الإسفيرية للمدعو (ربيع عبد العاطي )والذي سبق وأن تم استضافته في برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة باعتباره يعتلي منصب كبير في دهاليز المؤتمر الوطني وهو صاحب المقولة المشهورة أقصد (المشتورة) (دخل الفرد في السودان 1800 دولار ). ما يهمنا هنا هو ما تحدث عنه ربيع في ذلك المقال بوصفه لظاهرة خروج الشباب في انتظارهم وصول جثمان الراحل محمود عبد العزيز وقد تصور لربيع حسب ما خيل اليه بأن الشباب جاهز للجهاد ورهن الإشارة استدلالاً واستناداً للجماهير العريضة التي خرجت في ذلك الموقف الذي تحدثت عنه الصحافة العربية والعالمية ومختلف وسائل الاعلام ، وتجدنا نسمي هذا المشهد بالظاهرة (لان الظاهرة لا تتكرر الا في ازمان متباعدة وإن كان هناك اختلاف في مشاهدها) عزيزي ربيع يبدو انك لم تدرك قط نفسية العقل الجمعي لهذا الشباب ، ونقول أن النفسية التي قادت الي هذا الخروج العريض هي نفسيه برئيه غير مدفوعة الاجر وعفوية وتلقائية وقد خيم علي هذا الخروج سحابة من الحزن غطت كل سماء السودان . ويمكن أن يوصف هذا الخروج بأقل ما يمكن بأنه تبادل احساس بين (المحب والمحبوب ) وخصوصاً في حالة فقد وهذا شيء طبيعي الحدوث لإنسان حباه الله بمحبة الخلق فأحب الناس وأحبوه وليس هنالك أدنى درجة علاقة ما بين جاهزية الشباب للجهاد وخروجهم في انتظار وصول جثمان الراحل لتشييعه . تاريخياً تكررت هذه الظاهرة (أي ظاهرة الخروج غير مدفوع الأجر) ثلاث مرات علي مر تاريخ السودان . الأولي في لحظة إعدام الشهيد محمود محمد طه في العام 1985م وقد خرجت الجماهير الهادرة في البدو والحضر تستنكر هذ الفعل المشين وكان لهذا الخروج مفعول السحر في اسقاط نظام مايو . الثانية لحظة خروج الجماهير المتدفقة ناحية الساحة الخضراء لاستقبال الراحل دكتور جون قرنق دي مابيور2005م وقد اربك هذا الخروج مؤسسات الدولة الامنية ايما ارتباك . الثالثة : ظاهرة خروج معجبي ومحبي الانسان الفنان الراحل المقيم محمود عبد العزيز ولم نسمع حتي هذه اللحظة أن تم اغلاق الجامعات بأمر من مؤسسة التعليم ايذاناً بالخروج والتظاهر بالحزن كما لم نسمع ايضاً بإغلاق كل دواليب العمل الخاصة والعامة وأن كل من يتخلف عن هذا الخروج تفرض عليه عقوبة مادية (خصم من المر تب ) بل أن هذا الخروج والحزن كان نابع من ضمير الفرد السوداني . وهنالك فرق واضح ما بين الخروج البرئي كما في حالة (محمود ومحمود ودكتور جون ) وما بين الخروج مدفوع الأجر مسبقاً (المسيرات المناهضة للشجب والإدانة ) وأستغرب كثيراً في الربط ما بين ظاهرة هذا الخروج الحزين وجاهزية الشباب للجهاد حسب ما ذكر ربيع اللهم الا إن كان هنالك غرض في نفس هذا الربيع وهذا ما لا اعلمه .