توفي صباح اليوم (الخميس) فنان الشباب الأول محمود عبدالعزيز، بعد أن عاش معجبوه حالة من الحزن والترقُّب طيلة الأسبوع الماضي بسبب موته دماغياً في مستشفى ابن الهيثم بالعاصمة الأردنية عمان. وكان الفنان الراحل قد بدأ مرضه الذي قضى به في يونيو 2012 بتعرضه لآلام حادة بالبطن، وعرض حينها على الأطباء بمستشفى رويال كير بالخرطوم، حيث تم تشخيص المرض كقرحة متفجرة تحتاج لتدخل جراحي مستعجل، وأجريت العملية بنجاح حسب وصف مصادر طبية آنذاك. وقد تجددت آلام (الحوت) في ديسمبر الماضي، ومن ثم قرر أطبائه إجراء عملية ثانية في ذات المستشفى، إلا إن حالته الصحية تدهورت خلال الأيام الأربعة التي تلت الجراحة، الأمر الذي حتم التدخل الجراحي، وأصبح بعدها يعتمد على التنفس الصناعي بنسبة 100% وليتم نقله للعلاج في الأردن. يشار إلى أن جثمان فنان الشباب محمود عبد العزيز، من المقرر أن يصل إلى الخرطوم في الخامسة من مساء اليوم على متن طائرة رئاسية بحسب ما أعلنته عدة مصادر. هذا وأصابت حالة من الحزن الشارع السوداني عقب سماع نبأ وفاة فنان الشباب الأول، الذي لم يكن فناناً عادياً بحسب معجبيه، فلطالما أطرب وأجاد وجذب قلوب محبي الغناء الذين كونوا روابط للمعجبين به لما لمسوه فيه من جانب إنساني كبير. وقد تقاطرت جموع معجبي ومحبي الفنان الراحل صوب منزل أسرته بالخرطوم بحري، معزين ذويه وأنفسهم في فقده. وقال الأمين العام لمجموعة محمود في القلب محمد بابكر، إن هذه المجموعة تكونت من أجل عكس الوجه الإنساني للفنان الراحل الذي استطاع تقديم نفسه للشعب السوداني والعربي والإفريقي. وبدا الحزن واضحا على وجوه أعضاء اتحاد المهن الموسيقية السوداني، الذين عزفوا ألحان الحزن والبكاء على الراحل الذي عرف عبدالعزيز بحنجرته الذهبية التي وجدت مستمعين في شطري السودان حتى بعد الانفصال إلى دولتين. وقال الناقد الفني أحمد دندش إن الراحل أوجد مكانة كبيرة في بلاده وفي جنوب السودان، مضيفاً أن حب الجنوبيين له طغى على أي فنان آخر. واعتبر رئيس اتحاد المهن الموسيقية محمد سيف، الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بالظاهرة التي تستحق الدراسة. ومن مفارقات القدر، أن السودانيين فجعوا برحيل محمود عبدالعزيز في ذكرى رحيل الفنان مصطفى سيد أحمد في 17 يناير 1996م. ويعد محمود عبدالعزيز الذي بدأ الغناء في تسعينيات القرن الماضي الفنان الأكثر شعبية بين الشباب في السودان، حيث وجد تجاوباً جماهيرياً منقطع النظير خلال السنوات الماضية، وظلت جماهيريته تزداد يوماً بعد يوم حتى لقب ب"فنان الشباب الأول". ومحمود عبدالعزيز الذي يحلو لمحبيه ومعجبيه مناداته وتسميته ب(الحوت) و(الجان)، من مواليد حي المزاد بالخرطوم بحري عام 1967م، وقد أحب التمثيل منذ بدايات نشأته، وكان يضع من مقاعد منزله مسرحاً ليمثل عليه مع أقرانه. خلال الفترة ما بين 1988م حتى عام 1994 كان محمود يغني في الحفلات العامة وحفلات الزواج، وشهدت هذه الفترة ميلاد العديد من أغنياته مثل "سمحة الصدف". وشهد العام 1994ميلاد أول البوم لمحمود عبدالعزيز باسم "خلي بالك" من شركة "حصاد" الذي حوى خمسة أعمال خاصة.