و ومن الأنانية ما قتلت ! منى وعبدالواحد وجبريل نموذجاً !! الحركات المسلحة الثلاث الكبيرة فى دارفور وهى العدل والمساواة جناح الدكتور جبريل وجناحى التحرير برئاسة كل من الأستاذين منى أركو مناوى وعبدالواحد محمد نور ، ترتكب هذه الحركات خطأ تاريخياً قاتلاً ‘ وهو دعم نظام الإنقاذ بشكل غير مباشر ومن ثم المساهمة فى إطالة عمره . يتمثل هذا الخطأ بل الخطيئة فى إصرار قيادات هذه الحركات الثلاث وتعنتها فى الحيلولة دون تمكن الحركات المسلحة الصغيرة فى دارفور والتى إنسلخت عنها منذ سنوات مضت للإنضمام للجبهة الثورية ( تجمع كاودا ) ، إلا عبر بوابتها بالعودة مجدداً لحظيرتها ذليلة حقيرة وتقدم فروض الطاعة العمياء ، بعد أن تستغفر وتسبحل وتحوقل وتتوب توبة نصوحة عما سلف ، وهو الأمر الذى لا تقبله تلك الحركات لأن مثل هذا الإذلال ليس له ما يبرره . فهذه الحركات الثلاث المذكورة بهذه الممانعة والتعنت فى إستخدام الفيتو ضد إنضمام الحركات الأخرى للجبهة الثورية ترتكب خطأً تاريخياً قاتلاً لأسباب كثيرة تأتى فى مقدمة تلك الأسباب :- 1- فهى بهذه الممانعة تحرم الجبهة من إنضمام قوة هذه الحركات الصغيرة التى تمثل بوحدتها وتجمعها قوة لا تستهان بها على الصعيدين العسكرى والشعبى . 2- دخول هذه الحركات لحظيرة الجبهة الثورية مع الحركات المسلحة الثلاث الأخرى يمثل خطوة متقدمة فى طريق وحدة المقاومة المسلحة وإنهاء حالة التشرذم والتقزم التى مثلت داءً عضالاً فى جسد الثورة طوال السنوات الماضية . 3- هذه الحركات المسلحة عندما تجد أمامها أبواب الإنضمام للجبهة الثورية موصدة بفيتو الحركات الكبيرة تجد نفسها مضطرة للبحث عن أى فرصة للتصالح مع النظام والإرتماء فى حضنه مهما كان هذا السلام هزيلاً وبائساً وذلك لعجزها خوض معارك المقاومة والدفاع عن نفسها منفردة ضد جحافل النظام ومليشياته ، وليس أدل على ذلك من موقف بعض أجنحة حركتى التحرير التى ظلت تتجول لأكثر من سنة كاملة بين جوبا وكمبالا بحثاً عن فرصة الإنضمام لتجمع كاودا ( الجبهة الثورية )، أمثال القائد على كاربينو وعبدالله يحى والحافظ عبدالنبى والدكتور صالح وعبدالله خليل والقائمة تطول كل هؤلاء وغيرهم حال فيتو الكبار دون تمكنهم من تحقيق حلم الإنضمام لتجمع كاودا ( الجبهة الثورية) . ومن نتاج هذا السلوك الإقصائى أن قرر القائد على كاربينو التوجه بحركته صوب الدوحة التى يصل إليها فى اليومين القادمين للإلتحاق بمجموعة محمد بشر أحمد وبخيت دبجو ، وربما يحذوعبدالله يحى حذو صديقه كاربينو فى وقت ليس ببعيد وفق كثير من المؤشرات وقرائن الأحوال . ومن هنا فإن هذه الحركات الثلاث وبهذا السلوك الأنانى المريب الذى لاأحد يستطيع أن يجد له مبرراً ، تساعد بشكل غير مباشر فى إطالة عمر النظام بتمكينه من تجديد خلايا جسمه الميتة بضخ دماء جديدة فى شرايينه ولو لحين بإنضمام مجموعات جديدة إليه من وقت لآخر ، ومن ثم الإستمرار فى ممارسة هوايته الشريرة والمتمثلة فى القتل والذبح والإغتصاب والنهب والحرق فى دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان . أما الأمر الآخر الذى وددت الإشارة إليه فى هذه العجالة هو أن الحركات الأربعة التى وقعت على وثيقة التفاهم بالقاهرة فى مطلع شهر يناير الماضى (5/1/2013) والتى ألمحت على إستحياء وبشكل غير مباشر بأنها لاتمانع فى اللإلتحاق بوثيقة الدوحة للسلام إن أبدت الحكومة إستعداداً حقيقياً فى دفع إستحقاقات السلام المشرف العادل ، رغم إشادتى بتلك الخطوة الجريئة التى إعتبرها الجميع خطوة متقدمة وقفزة نوعية إلى الأمام نحو وحدة المقاومة الدارفورية خاصة والسودانية عامة ، ولكنى أنصح قادة ورؤساء هذه الحركات أن تعدل عن قرار التوجه نحو الدوحة إذا كانت قد إتخذت مثل هذا القرار سلفاً لآن النظام السودانى اليوم فى أضعف حالاته فهو فى حالة أشبه بالغيبوبة ، على قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار والسقوط الذى لاقيام بعده . أكرر نصيحتى لقيادات هذه الحركات ، فهى شخصيات مشهودة لها بالكفاءة والثورية بدلاً أن تتجه نحو الدوحة للإلتحاق بتلك الوثيقة البائسة ، أن فشلت فى أن تجد طريقاً للإنمام للجبهة الثورية عليها أن تعمل على جمع كافة الحركات الصغيرة التى لم تجد فرصة الإنضمام للجبهة الثورية ولم تشارك فى ذات الوقت بمنبر الدوحة الذى يجرى الإعداد له هذه الأيام ،ذلك لتأسيس تجمع وسطى ثالث يستطيع فرض واقع جديد على الساحة إما بإجبار الحركات الثلاث بقبوله ضمن مكونات ومفردات الجبهة الثورية ‘ وإلا يتجه نحو السلام الذى يمكن أن يكون حينه سلاماً حقيقياً ومشرفاً يلبى طموحات وأشواق أهل دارفور . عبدالقادر حسين إبراهيم [email protected]