اثناء كتابتي لهذا الموضوع لقد وجدته قرار مجلس عمدا جامعة الجزيرة بان تفتح الجامعة ابوابها في العاشر من فبراير المقبل وعنئذ سوف تبدأ الدراسة السؤال الذي يطرح نفسه من الذي قتل اربعة طلبة من أبناء اقليم دارفور ما هو مصير القضية التي قتل الطلاب من اجله ما ذا فعل تلك اللجنة التي تم تكوينه من قبل وزير العدل إذن ليس هنالك جديد فقد يتضح من خلال ذلك ان مهمة اللجنة هي التخدير من ثم تفريغ القضية من مضمونها من ثم افلات المجرم من العقاب شئنا ام أبينا هو الأسلوب الذي تعتمد عليها نظام الخرطوم لفض النزاعات ، إذن دعوني أعود لعنوان المقال: هي شعار بسيط ذات معاني عميقة ردده الطلاب في الاحتجاجات السلمية تنديدا وتعبيراً عن مدى حزننهم العميق عندما يقتل زميلهم برصاص او تعذيب من قبل نظام المؤتمر اللاوطني الذي اعتاد على مصادرة حياة الطلبة بصورة مستمرة من دون اي مبرر بل فقط بحكم تباينهم لاسيما (الجغرافي - الثقافي- القبلي- السياسي-) فسارة هدر دمائهم مشروع من دون رقيب او حسيب وإلقاء جثامينهم في اقرب شارع او اماكن تجمع الأوساخ او في الترعة كما حدثت لشهداء جامعة الجزيرة الاربعة الذي اغتالهم ايادي الغدر زورا وبهتانا متجاهلا الدور الطليعي الذي يقوم بها الطلبة من خلال دعمهم للوطن بالكادر البشري المؤهل الذي تساهم في زيادة معدل الإنتاجية وارثا مفاهيم السلام والتنمية وانبعاث الوعي في وسط المواطنين ، حتي يتثنى لهم ادراك الواقع المأزوم والدور المنوط بهم لمجابهة تلك التحديات التي تمر بها السودان في ظل بقاء حكومة الإنقاذ لأكثر من عقدين بسياسته العرجاء التي تهدف الي هدر الموارد البشرية والطبيعة بدلا من ان تتم استغلاله استغلال امثل حتي تعتلي السودان عرش الدول المتقدمة بدلا من مؤخرتها ، لكن هؤلاء العسكر ينظرون الي الوطن في حدود بقاءهم ويقتلون كل من لم يبصم بعشرة على آرائهم ومن ثم يهرولون للراي العام لاخفي حقيقة ماحدث بإخراج سناريو هزيل لن تتماشي مع عقل العاقل في هذا العصر الذي تتمتع بأكبر قدر من الدقة في نقل المعلومة ومدي صحته ، نعم تستطيع ان تكذب علي بعض الناس لبعض الوقت ، لكنك لن تستطيع ان تكذب علي الناس كلهم في الوقت كله ان تكذب لتضليل الناس بان ما حصل غرق فإنها استحبال بادراك الاخر للحقيقة ، ومع ذلك تطل علينا منافق اخر يلعب دور كومبارس وحينئذ يأتي بتقرير طبي مجافي للواقع لتدعيم أباطيل النظام بان ما حصل كانت غرق ،اذن لماذا رفضتم تسليم الجثامين لزويهم؟ تاكدنا بما لا يضع مجال للشك بان هنالك اثار تعذيب علي أجسادهم هذا ما دعتكم لعدم تسليمهم لزويهم وهل هنالك غافل تصدق بان اربعة طلبة يغرقون في مياه طولها اقل من متر فالسياسة القمعية تعتمد على الكذب المطلق لتحقيق مأرب وغايات محددة لفئات معينة من قراء مدونات الحاكم بالرغم من علمهم التام بانها أكذوبة لكنهم يؤمنون بها في في اطار طاعة الديكتاتور ، الا تخشون ربكم الذي حرمه قتل النفس الا بالحق وانتم تعلمون جيدا بان هؤلاء الطلبة اعتصموا فقد بان لا تذهب حقهم الذي كفله القانون بموجب اتفاقية أبوجا الي ادراج الرياح ذلك البند الذي اطلق عليها التمييز الإيجابي لأبناء اقليم دارفور بالجامعات السودانية الذين تأثروا منذو انطلاقة شرارة الثورة من ذلك الاقليم في بداية القرن الواحد وعشرين بأهدافه الموضوعية الرامية لإحلال الحق بين أبناء الوطن الواحد وإزالة الباطل على الرغم من تلكؤ هذا النظام وتعامله مع هذه القضية العادلة بمنطق القوة بدلا من قوة المنطق ،علي سبيل المثال اتفاقية ابوجاء نموزج عندما خرج القائد مناوي من ثم عاد بالمصفوفة لكنه لم يتم تنفيذه حتي غادره نهائيا لان هؤلاء يجيدون نقد العهود والمواثيق باحترافية تبرموون اتفاقيات وتنكزون منها قبل ان يجف المداد الذي كتب بها وتقتلون كل من يطالب بتنفيذها أليس هي ظلم مطلق أليس هي خيانة ومارقة كما تصفون خصومكم بانهم خونة ومارقين اعلموا جيدا القاصي والداني منكم بان هذه الدماء لن تذهب كالصدى وان هذا الليل سينجلي والقيد سينكسر وان لكل دكتاتوري طاغي مستبد مسير تلقي بظلالها أزا ذلك الأباطيل الذي مارسته ضد شعبنا الأعزل ولم ينجي احد منكم من الحساب وان كنتم في بروج مشيدة سوف تطالكم القانون طالما جعلتم أجسادنا حقل تجارب لكل الانتهاكات اللاأخلاقية سوف ياتي الوقت الذي سيضربكم القانون بيد من حديد في اليوم الموعود الذي ينحني فيها كل جائر مستبد تسول له نفسه العبث بناء. ان شهداء الحق والكرامة الانسانية الذين جعلوا أرواحهم مهرا لتغيير هذا الواقع المشؤوم بواقع افضل تضمن بقاء الاخرين أحرار متساوين امام القانون بالتأكيد فهم ابطال سيكتب لهم التاريخ بأحسن العبارات لبطولاتهم وتضحياتهم بأحرف من النور. [email protected]