بالنسبه لتخلفنا فان دور " رجال الدين " كان و لا يزال دورهم يعلب العامل الحاسم المساعد للتخلف الذي ضرب باطناب الامة الاسلامية في الشرق الاوسط بالتحديد .. بالاضافة الي الدكتاتوريات التي شهدتها المنطقة بعد الاستقلال .. فضلا عن المشاريع القومية التي كانت تقوم علي مبداء الهوية و ضاربة بعرض الحائط الاسس العلمية و الفلسفية التي تقوم عليها الدولة و مفاهيمها .. و يرجع دور رجال الدين في عدم فهمهم للدين حيث يبدو أن هناك ثمة أختلاطا ما في المسألة أدي إلى التباسها ، هو أن الدين في حد ذاته كدين ليس طرفا في الموضوع ، إنما هو خارج اللعبة و برئ من التخلف كما هو برئ من التقدم . و الدين في حد ذاته لم يكن يوما "دولة" بل انه لم يؤسس جتي لمفهوم الدولة .. فالنمازج الحديثة التي شهدت فترات حكم "ثيقراطية" سواء كانت في ايران او السعودية او السودان علي سبيل المثال .. فأن هذه النمازج لم تكن تعبر عن "واقع الامة الاسلامي" و انما كانت تعبر عن "حالها القطري" و فهمها المذهبي للدين .. و لا يمكن باي حال من الاحوال ان نطلق علي هذه الدول اسلامية بالمعني الصرف لشمولية الدين الاسلامي . ذلك لانها لم تكن تعبر عن "المسلمين" في مشارق الارض و مغاربها . بل ان هذه النمازج كانت تعبر عن واقع مذهبي كرس بما يتوافق مع مصالحهم و التي تبتعد كل البعد عن حقيقة الدين ثم أن الإسلام كدين في حد ذاته لم يكن عنصرا في إنجازات الحضارية التي يتشدق بها علماء الدين .. فالحضارة كانت و لا تزال هي نتيجة طبيعية لتفاعل الانسان مع بيئته و ليس بسبب تفاعله مع الدين .. فالرازي و الفارابي و ابن الهيثم ، و غيرهم من تلك الكوكبة اليتمة التي يتغني بها رجال الدين . لم يكن الدين بالنسبة لهم السبب في فتوحاتهم الفكرية بقدرما كان السبب فيها التعاطي مع العلم .. بالاضافة ان ظهورهم جاء علي حساب فترات تطورت فيها الواقع السياسي . فاذدهرت الترجمة من و الي العربية .. و لم يكن الدين العامل الحاسم في ظهور هذه الكوكبة اليتيمة من العلماء و لم يكم عنصرا في اختفاء العلماء من بلادناالتي نستندعيها رجال الدين لندب حضارتنا الموؤدة دفاعا عن الإسلام و الإسلام منها برئ . فبالإسلام نفسه تقدمت دول أخرى في شرقي آسيا أطلقوا عليها لفورتها القاطرة نحو قطار الحضارة باسم النمور الآسيوية . . وبالإسلام نفسه تعيش بقية دول المسلمين في مؤخرة الأمم . إن المشكلة ليست في الدين ولا في أي دين. لكنها في كيفية استثمار هذا الدين ، فهناك من استثمره في التقدم ، ومنه من يستثمره في التخلف . و لا شك ان أس الازمة الضاربة في الاطناب يرجع الفضل في تكريسها هم رجال الدين فقد كانوا و لا يزالوا هم الممول و المؤسس الذي لا يستهان به في تشجيع التخلف ظنا منهم " اي رجال الدين " انهم يقدمون الامه العلم و الدين في حين انهم يقدمون كل هذا التخلف الحضاري الذي نعاني منه . بالاضافة الي ذلك فقد عملوا علي تكريس عادات و تقاليد باليه .. بل و مزجها بالدين .. الامر الذي اسفر عن انتاج منظومه فكريه اجتماعيه محكمة الاغلاق تشبه قبضه حديديه فكريه لا يلبث انسان التشكيك بها او المساس بها حتى يرى نفسه خارج صكوك الدين ..... و التاريخ يعيد نفسه في "جغرافيا الوطن العربي " ثمة تشابة بين رجال الدين و الدور الذي لعبته الكنيسة في اروبا في عصر الانحطاط .. فالكنيسه لم تكن اقل وحشيه مما يعيشه العالم العربي الان بسبب رجال الدين ... فقد قامت الكنيسه في العصور الوسطى علي ابرام عقد زواج مع السلطة و وفرت المسوغ الديني لاعدام العلماء مثل جاليليو و كانت قبضة الكنيسه مُحكمه و سلطتها واسعه وطبعا الدين الاسلامي عند رجال الدين لا يختلف عن الكنيسه من خلال فرض الهيمنه الفكريه و الاقتصاديه فمن تمنطق عندهم تزندق... بل انهم لم يفوتوا اي فرصة للتنكيل بالعلماء و المفكرين فيفتون بضرب الاعناق كما افتوا بضرب عنق ضرار بن عمرو و منهم من احرق كتبه بيده كابو حيان التوحيدي و منهم من نُحر على المنبر كالجهد بن درهم و منهم من تقطعت اوصاله و تم صلبه كغيلان الدمشقي و غيرهم... لقد لعب "رجال الدين " عندنا نفس الدور الذي لعبته الكنيسة في العصور المظلمة بالنسبة للغرب .. و لم يحدث التحرر و النهضة في الغرب الا عندما همش دور رجال الدين و الكنيسو تهميش و عزلها عن الدوله بعد ما ثارت الشعوب ضد الكنيسه ورجال الدين... و لكن هنا ما أن يسمع العرب كلمة علمانيه حتى يقوموا بوصف ما تعنيه و تحويه العلمانيه من مساوئ و اعتبارها انها ضد الدين و انها فسق و فجور و دعاره و خمور ... و هذا هو ما يحاول رجال الدين و المشايخ ان يظهروه فيها بالرغم من عدم فهمه لحقيقة العلمانية نفسها .. بل ان بغضهم للعلمانية ليس لانها ضد الدين كما يدعون .. و لكن ثمة هاجس اصبحت تشكلة لهم العلمانية في حد ذاتها فالعلمانية تعني سحب البساط من تحت ارجلهم .. لان الاسلام اصبح بالنسبة لهم مصدر تجارة و ربح اعوذب بالله [email protected]