وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الخرطوم سلام
نشر في الراكوبة يوم 17 - 02 - 2013

القارئ العزيز .. تجدني أتقدم إليك بالإعتذار بداية لتوقفي الأخير عن الكتابة وكنت قد وجدتها فرصة لأخذ قليل من الراحة وأنا أقوم بالإنتقال إلى دار جديدة قديمة هي صحيفة الخرطوم .
في أحد ايام مثل هذا الشهر (فبراير) من العام 1996م بعثت بمقال لصحيفة الخرطوم عبارة عن (سيناريو) بعنوان (الماحي يمزق الفاتورة) وقد كانت حينها (حكاية) تمزيق الفواتير (موضه) لدي المسؤولين فما أن يعتلي حينها مسؤول المنبر خطيباً حتي ترد على لسانه حكاية (سوف نمزق فاتورة الشنو ما عارف) !
كان المقال (السيناريو) يتحدث عن (عم الماحي) ذلك المواطن البسيط الذي أرهقته فاتورة الكهرباء (حالتو مكانش في جمرة ) وقد إحتشد المقال بالمواقف الطريفة والتجارب العديدة التي إهتدي لها (عم الماحي) دون جدوي حتي وصل به الأمر إلى مرحلة تخيير الضيوف قائلاً :
- يا جماعة أجيب ليكم شاي وللا أفتح ليكم النور !!
حضر (عصام) نسيب ( الماحي) المغترب في إجازته السنوية فقام بزيارة شقيقتة ( زوجة الماحي) حيث أشتكت له شقيقته عن الحالة المتأخرة التي وصل إليها (الماحي) فأخبرها بأنه يملك الحل وأخذ يشرح لها كيف ان (الخواجات) قد أفلحوا في إنتاج الكهرباء من أشعة الشمس وانه سوف يقوم فور عودته (للرياض) بإرسال عدد من (الخلايا الشمسية) حتي يستريح (الماحي) ويمزق فاتورة الكهرباء .
تم إستلام الخلايا بعد تخليصها من الجمارك وقام المهندسون بتثبيتها ثم بطلب من عم الماحي قام المهندسون بفصل (العداد) وتسليمه له وقد كان لحظتها منتشيا وفرحا وهو يضع رجله على العداد ( الكاضم) – ككابتن يضع رجله على الكفر – وهو يخاطب المهندس الطالع في (رأس البيت)
- أيوه ده الكلام بعد ده ( كهربت) الحكومة .. ما دايرنا عندنا كهربت ( الله)
فردد الأطفال الواقفون يتابعون الموقف ويشاهدون في حب استطلاع تثبيت الخلايا :
- كل شيء لله . كل شيء لله
مما جعل ( الماحي) يرقص طرباً نشواناً يخاطب الأطفال في حالة ( انعتاق كهربي ) منقطع النظير وهو يشير للمبة :
- اللمبة دي ( ويردد الأطفال خلفه):
- لله
- ثم يتلفت نحو سلك العداد المرمي ويشير إليه قائلاً:
- السلك دا. ( ويجيبه الأطفال)
- لله
- عدادنا دا..
- لله
الأطفال و ( الماحي) في صوت كورالى جماعي
- كل شيء لله،،، كل شيء لله
مر ذلك الشهر و ( الماحي) في نعيم تام وذات يوم مشمس تلقى فيه الشمس بأشعتها الكهربية الحالمة على ( رأس بيت) حاج ( الماحي) دق باب الشارع:
- أيوه مين؟
- العداد .. - عداد الهيئة القومية للكهرباء يا حاج
وفتح حاج ( الماحي) الباب في دهشة عصبية كهربية عارمة قائلاً :
- وأنحنا مالنا ومال الهيئة القومية للكهرباء ؟؟
- كيف يا حاج أنحنا عاوزين نقرأ العداد عشان بعدين نجيب ليكم الفاتورة
- لكن يا ولدي كهربتنا دي ما كهربت الحكومة دي كهربت الله ساكت.
- نحن عارفين أنت قايل الحكومة دي بتاعت منو ؟؟؟
عزيزي القارئ إذا قابلت رجلاً رث الثياب أشعث أغبر هائماً على وجهه في الطرقات وهو يغني تارة (شمعتي الضواية ) وتارة يهتف مجهشاً بالبكاء ( كل شيء لله) فأعلم أنه (الماحي) !
هذا ملخص لذلك المقال (السيناريو) الذي لم أكن أتوقع له رواجاً لولا إتصال إدارة الصحيفة وإبلاغي بأن الباب مفتوحاً لي للكتابة على صفحاتها وقد كانت بدايتي مع الكتابة الراتبة في صفحة كاملة بعنوان (مساحات حرة) إستمرت طيلة وجود الصحيفة بالقاهرة ثم تغير المقال إلى إسم (شبابيك) بعد عودة الصحيفة (للبلاد) .
ثم إنتقلت إلى صحيفة السوداني وتغير المقال إلى (سيناريوهات) تنشر في يوم الجمعة من كل أسبوع مع (شوية إستراحات) بالأخيرة هذه الإستراحات التي تمت تسميتها (ساخر سبيل) عند إلتحاقي بصحيفة الرأي العام التي مكثت بها سبعة أعوام بالتمام والكمال قبل أن يتصل بي إلإخوة في صحيفة الخرطوم (في فبراير برضو) عارضين على الكتابة فيها فكان ردي :
- العرجا لي مراحا !!
تجد السيناريو كاملاً هنا :
الماحي يمزق الفاتورة - ساخر سبيل
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كان جارنا ( الماحي) يعمل نجاراً بورشة النجارة بطيب الذكر (النقل الميكانيكي) قبل أن يبلغ سن المعاش قبل
سنوات غير قليلة وهو قد عاصر الإنجليز لذلك فهو (إنجليزي) أو خواجة في كل شيء بدءاً بالمواعيد وأنتها ءاً بالترشيد والاقتصاد ، ولعلة أول سوداني قام بترشيد الكهرباء حتى لما كانت البلد في خيرها وكيلو واط (الكهرباء) كان ثمنه كما كيلو ( البطاطس)
ولقد كان ( والعهدة على زوجته) عندما يجد هناك لمبتين مولعات في مكان وأحد في منزلة كان يخاطب أولاده قائلاً :
- يا أولاد أنتو رايحه ليكم حاجة ؟
كما قيل أنه كان أول من استعمل البناء المقفول في السودان حيث أن الصالون فاتح على اوضه السفرة واوضة السفرة فاتحة على اوضه الضيوف والصالون والهول فاتح على اوضه الضيوف والسفرة والصالون وذلك حتى يتمكن من أناره الجميع بلمبة واحدة.
ولك عزيزي القارئ أن تعلم أن حاج ( الماحي) والذي يحب قراءة الجرائد اليومية ويدمنها قد كانت بحجرته لمبتان إحداهن (عشرون شمعه) وهي للعناوين الرئيسية وأخرى (ثلاثون شمعه) للموضوعات الداخلية. فكان إذا أراد أن يقرأ جريده يقف ثم ( يولع) لمبة العناوين ثم بعد الفراغ منها يطفئها ليولع لمبة (التفاصيل) .
إلا أن حاج ( الماحي) ورغم ترشيده المرشد للكهرباء ونسبة لتصاعد السعر الموازي للدولار أمام الين في مقابل الجنيه السوداني مما أدى لارتفاع أسعار الكهرباء بصورة جنونية وعامة السلع بصورة أجن فقد وجد ( الماحي) نفسه في ( حوصه) إذ أن استهلاكه على الرغم من أنه ( أقل ) استهلاك ( زبون) بهيئة الكهرباء ، إذا أنه ( المستهلك) الوحيد بالهيئة القومية للكهرباء الذي يحسب استهلاكه الشهري (بالوقية واط) وليس بالكيلو واط ، على الرغم من كل هذا ونسبة للأسباب السالفة الذكر فقد وجد ( الماحي) نفسه في ( حوصه) إذا أن استهلاكه الشهري وعلى الرغم من قلته كان يوازي (قريشات المعاش) بالتمام والكمال مما حدا به إلى قولته المشهورة.
- نحن قوم يا نأكل يا نولع... وإذا ولعنا لا ننام
إلا أن ( الماحي) وأمام هذا التحدي الكبير ( أما الأكل أو التوليع) فقد رفض أن يستكين وأعمل فكره مساهراً ( في الظلام طبعا) كيما يقوم بإيجاد أفكار أكثر ترشيداً وقبل أن يؤذن آذان الفجر قفذ (الماحى) من سريره وهو يصيح كما
(أرشميدس) وجدتها .. وجدتها .. وجدتها
الحكاية بسيطة :
لأن ( جارنا) ( الماحي) يعرف كل شي عن ( النجارة) ولا يعرف أي شيء ( غير النجارة) فقد هداه تفكيره إلى أن يقوم بشراء محول كهرباء 110 فولت ليخفض الكهرباء في جميع ( بلكات ولمبات) منزله من 220 فولت إلى 110 فولت وقد سعد بهذا الفكرة سعادة ما بعدها سعادة وقام بتنفيذها على الفور وهو يقول فى نفسه (الحكاية بسيطه) .
- يلا أهو كدا الواحد يكون خفض الصرف النص بالنص من 220 إلى 110 ( ياهو النص ذاتو مش كدا)..؟
وحتى يقطف ( الماحي) ثمار جهده وتفكيره فقد طلع) العنقريب) في (السهلة) في ذلك اليوم وطلب من أم أولادة عمل جبنه قهوة ( مدنكله) لضبط الرأس ثم وضع سلك الراديو على البلك وفتحه ولحسن حظه فقد كانت أحدى الأغنيات التي بدأ يتجاوب معها في هدوء ثم بعد انتهائها كانت أم الأولاد فقد أعدت له الجبنه وقامت بوضعها أمامه فقال منتشيا:
- يا سلام عليك يا أحمد المصطفى
- لكن أبنه (حمادة) والذى كان يتابع على مقربه منه قال له:
- انتو خرفت يا أبوي الكان بغني دا ( البعيو)
لم يكن يعلم حاج ( الماحي) أن الراديو يعمل على 220 فولت إلا بعد أن قال المذيع في صوت بطيء:
- صيدااطي أنيصااااطي طاااطااااطي كااان ظااالييك الموووجااااظ واليكممم النشررره بالتفصيل
وحتى يتأكد ( الماحي) من معلومته الجديدة والتي هي أن التيار 110 فولت هو السبب وانه لا يتناسب مع أجهزته وأن ما سمعه من المذيع من صوت بطيء ليس ( بدعه) من بدع مذيعي هذه الأيام فقد طلب من ابنته أن تفتح ( التلفزيون) لأن التلفزيون فربما يكون صوته أكثر سلاسة.
- والآآآآن نقضممم لككككم برنناااماااااج أصصصصماااا فيييييى حيياططططيييينا
وقد لاحظ (الماحى) أن النصف الأعلى من الشاشة به صورة بينما النصف الأسفل مظلم الشيء الذي حدا بالماحى أن يقول في سره:
- أتاري فعلاً 110 فولت هي نص 220 !!
وسقط( الماحي ) في أول تجربه لترشيد الاستهلاك وقام بفك (المحول) وبيعه في الدلالة غير مأسوف عليه، بينما ندم ندامة الكسعي على أي ( وقيه فولت) استهلكتها هذه التجربة الفاشلة.
الحل النهائي:
حضر (عصام) نسيب ( الماحي) المغترب في إجازته السنوية فقام بزيارة شقيقتة ( زوجة الماحي) – لحسن الحظ الزيارة تمت صباحاً – وقد كان ( الماحي) موجودا وبعد السلام وحق الله بق الله وجزأكم الله خير ( بقت موضة ) قام (عصام) باستخراج علبه البنسون الكبيرة ( أم روحين) وأخرج سجارة ومدها للماحي قائلاً:
- تولع ؟
- إلا أن (الماحي) رد عليه في عصبيه: نحن ما عاوزين ( نولع) عاوزين (نأكل) ، وحيث أن الوقت لم يكن وقت ( أكل أو وجبه) وأن رد ( الماحي) على نسيبه (عصام) قد كان غير متوقع وعصبي فقد قام ( عصام) بسؤال شقيقته في أول فرصة غاب فيها (الماحى) عن السر في عصبيت وهذيانه ، فقالت له:
- والله يا عصام يا أخوي (الماحي) دا الكهرباء دي عايزة تبقى ليهو سبب.. ليهو شهر أقول ليهو جيب لينا الرغيف للعشاء يقول ليا:
- أجيب الرغيف وإلا أولع ليكم النور ، أقول ليهو ( الأوضه ضلمه ولع النور) يقول ليا:
- أولع النور وإلا أجيب ليكم ( الضلمه) ؟ والحالة دي ياها وربنا يستر غايتو يكون ضرب ليهو ( سلك ) ولا حاجة..
- أنا لو أصلوا المسألة دي شاغلاهو كده ح أريحوا ليكم وأخليهو ليك يولع 24 ساعة
ولكن قبل أن تدرك ( نفسية) ما رمي إليه ( عصام) أجابته:
- ولكن لما نولع 24 ساعة نأكل ولا نولع
إلا أن (عصام) نده ( الماحي) وشرح له كيف أن هنالك طاقة أسمها ( الطاقة الشمسية) وأن هنالك خلايا زجاجية توضع في ( رأس البيت ) تمتص ضوء الشمس ( الموجود بكثرة) وتحوله إلى كهرباء وأن هذه الخلايا موجودة بالدول الخليجية التي يعمل بها وأنه – أن شاء الله وجزاه الله كل خير- سوف يقوم بإرسال كم وحدة منها فور وصوله إلى مقر عمله وبذلك يكون ( الماحي) قد طلق كهرباء الإدارة طلاقاً بائناً لا رجعه فيه وبالثلاثة.
:وصول الخلايا
وسافر ( عصام ) .. وقبل أن تتدهور حالة ( الماحي) للأسواء وتضرب كل سلوكه قام ( عصام) بإرسال وحدة خلايا الطاقة الشمسية للماحي إلا أن كمبيوتر الجمارك لم يكن بأحسن حالاً من زميله كمبيوتر الهيئة فقد قام بوضع ستة أصفار يمين الأربعة وكان على ( الماحي) لو أراد طلاق كهرباء الإدارة أن يقوم بدفع (مؤخر صداق) وقدرة أربعة مليون جنيه للجمارك .. إلا أن ( الماحي) وفي سبيل أن يبعد عن ناس الإدارة ( بشرهم وشرهم ) فقد قام على الفور ببيع عربته (الهيلمان ستيين) ومنها يطلق نور (الهيئة) ومنها يتخارج من ناس (المرور) أو كما قال .
لم ينم (الماحي) تلك الليلة وهو يحلم بالغد حينما يقوم بتوصيل النور ( ملح) – بث مباشر ومن الشمس رأسا – وتخيل نفسه وهو يقوم بتمزيق ( فاتورة الكهرباء) التي كانت تمزق جيبه الذي مزقته كثرة (الرسوم) و(الأتاوات) وغلاء الأسعار.
وفي اليوم التالي وقبل أن يطلع المهندسون ( رأس البيت ) لتثبيت الخلايا صاح فيهم ( الماحي) :
- يا جماعة قبل ما تعملوا أي حاجة أنا عاوزكم بس ( تجزوا ) ليا العداد دا من سلوكو وتطلعوهو ليا بره الحيطة دي.
- يا حاج ( الماحي) قول بسم الله خلينا نخلص أول من تثبيت الخلايا.
- ولكن أمام الحاح ( الماحي ) تم استخراج العداد من الحيطة وفصلت كل السلوك الجاية من(الشارع) ولم يكن
( الماحي) في حياته منتشيا وفرحا وسعيدا كما هو فى هذه اللحظة التاريخية وهو يضع رجله على العداد ( الكاضم) – ككابتن يضع رجله على الكفر – وهو يخاطب المهندس الطالع في رأس ( البيت) ::
- أيوه كده بعد دا نكهرب مما (نطلع) بعد دا ( كهربت) الحكومة .. ما دايرنا عندنا كهرباء ( الله)
فردد الأطفال الواقفون يتابعون الموقف ويشاهدون في حب استطلاع – كعادتهم - ربط الخلية:
- كل شيء لله . كل شيء لله
مما جعل ( الماحي) يرقص طرباً نشواناً يخاطب الأطفال في حالة ( انعتاق كهربي ) منقطع النظير وهو يشير للمبة :
- اللمبة دي ( ويردد الأطفال خلفه)
- لله
- ثم يتلفت نحو سلك العداد المرمي ويشير إليه قائلاً:
- السلك دا. ( ويجيبه الأطفال)
- لله
- عدادنا دا..
- لله
الأطفال و ( الماحي) في صوت كورالى جماعي
- كل شيء لله،،، كل شيء لله
بينما كانت ( نفيسة) تقف من على البعد تشاهد ( الماحي) وهو يقود هذا النشيد الكورالي وتقول لنفسها:
- يا أخواني ( الماحي) دا نعمل معاهو شنو ؟ كهربة الإدارة تجننوا وكهربة الشمس تدخلوا ( الدفاع الشعبي)!!!
وكان يوما مشهوداً يوم وقف ( الماحي) وأعلن لأفراد أسرته على رؤوس الأشهاد وداعا لسياسة الترشيد ، وقام في ذلك الاحتفال المهيب أمام كل أفراد الأسرة والجيران بإحضار ( كل فواتير الإدارة) وقام بتمزيقها ولم ينس في نهاية كلمته أن يعد بتصدير الفائض من الكهرباء للجيران وأنه سوف يقوم بتوجيه كل الميزانية التي كانت توجه لفاتورة الكهرباء ( التي تم تمزيقها ) لمجابهة الاحتياجات الضرورية الأخرى . وكان أول يوم تضيء فيه لمبتان في بيت ( الماحي) لمبة ( الهول) ولمبة ( الشارع) وإنصرف الجيران وهم يباركون للماحى هذا الإنجاز الكبير .
مر شهر تام و ( الماحي ) يولع مما (ركب) ، وكان ( الماحي ) قبل أن يخرج للسوق فى صباح كل يوم يغني :
- يا شمس لا تغيبي لحظة واحدة قبل ميعادك** بس عشان خاطر ( جيبي)
مر ذلك الشهر و ( الماحي) في نعيم تام – على الرغم من انه لم ينفذ وعده بتصدير الفائض للجيران – وصار منزل ( الماحي) علماً على رأسه نار فكان يكفي أن تقول وأنت تصف موقعة : البيت الفوقو الخلايا الشمسية بدلا من أن تصفه بأنه ثالث بيت على إيدك اليمين فى شارع حنزب غبن عكرمة المقاطع لشارع عياض غبا الأرط مقابل بقالة أم القرى –المقاصدة مخبز- تستهبلون-
وذات يوم مشمس تلقى فيه الشمس بأشعتها الكهربية الحالمة على ( رأس بيت) حاج ( الماحي) دق باب الشارع:
- أيوه مين
- العداد
- عداد الهيئة القومية للكهرباء يا حاج
وفتح حاج ( الماحي) الباب في دهشة عصبية كهربية عارمة قائلاً :
- وأنحنا مالنا ومال الهيئة القومية للكهرباء ؟؟
- كيف يا حاج أنحنا عاوزين نقرأ العداد عشان بعدين نجيب ليكم الفاتورة
- لكن يا ولدي كهربتنا دي ما كهربه الحكومة دي كهربة الله ساكت.
- نحن عارفين أنت قايل الحكومة دي بتاعت منو ؟؟؟
ومنذ ذلك الحين أصبح (حاج الماحي) هائما على وجهة في الأرض وهو يغني تارة( شمعتي الضواية ) وتارة يهتف مجهشاً بالبكاء ( كل شيء لله ) .
كسرة :
أستميحكم عذراً سادتي القراء في إصطحاب الكسرة الثابتة معى وإنتقالها من (الرأي العام) إلى (الخرطوم) والنشوف آخرتا !
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو)+(وو) ؟
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.