لا يكاد يجف مداد حروف مسيئة لشخص الإمام الصادق المهدي حتى تكتب أخرى بأقلام بعضها يقتات من فتات موائد السلطان وأخرى دفعها الحنق والحقد والحسد، وغيرها من التي أعمتها الغيرة السياسية، وقليلة هي التي دفعها للنقد حب التقويم وتصحيح مسيرة الرجل. غرماء الإمام الصادق المهدي كثر، في السياسية والدين والوطن بل حتى العالم، منهم من يسره مسعى الرجل ويشد على يديه مباركا، ومنهم من يكاد لا يرى إلا السوءات المختلقة في حياة الرجل. المتابع لصحف السودان التي تصدر في الخرطوم والمواقع الإسفيرية يجد أن السواد الأعظم من العناوين التي تتصدر الصحف كلها سلبية تجاه الرجل، فهل يعقل ألا يكون للرجل موقف إيجابي واحد يذكر في صفحات الصحف. الذين يريدون إثراء الساحة الثقافية والفنية والأدبية لم يحتفوا بالرجل وكتابه الذي تم تدشينه بمركز راشد دياب أو حتى إلقاء النظرة النقدية عليه، فسارع كثير منهم بإفساح المجال لصفحاتهم ومواقعهم لصور الفنانين والفنانات اللائي يجتهد مصمموا صحفهم كثيرا في تجميل صورهم ببرامج "الفوتوشوب" وغيره، ولا يكلفون أنفسهم في البحث عن الحقيقة فيما يكتبه الرجل، فلو كانوا حقا يبحثون عن الفن لوجدوه في لب ما كتبه من كلمات، ولو كانوا يبحثون عن الأدب والعلم والمعرفة والثقافة لوجدوا أن هذه المعاني تسكن في كل سطر كتبه الرجل، إلا أن الصحف والمواقع أصابتها لعنة النظرة للجزء الفارغ من الكوب، ألم يسمعوا عن السيد المسيح عليه السلام وحوارييه الذين اشمأزوا من نتانة ريح الكلب الميت، فذكرهم السيد المسيح بنضارة بياض أسنانه. والذين يريدون إسقاط النظام وتغييره بنظام يراعي حرمة الوطن، لم يكلفوا أنفسهم عناء نقل الصور من المواقع والصفحات بالشبكة العنكبوتية وإلصاقها بصحفهم كما يفعلون في صفحة الأخبار الرياضية والفنية دون الحديث عن الجموع التي تستقبل الرجل الذي يسير في تنفيذ استراتيجيته في إزالة النظام عبر التعبئة والسير في مشروع الجهاد المدني، ولم يكلف هؤلاء أنفسهم تكبد مشاق الحديث مع قيادات بقية القوى المعارضة ويستفسروهم عن الذي سيفعلونه في سبيل التعبئة الجماهيرية. أما عن الذين يتحدثون عن الرؤى الاستراتيجية لبناء الوطن سيجدون أنفسهم بعيدين كل البعد عن الرجل الذي شارك في عقد أكثر من ثمانين ورشة حزبية وأخرى قومية في سبيل وضع سمات إستراتيجية يستهدي بها حزبه وقادة الوطن في كل المجالات التي تنعكس على الحزب في برامجه من شوارع السودان. إذا سألنا أهل هذه الصحف كم من رجال ونساء -الدولة - لا الحزب الذين أعدهم هذا الرجل أوساهم في إعدادهم إعدادا كاملا في مختلف المجالات لقيادة الوطن في المرحلة القادة، كم ماذا ستكون الإجابة؟؟ ليت رؤساء تحرير الصحف الصفراء ومديري المواقع الهوجاء يقرؤون ما يكتبه محرريهم في حق الرجل الذي ظل يفتح أبواب بيته للعدو قبل الصديق منهم في منتداه الدوري عن الصحافة والسياسية بمنزله في الملازمين. وللأسف ظللت أطلع على كثير مما يكتبه الكتاب في هذه المواقع وتلك الصحف وفي كثير من الأحيان أجد أحدهم/هن ت/يكاد لا يكون قرأ سطرا واحدا مما كتبه الإمام الصادق المهدي وكير منهم/ن سماعيون/يات، يتلقون معلوماتهم سماعا مع أن مكتب الإمام الخاص وموقع الحزب وسكرتاريته ملكت عناوينها الهاتفية والاسفيرية لكل هؤلاء دون تمييز بين محاب أو ناقد على حد سواء، ظلت هذه الحملة المستعرة متواصلة حتى طالت الأجهزة الإعلامية المسموعة والمرئية القومية والخاصة منها بل صارت هنالك برامج كاملة تؤسس لنقد الرجل وتشويه صورته للجماهير إن لم يكن الغرض منها التصفية السياسية والاغتيال. على كل من يريد أن ينتقد شخصا أيا كانت قامته أو علا قدره أو قصرت قامته، عليه أن يكون عادلا والنقد مطلوب لأنه أفضل وسيلة للبناء عرفتها الإنسانية على حد تعبير الفيلسوف الكبير إيمانويل كانت. سيتواصل نهج الإغتيال والتشويه وسيبقى الصادق الإمام هو رمز الصدق والمبادرة والفعل والإلهام والديمقراطية وأنسنة المعارف ومماهات العصري منها مع الأصل الذي تحتاجه الأمة للسير دون استلاب أو انكفاء، هذه القيم إذا أدركناها وجدنا أنفسنا أمام ثروة إنسانية تقودنا لخلاص وطني ومشروع صحوي نهضوي يلبي تطلعاتنا الدينية والوطنية. عروة الصادق [email protected]