من الواضح ان الحكومة تحاول تغيير إستراتيجيتها الإعلامية تجاه القطاع الصحى ،فمنذ نهاية الأسبوع الماضى ظهرت تصريحات فى الصحف باسم د.صلاح عبدالرازق مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم وهو اختصاصى جراحة اطفال ،فبحكم هذا الإختصاص يعلم تمام العلم ان إغلاق حوادث مستشفى جعفر بن عوف يمثل خطوة متقدمة تجاه تجفيف المستشفى ..وهذا التجفيف يحرم اطفال السودان من مستشفاهم .. ويعلم انها خطوة لتتنصل الحكومة من مجانية علاج الأطفال..ويفهم تماماً المعانى الخفية والمعلنة للعجلة فى إزالة المستشفيات مستخدمين انبل الشعارات ( تغذية الأطراف ) لتضليل الراى العام حتى تمر الجرائم الفظيعة تجاه المرضى خاصة ..والأطفال بشكل أخص..ويعلم ان المستشفيات التى نقلت لها حوادث اطفال جعفر بن عوف غير مؤهلة للقيام بالدور الذى كانت تؤديه المستشفى الأم فلا الأكاديمى ولا بشائر ولا إبراهيم مالك يملكون مايملكه مستشفى جعفر بن عوف ..لأنه تخصصى للأطفال والمنقول اليهم قسم من عدة اقسام..برغم كل هذا السيد مدير عام وزارة صحة مامون حميدة لم تواته الجرأة ليقول لوزيره مثلما قالها د.معز حسن بخيت ونشرها على الملأ تحت عنوان( توقف ايها الوالى ) محذراً من مغبة تعيين الوزير لأنه سيفتح عليه ابواب جهنم وللأسف لم نستبين النصح إلا ضحى الغد..ومعز نسي النصح وانخرط فى المنظومة ناطقاً رسمياً لوزارة الصحة ..ود.صلاح عجز عن ان يقول(توقف ايها الوزير) بل إرتضى ان يكون واجهة من واجهات التنكيل بالصحة والمرضى والأطفال والمستشفيات والاطباء..اما الواجهة الجديدة الأخرى فقد تحدثنا عنها بالأمس ،الا وهى امانة الحكومة تحت هذه اللافتة كانت تصريحاتها كأنماهى جسم هلامى.. من هو ناطقها الرسمى ؟!اين كانت طيلة السنوات الماضيات ؟! لماذا خرجت علينا فى هذا الوقت بطريقة (ملكيٌ اكثر من الملك )؟! الشاهد فى الأمر: ان السيد/الوزير والناطق الرسمى قد إستنفدا ماعندهما من مسوِّغات القرارات التى لن تجد لها نصيراً.. وحججهم لتمريرها لم تعد لها ارجلٌ تقف عليهما..واساليب حجب مناهضتها لم تجد عصاةً تتوكأُ عليها..فمن الطبيعى البحث عن ابواق أخرى تنفخ فينا علّها تنجح فى ان تضع الباطل فى موضع الحق..وهذا مالن يكون..فإذا إنتهت الغفلة وإنتبه الناس تنسد تلقائياً كل ابواب الإستغفال ..وساعتها ستنطرح الأسئلة التى لامجال للسكوت عنها مثل:مامصير اموال السودانيين التى صرفت فى الأكاديمى ؟؟وماهو حقيقة ملكية الأكاديمى ؟؟وماذا حدث فى تسوية ارض جامعة العلوم الطبية؟؟ فإذا قلنا ان قرارات د.حميدة ستحسمها المحكمة الدستورية بموجب الطعن الذى يعده الآن كرام الرجال فإن التساؤلات ستبقى مطروحة الى ان تخرج الحقائق للهواء الطلق..ولا مجال للافتات الجديدة إلا الإنحياز لجانب ماينفع الناس.. ومايحفظ لهم مستشفياتهم وممتلكاتهم ويحمى اطفالهم الذين إغتالتهم قرارات الصحة ..فكتبنا عن اول شهيدة اطراف الطفلة مناسك اوهاج..وبالامس طفلة جبل اولياء التى لم تجد إسعافاً فاراحها الله من خيبتنا ومضت لرحابه تعالى مبغياً عليها..ياأيتها الأمانة العامة للحكومة ويامدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم: إن الشان الصحى اليوم هوعبارة عن محرقة فإنزواء الوزير وناطقه الرسمى ماهو إلا تغيير لافتات لتمر المؤامرة ..فوِّتوا عليهم الفرصة ومزقوا هذه اللافتة ..وانتم تقولون مع اهل السودان :الشينة منكورة.. وسلام يا..وطن حيدر احمد خيرالله [email protected]