مدخل للخروج : حتى ياتى يوما تتحدث فيه الاسود ستظل قصص الصيادين مثالا للشجاعة والاقدام تحدث قائلا : انا (مبسوط ) من اسامة داوود لانه بنى امبراطورية اقتصادية ضخمة وتبع نظام علمى واستعان بخبرات وعقول وانتج صرح مجموعة دال رد عليه : يا ( حبيبنا ) اسامة داوود ده ماسونى كبير والشغل ده حق الماسونية العالمية ... انت ما شفت العلامة حقت المنتج الفلانى فيها شعار الماسونية تحدث اخر : انا معجب بي فكر دكتور حسن الترابي رد عليه : ياخى الترابي ده رئيس الماسونية فى البلد انتو ما عرفين اصلو الماسونية فى السودان من زمان من زمن ( وهنا بدا يتحدث حديث العالم ببواطن الامور ) ...... ده حتى( العين) ال فى شعار الشرطة حقت الماسونيين ... شفتو الناس ديل وصلو وين عندنا _____________________________ عموما نميل الى تعليق اخطائنا على مؤامرة خفية اعدت بليل .. المؤامرة دوما تعفينا من تبعة المسائلة والنقد وتجعلنا ضحية لتكالب الاخرين علينا دوما تدور فى رؤوسنا فكرة انهم يخفون شيئاً عنا( نظرية المؤامرة) هى احدى الوسائل التى تعتمد عليها مجموعة من الأفراد فى رفض الواقع فكل المشكلات التى نعانى منها حسب المؤمنون بهذه النظرية سببها آخرون الكل يتآمر علينا وكل ما يحدث لنا سببه " هم " فنحن و غيرنا نأخذ الطريق السهل : لا يمكننا تغيير شىء فالكل يتآمر علينا مخطط صهيونى امريكي لتفتيت السودان ( حتى نهرب من مسئولية فصل الجنوب ) مخطط دولى لهدم دولة الاسلام ( حتى نهرب من فشلنا فى توفير عيش كريم للشعب السودانى ) الحكومة السبب عشان انا معارض ( حتى نهرب من تحمل مسئولية الفشل المهنى ) الاستاذ ده قاصدنى ( حتى نهرب من مسئولية الفشل الاكاديمي ) عندما نرجع ترجع كل الأمور السيئة إلى سبب واحد هو العدو، تجعل عموم الناس يميلون إلى تصديقها، ذلك أن العالم هكذا سيبدو أكثر أمناً وبساطة عندما يفسر السوء أنه قد جاء من جهة واحدة فقط هي مصدر كل الشرور والمصائب، فهذا سيجعل الناس مقتنعين أنهم على صواب، أو أن تاريخهم كان على صواب، وأن الشرور والكوارث لا تأتي إلا من عدو خارجي متربص، وأن الذات سليمة تماماً، لا تحتاج إلى مراجعة أو نقد أو حتى تقويم. نظرية المؤامرة تمرر رسالة يريد الناس أن تصلهم: رسالة تقول لهم: إن الحق دوماً على “عدو" ما، وكفى الله المؤمنين شر مواجهة أخطائهم. ولأن الحق على العدو دوماً، والخطأ خطؤه، فلا شيء هناك يمكن عمله، أو كان يمكن عمله، غير بعض اليقظة تجاه هذا العدو.. اخيرا ليسَ هناك من هو أكثر سذاجة من مروجي نظرية المؤامرة، إلا أولئك الذين يروجون أن لا مؤامرة هناك على الإطلاق! [email protected]