**قال الرئيس عمر البشير، ان بلاده لن تتخلى لجنوب السودان عن «شبر واحد» من منطقة الميل 14، ورفض توقيع أي اتفاقية جديدة مع متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، محذَّرا من فرض أي تسويات من جهات خارجية حول المنطقتين وأبيي والنزاعات مع الجنوب. وجدد الرئيس خلال مخاطبته مجلس الشورى القومي للحزب الحاكم 15/2/2013م، تمسك الخرطوم بنصوص اتفاقات التعاون مع جنوب السودان في سبتمبر الماضي بأديس أبابا، معلناً عدم تقديم أي تنازلات في أي موضوعات تم التوقيع عليها،»... وحول مستقبل المنطقتين قال الرئيس، ان حلّ قضية ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق يكمن في تنفيذ بروتوكول المنطقتين والترتيبات الخاصة بالمشورة الشعبية. وأشار الى أن المسلحين من أفراد الجيش الشعبي سيتم معالجة أوضاعهم وفقاً لبرنامج التسريح واعادة الدمج، واضاف ان السودان ليس لديه مسعى او توجه لتوقيع اتفاقية جديدة مع قطاع الشمال او غيره لتحديد مستقبل المنطقتين , وفي نفس السياق اعلن المؤتمر الوطني رفضه تهديدات الأممالمتحدة باستخدام "وسائل غير مرئية" حال امتناع الخرطوم التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ،قال رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالحزب، البروفسور إبراهيم غندور، إن الأزمة في الولايتين المذكورتين تعتبر قضية داخلية تلزم الجميع برفع أياديهم عنها، مؤكِّداً على أنها لن تُحل إلا سياسياً، وأن يكون الحل داخلياً وليس مفروضاً من الخارج. وأضاف "أي محاولات لفرض أي شروط أو حوارات ننظر إليها على أنها محاولة للتدخل في شؤوننا الداخلية." ويبدو ان الوساطة الافريقية ، التى علقت جولة التفاوض بين دولتى السودان التى كان مقررا لها منتصف الشهر الجارى،قد رأت كسر جمود تلك المفاوضات أودورانها فى حلقة مفرغة ، بمحاولة احداث اختراق فى مايمكن تسميته "ازمة المفاوضات"، بمدخل جديد.فقد بات جليا ان حل مشكلة الولايتين يمثل مدخلا مفتاحيا لفك عقدة مفاوضات السودانين، بما يحققه من استجابة للمطالب الامنية للسودان ,. من جهته، ابلغ رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال، مالك عقار، رئيس الآلية الرفيعة ثابو امبيكي موافقته على مشاركة الحركة في مباحثات مع الحكومة باديس ابابا في الخامس من مارس القادم و أكد . عقار ان قطاع الشمال سيشارك في المحادثات بوفد رفيع المستوى وبرئاسة الامين العام ياسر عرمان ويضم الى جانبه 10 شخصيات قيادية في الحركة من بينها عدد من القيادات النسوية { الصحافة السبت 16/2/2013 العدد رقم 7001 * والجدير بالذكر أن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وافق { أخر مرة } علي تمديد المشورة الشعبية بولاية النيل الازرق لمدة ستة اشهر اعتبارا من 24/3/2012م بناء علي طلب تقدمت به المفوضية البرلمانية للمشورة الشعبية . وأكد سراج حمد رئيس المفوضية انذاك وضع قرار التمديد موضع التنفيذ وان المفوضية ستشرع في اخذ اراء الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنخب وتقديم التقرير النهائي الي المجلس التشريعي بالولاية توطئة لاكمال عمليات المشورة حسب المواقيت المحددة . ويذكر ان رئيس الجمهورية سبق ان اصدر قرار بتمديد قانون المشورة الشعبية بالولاية في 18/8/2011م . ولقد رفضت الحركة الشعبية انذاك القرار وسحبت ممثليها في المفوضية , وظلت الاوضاع معلقة الي ان جاءت الاحداث الاخيرة في 1/9/2011م ولم تتحرك المفوضية الي ان انتهت فترة التمديد في 18/2/29012م الماضي . وبعد التجديد للمرة الثانية للمشورة الشعبية بالنيل الازرق والذي انتهي أجله في 24/9/2012م , تلاحظ عدم اهتمام الحكومة علي المستويين الاتحادي والولائي والمفوضية بالامر برمته حيث سكت الجميع ... الي ان جاء الرئيس الان ليذكرنا بالمشورة الشعبية , وليس النذكير فقط بل ليؤكد لنا بل حل قضية النيل الازرق يكمن في تنفيذ الترتيبات الخاصة بالمشورة الشعبية * والان وقد بدأت التطورات الجديدة علي صعيد الولاية حيث بنتظر انعقاد جولة جديدة من المفاوضات باديس ابابا 5/ مارس 2013م بين الحركة الشعبية قطاع الشمال و الحكومة السودانية التي أكد امينها السياسي قطبي المهدي في تصريحات صحفية 8/2/2013م عدم تكرارهم لنيفاشا ثانية , في اشارة واضحة الي نتائجها التي ادت الي انفصال الجنوب واستمرار النزاعات بين الشطرين الجنوبي والشمالي.... والان ها هو رئيس الجمهورية يؤكد رفضه التفاوض حول قضيتي النيل الازرق وجنوب كردفان بأعتبار ان الحل يكمن في تنفيذ بروكولات المنطقنين والترتيبات الخاصة بالمشورة الشعبية كما اشرنا انفا ** الان نتسأل اين يكمن الحل في الحوار والمفاوضات التي تتمنع الحكومة في قبولها أم في المشورة الشعبية التي وأدت في مهدها من قبل طرفيها ,؟؟ وتم تفريغها من محتواها ومضامينها ؟؟ والان تأتي الحكومة وتعلق عليها الامال وتعتبرها احدي مفاتح الحل في المنطقتين , بربكم كيف يستقيم ذلك وانتم ترفضون الحوار والجلوس مع الطرف الاخر في الية المشورة الشعبية والبرتوكولات الخاصة بالمنطقتنين؟؟ وهنا نجدد تأكيدنا السابق الذي قلنا ه في مقالنا السابق المنشور بعنوان { ولاية النيل الازرق,, تعدد المبادرات وفشل المفاوضات }....... {{ لا نعتقد بان بمثل هذا اللقاء سيفضي الي نتائج ايجابية اذا حصر فقط بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال , وبدون حسم الملفات العالقة مع دولة جنوب السودان , ومؤكد سوف لن يكن مخرجاته افضل من مخرجات { نيفاشا 2005} التي افضت في نهاية المطاف الي انفصا ل الجنوب , وتوهان اهل النيل الازرق وضياع حقوقهم ومكتسباتهم , وتخديرهم بمسرحية { المشورة الشعبية } التي افرغت من مضامينها ومقاصدها , وحولت الي حلبة للصراعات والمناكفات , ولتلافي هذا المصيرالمحتوم لابد من ان يكون لاصحاب المصلحة الحقيقية من ابناء الولايتين دورفعال ومؤثر,ومحوري ,وحاسم , في ا لمفاوضات القادمة , وليس دور أو حضور{ صوري ديكوري} { كمبارس فقط} كما ينبغي اتاحة الفرص المتكافئة لكافة القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني الحية لطرح ارائها ورؤاها ومقترحاتها ,}} ** وللمفارقات العجيبة , يأتي السيد الرئيس بعد كل هذا المشوار الطويل ليقول لنا بأن الحل ليس في الحوار والمفوضات وانما في تنفيذ البروتوكولات والمشورة الشعبية ......... والاسئلة الملحة التي تفرض نفسها , لماذا لم تنقذ هذه البروتوكولات منذ عام 2005 ؟؟ ومن الذي يتحمل المسؤولية الكاملة في استمرار الصراعات وتعطيل الاتفاقيات المبرمة ؟؟ من الذي يسبح عكس التيار ويغرد خارج السرب ؟؟ وهل ستجلس الحكومة مع حكومة الجنوب في السابع من مارس 2013 في اديس ابابا علي هامش لقائها مع قطاع الشمال ؟؟ 1/3/2013م عبد الرحمن نور الدائم التوم [email protected]