المؤسف سادتي اننا نسكت عن مناقشة كثير من الموضوعات المهمه التي تمس حياتنا ، وهي ما تعرف ( هنا ) بالموضوعات المسكوت عنها !! ، وهذا ليس بالسودان فقط ، بل في كثير من الدول ففي أحدي المناطق في باكستان مثلآ يعتبر الحديث عن سرطان الثدي شئ إباحي وبذيئ !!! ، وكذلك ختان الإناث ، والثقافه الجنسيه وغيره ... وينسون ان العالم أصبح مفتوحآ ، وكل شئ في المتناول ، فصغار المدارس أصبحوا مدركين لكل شئ ( ولكن علي طريقتهم ) وليس بإشراف التربيه والتعليم !!! وبالتأكيد هذه الموضوعات توثر في أمننا وواقعنا وديننا والاسر والأجيال والمفاهيم وكل ما يتعلق بنا ! لان غالبها متصل بطبيعة البشر والغرائز ، وبالطبع الاتجاهات الفكريه والعقائديه التي – في الغالب – تكون الأساس والمرجعيه لإتخاذ قرار ما ... لذا ليس غريبآ أن نسمع عن ممارسات وأفاعيل ( جرائم ) تُحَدِث عن تردٍ في القيم والأخلاق المجتمعيه ، وكذلك غياب الصليح والمروءه مع إنعدام الوزاع والرادع !! والله غالب ! . قبل عدة أيام شاهدت علي إحدي القنوات ريبورتاج يتحدث عن محامية أمريكيه قررت أن تنجب وحدها ... أي من دون زوج ، ولم تتردد في الذهاب الي بنك السائل المنوي الذي وفّر لها ما يكفي لعملية التلقيح هذه التي تنوي القيام بها ، من دون توفير معلومات ( شخصيه ) أو عناوين للشخص الذي يعود إليه السائل المنوي ؛ فقط عمره وصوره عندما كان طفلآ ، ومستوي تحصيله الأكاديمي ؛ ويعني هذا أن الطفل الذي ينتج عن هذا التلقيح لا يُعرف له أب ، بالتالي لا يعرف المتبرع من أخذ سائله .... ويجب أن أشير هنا الي أن البنك لا يقبل سائل منوي – من المتبرع إطلاقآ – مالم يكن حاصلآ علي مؤهل جامعي !! ( يعني حتي في القذاره دي ما عندهم فيها . واسطات !! ) .... وتختلف الدول في هذا الموضوع فنجد أن القانون الفرنسي يمنع المرأة غير المتزوجه من القيام بعملية التلقيح هذه – وأرجح أن يتم تعديل الكثير من القوانين التي تتعلق بهذه الموضوعات ، بتحرك من الحزب الاشتراكي مثل ما يحدث الآن في موضوع زواج المثليين – هذا بفرنسا ، ولكن ليس هناك ما يمنع في أميركا ودول أخري . طرحت الموضوع ( للنقاش ) في ساحات حوار مختلفه لاننا لسنا بمعزل عن ما يجري بالرغم من اننا نضع في الاعتبار الفوارق العقائديه وتأخرنا في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي ... إلا اننا بصوره او بأخري نجد قاسمآ مشتركآ ، وهو الطفل مجهول الأب فإختلفت الآراء واتفقت ، والموضوع جدلي وكبير ... لكن المثبت والمتفق عليه – برأيي – هو أننا نواجه مشاكل كبيره وتحديات يجب ان ننتبه لها كالعنوسة ، وتردي الأوضاع التي تنعكس بالسلب علي الشباب والاسر ، وكذلك الفشل في اختيار الشريك ... ليس صعبآ ان تقوم الأجهزه المعنيه بعمل دراسه عن المشاكل التي تواجه المجتمعات وكذلك القيام بدور توعوي وتثقيفي ، وكل ما يجنبا انتاج أطفال مجهولي الأب ( أو الابوين ) طبعآ ليس بالتلقيح ولكن بطرق أخري والإعاذة بالله . أخيرآ ... إستمعت الي أحد اطفال التلقيح ، وهو يبدئ إنزعاجه من سؤال أصدقاءه في المدرسه عن أبيه !! فيرد بقوله : ليس لدي أب !!! ، فيصعب عليهم استيعاب هذا ، ويسألونه مجددآ ، ولكن كيف ؟؟! ...فأعلق علي هذا أنه ربما تتجه المدارس والمؤسسات في تلك الدول الي التفكير في الاعتراف بهذه الفئه ( أطفال التلقيح ) وتضمين سؤال ضمن استمارات قبولهم وسؤالهم بهذه الصيغه ..... ألديك أب ؟؟ أتمني أن يناقش أهل الطب والدين هذه الموضوعات وأن لا يسكتوا عنها قولوا يا لطيف . نصف الكوب أيمن الصادق [email protected]