عندما تندلع المواجهات بين نظام المؤتمر الوطني والحركات الثورية في دارفور ، فهي بلغة السدنة عدوان سافر وحرب علي الله ورسوله تتطلب النفرات والمسيرات وتجييش الجيوش من أجل الحفاظ علي الشرعية ( المزعومة ) . وعندما يهاجم الجنجويد القري ويخطفون الناس وينهبون البنوك ويقطعون الطرق في دارفور ، فهي بلغة التنابلة تفلتات أمنية مقدور عليها وأن الأمن مستتب في دارفور وكردفان وما جاورهما . وكلما هاجم الجراد قرية بالشمالية وقضي علي النخيل والمزروعات ، فهو في نظر المؤتمر الوطني مؤامرة اسرائيلية خارجية وتواطؤ من منظمة الأغذية العالمية ( الفاو) ، من أجل أن تنهار الدولة الإسلامية في السودان . وكلما حمل واحد من الناس بندقية وطلع جبل ، نادته الإنقاذ وأعطته منصب دستوري ودمجت جماعته في القوات النظامية . بينما لو حمل أي زول أي لافتة مكتوب عليها اطلقوا سراح فلان ، أو لا للغلاء فإنه معتقل لا محالة ومقدم للنيابة بتهمة تقويض النظام الدستوري أو الحرب ضد الدولة . وكلما اشتد الغلاء ، وضاقت ( معايش) الناس صرح وزير المالية بأن الناس في بحبوحة من العيش وأن الدقيق متوفر وأن السكر في الحفظ والصون . وكلما لعب الدولار الأمريكي بالجنيه السوداني ، أعلنت وزارة البترول عن قرب اكتشافات جديدة ، وأعلنت وزارة المعادن أنها صدرت ( دهب) بقيمة 3 مليار دولار ، في دعايات جابت دولارات ؟؟ وكلما زاد عجز الميزانية اكتشف السدنة بدعة جديدة لسرقة الناس ومنها الضريبة القومية علي المركبات والتي تبدأ من 50 إلي 250 جنيه ، بخلاف طبعا رسوم الترخيص الباهظة والتأمين والرقعة !! وكلما تحدث الناس عن الفساد ، قالت وزارة العدل ( وروني الفاسد واقعدوا فراجة ) ، من الحصانات ما جلب المليارات . انتهي مسلسل أيلولة المستشفيات القومية لولاية الخرطوم بمسحها وتجفيفها عشان خاطر عيون القطاع الخاص ، وحتي يموت الفقراء بسهولة ويسر دون أن يكلفوا الحكومة مليماً واحداً ، الآن يكثر الحديث عن أيلولة مراكز الكلي القومية للولاية من أجل مسحها ، العندو فشل كلوي يدفع 25 ألف دولار من أجل كلية يدبرها له المستوصف الخاص عن طريق ( اللفة) ، والماعندو قروش يرجي الله في ( الكريبة) أو كما قال . وكلما استفحلت أزمة البلد انحازت أقسام أخري للمعارضة ، وتوالت الاحتجاجات وتعددت الإضرابات إلي حين اللحظة الثورية والشرارة التي ينطلق بعدها لهيب الانتفاضة التي ستكنس السدنة ، وترمي بهم إلي قفص الاتهام . حاول منه قرب ، لو جافي الحبيب ، روح أسأل مجرب ، ما تسأل طبيب .. ، أما الطبيب فهو قد خرج في وقفة احتجاجية ضد هدم المستشفيات لصالح المستوصفات التي بينها وبين الناس مسافات . الميدان