إجتماع مهم لمجلس المريخ غدا    صلاح-الدين-والقدس-5-18    المضادات الأرضية التابعة للجيش تصدّت لهجوم بالطيران المسيّر على مواقع في مدينة بورتسودان    ما حقيقة وجود خلية الميليشيا في مستشفى الأمير عثمان دقنة؟    محمد وداعة يكتب: عدوان الامارات .. الحق فى استخدام المادة 51    الولايات المتحدة تدين هجمات المسيرات على بورتسودان وعلى جميع أنحاء السودان    التضامن يصالح أنصاره عبر بوابة الجزيرة بالدامر    اتحاد بورتسودان يزور بعثة نادي السهم الدامر    "آمل أن يتوقف القتال سريعا جدا" أول تعليق من ترامب على ضربات الهند على باكستان    شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار يردد نشيد الروضة الشهير أمام جمع غفير من الحاضرين: (ماما لبستني الجزمة والشراب مشيت للأفندي أديني كراس) وساخرون: (البلد دي الجاتها تختاها)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    برئاسة الفريق أول الركن البرهان – مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعا طارئاً    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    أموال طائلة تحفز إنتر ميلان لإقصاء برشلونة    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشفُ اللّثام عن مخبوء الكلام (6) لندن بعد رحيل االحسين

ونعود للندن. إثر وفاة الشريف الحسين كان الموجودون بلندن إما قادةّ من الكبار أو مجموعة من الشباب الذين لم يسافروا لليونان لحضور المؤتمر الطلابي الكبير (زضم من الشباب من ليسوا بطلاب). بالطبع ممن حضروا المؤتمر الأستاذ ربيع حسنين ود. سيف الدولة محمد عبدالماجد, فتح الرحمن البدوي, والباقر أحمد عبدالله وعصام عبدالرحيم وأحمد حامد (وهوشاب كان يرافق الشريف في كل أسفاره ولا يعرف وجهته إلا هو, بمثابة الحارس المرافق الشخصي)) وبقي في لندن مجموعة تضم شخصي ومكي أحمد بابكر (من سنار) وبابكر الضي (ش كردفان) د. السر (بيطار ينكر ذاته ويسهر على إعداد كافة الملفات الاتحادية الصرف مما يوزع مع الدستور), ومن نجباء الطلاب بقي لقمان إبراهيم (أم سنط) وميرغني الزاكي (نيالا) وربما – لا أذكر الطالب غزير الاضطلاع عمر الطيب الجِد (أم ضوّاَ بان) والجيلي السيمت وشقيقه أحمد. وأشعر أن عدم حضورهم المؤتمر كان كارثة. لعل جيلنا أيضا كان يمارس سياسة التهميش وراثةّ من بعض القادة الإكسسوارات في الشقق المفروشة يغدق عليهم الحسين ويجلسهم في المقاعد الأمامية في مناسبات المحاضرات العامة ويلاطفهم رفعاً للمعنويات وترضيةً ب "أنا وأخي أحمد زين العابدين وأخي عبدالماجد أبو حسبو وزميلي حسين عثمان منصور(هذا الذي لقي من الشريف الأمّرّيْن وأذاق بحنظل كلامه الكلَّ لأنه يريد ويريد ويريد بلا نهاية).
أما عمر الأستاذ عمر أحمد عبدالله الذي أتى من ود مدني فكان لا يظهر إلا في صورة الأب الحاني على الشباب ويُقًعِّر لهم الحديث " أنا وحسين عملنا وعملنا ...., حسين "حافّة كدا" ليظهر في ما بعد أنه يشارك أحمد زين وعبدالماجد بُغض حركة الشباب وكذلك الأستاذ حسن حامد مهدي كان يتربص بالشباب يريد أمانة الطلاب بدون انتخاب وكانت الأمانة من مسؤلية د. سيف, ولكن في الفترة القصيرة التي ترأّس فيها أحمد زين العابدين اجتمع الخمسة الكبار(بالطبع ليس معهم محمد عبدالجواد) وغصبوا الأمانة من دكتور سيف وأوكلوها لحسن حامد مهدي, بدون انتحابات ولا حتى استشارات مع الطلاب الذين أُمِروا ب" تدبير أحوالهم" أو المغادرة حين استلام التذاكر ذات الاتجاه الواحد!! تصوروا, الميري نفسه ما كان ليفعلها! أتدركون الآن لماذا اتخذهم الشريف زُخرفاً لا غير؟ لم يكن الحسين بحاجة إليهم والحق اجتهد في استقدام ذوي الفاعلية أمثال الرشيد الطاهر بكر ومامون سنادة .... ولكنهم "بركوا" للأسف . أما الطالب محمد عمر أحمد عبدالله فكان مثالا للخلق الرفيع العالي ولا أعتذر له عما أصف به أباه لأنه لم يكن حالة شاذّة فآباؤنا كلهم من نفس الشاكلة لا يشذ عنهم إلا الأستاذ محمد عبدالجواد الذي كان مشرفا على مجلّة الدستور (وللمجلة نشأة ومماتا قصة سأكتب فيها ما أعرف فقط). كان عبدالجواد زاهدا في المال وفي القيادة وكان يحترم الحسين الأصغر سنّاً ويوقِّره ويوقًّر الصغار والكبار يقف لهم هاشا مُرِّحبا في مكتبه.
ويضيق آخرون ببعضنا ذرعاَ إلا من توسمّوا فيه ميلا عروبيا شديدا (وهذا من حقهم بالطبع, مع ملاحظة أن معظم قيادات البعث عالية الصوت كانت لا تنحدر من جذور عربية, وهو واضح بانقسامهم فئتين أخرى للموت (اسماعيل عبدالله مالك – الأبيض) وأولاد الغرب للسجن محمد علي جادين وأحمد أبو جبّة ومهاجر و...... ولست متأكدا مما ذهبت إليه وينتابني الشك فيه لمّا أرى مثل المناضل مدمن السجن سيدأحمد عتيق يتصالح مع كوبر وعبدالباقي عمران (من الحوازمة) يساهم في إدارة مجلّة الدستور. لست قبلياَ, ولعين السبب رفضت الاشتراك في حركة الرائد حسن حسين عثمان لما أرسل لي القاضي عبدالرحمن إدريس رسولا من أهلي للانضمام لتحركهم فاعتذرت لهم بأني فعلا "كردفاني النشأة عن أبٍ وجد, ولكني لا أشارك في عملية جهوية, ووعدتهم بكتمان أمرهم, وكنت من أشد الناس حزنا لميتة حسن حسين وحماد الأحيمر وبرشم ابن منطقتي ومرتع صباي, كانت تلك أول حركة شمالية ضد تهميش المركز, ولم يكن مصطلح "تهميش" رسخ في مفرداتنا السياسية, حتّى نشره الراحل الفذ جون قرنق).
وظل الشباب يتلفت يبحث عن شخصية اعتبارية في الخارج لأنه حسم أمر القيادة بالداخل لصالح الأستاذ على محمود حسنين, وبالإجماع, فهل في هذا تخطٍّ للحاج مضوي؟ لا يلزم. الحاج مضوي قائد مجتمع عليه ولكنه كان يأتزر ببعض الرجال ممن كنا نجلهم ولكنا لا "نُرَيِّسَهُم". وكان الامل معقود في عبدالماجد أبو حسبو. قابلناه عدة مرات, وشكونا من سلوكيات أحمد زين وطلبنا تقديمه, ولم يرفض, وكذلك عبد الجواد لم يقف في طريقنا ولم نحفل بالآخرين.
واجتمعنا في صالة فندق في وسط لندن لخلع أحمد زين. وحضر عبدالجواد, وما كان ليحضر لو لم يكن قام بدراسة جيدة للموقف, وهو رجل معروفٌ بالحذر الشديد ويبالغ فيه حتى تكاد تصفه بالتردد, وهو شجاع غير أن ارتباطه بالعمل وسط الحليف (البعث) وإقامة أسرته في بغداد يجعل شبه مُقيّد, ولينطلق كما الشريف طليقا كان لا بد أن يصطدم مع البعث معرضا المجلة وأولاده للخطر. وما كان بإمكان د. جلال الدقير – رئيس مجلس إدارة المجلّة – أن ينقذه, هذا لو كان يريد إنقاذه من الأساس. ولعل في إيكال رئاسة مجلس الإدارة لدكتور جلال – المنتمي للحزب حديثا – حكمةً ما, فهذا المنصب تشريفي ولا مسئولية قوية فيه إلا إذا قرر الشريف. ثم أن جلالا كان محاطا بشبكة من البعثيين أيضا لا تمكنه – مثلما الشريف الحسين – من اتخاذ قرارات في ما يتعلق بالسياسة أبدا. فرئيس التحرير خلدون الشمعة كان من الدهاة وفي طليعة المثقفين العرب ورواد النقد الادبي الحديث. وما كان خلدون ليعصى رئسا في يده المال قط. كان مطواعاً لدرجة أنه زار جبهة الحرب مع إيران بلباسٍ عسكري يرافقه الشاعر الكبير عبدالوهاب البياتي . والصورة معي. حصلت عليها من بين ماحصلت عليه من وثائق بيعت لاحقا لدولة خليجية عملت في مؤسساتها في ما بعد. وكان من مهامي الأرشفة. وذات يومٍ طلبوا مني تصنيف مكتبة وصلت حديثا واختيار الملائم منها ثم "كبّ" البقيّة في "الزِّبِل". أنا الآن أرجف غيظاً.
وجدت كل أرشيف مجلة الدستور بيع لتلك المؤسسة, وليته عُرِضً في سوقٍ "اللهُ أكبر" عسى يشتريه أيّ سودانيٍّ غيور (ويمكن اشتريه أنا, ولو بسلفية من البنك). ولكنه جاءني في مكاني وب "المَجَّان". شكرت الله وعصيته في مهمة عملي الذي فيه رزقي. كنت أتأبط كل يوم حقيبة كبيرة تخرج معي للبيت محملّة بالصور, بما فيها صوري أنا في مناسبات عديدة. وهكذا خلُصَ عندي كل الصور التي تتعلق بالحزب خصوصا أو السودان عموما. أما بقية الصور المهمة لسائر المناسبات أو العلوم أو الفنون فقد تركتها في مخازنهم, ولم تطاوعني يداي في رمْيِها (كبِّها) في المزبلة.
من باع الإرشيف؟ سألت الأستاذ خلدون والأستاذ عبدالباقي عمران فلم يجيبا. أما عبدالجواد فكان إلى جوار ربه أثناء تلك البيعة. ود. جلال كان يعد للرجعة قبل الشريف الزين. فهل يفعلها الأستاذ شوقي ملاسي, لا يمكن. ربما سرقها أحد الخواجات الاتحاديون. وكان خواجةٌ ممتازٌ يبدي الحرص على الحزب يشغر وظيفة مسؤول العلاقات العامة, ولم يكن على وئام مع ضوقي ملاسي لأنه كان كان يتكلم بعينيه عند ذكر شوقي.
وأحمد للخواجة أنه وقف مع عباس بابكر في محنته أثناء مرضه وكان يعوده يوميا وفي يده طعام أو جريدة ومشروب. إلى جانبه إلى أن توفاه الله. وعباس بابكر هو الشاب الذي لا يعرف الشريف ولكنه لما رأى الدبابات وهو راحع من سهرته هرع إلى الاستراحة وساعد الشريف في الخروج من العاصمة, أوصله إلى الجزيرة بطرق ملتوية وعرة لا يعرفها إلا الحسين نفسه. ولم ينسه. استقدمه للندن بغية المشاهدة ورد الجميل. وليته ردّ الجميل بلا استقدام. بقي عباس في لندن غريب الوجه واليد واللسان حتى رحل.
عذرا, لابد من الاستطراد, فسرد الذكريات يفرض منطقا خاصاً.
عزل الاجتماع أحمد زين العابدين وحضر عبدالماجد أبو حسبو لكن بعد فوات الأوان. وكان السبب أن عبدالماجد تعذر لنا بأنه لا بد له من السفر لليبيا لأمر مهم, وكان قبلها كان يلمح بانفراد أحمد بكل شيئ "انتو عارفين عمكم أحمد و...". وكنا قبل سفره علمنا بموعد سفره فهرعنا له أول الصبح وداهمناه باجتماع حضره من المجموعة فتح الرحمن البدوي, بابكر الضي, د. سيف. ربيع حسنين, معتصم على حاكم وأخرون.
ووعدنا بأنه سيذهب لليبيا لمناقشة أمر التمويل للداخل أولا ثم تركات الشريف الأخرى بما فيها مسألة إعاشة الطلاب وقضايا السكن وغيرها. طان اجتماعا مطولا. وقبل أن ينفض طلبت منه كلمة. وقفت وقلت له: "الأستاذ أحمد زين ذهب لليبيا وقبض (مليونين؟) وتنكّر للحزب وللناس, وأخشى أن تذهب لليبيا وتقبض ثم تتنكر وتقف مع أحمد زين". في تلك اللحظة أصيب الكلُّ بالذهول لدرجة أن بابكر الضي وضع كفيّه فوق رأسه وخرج وجسمه مُنْحًنٍ ليقول لي بعد الاجتماع "والله أنا مرقت من الخجل, عمك ما متوقع كلام زي دة.
وذهب إلى ليبيا وعاد ليقود مع أحمد زين وحسن حامد مهدي وعمر أحمد عبدالله, ولا أحد يقف معهم إلا ميرغني مساعد وأحمد بحيري.
وكان أحمد زين يفاخر بميرغني مساعد وبأنه سيعتمد عليه في الصحافة. وكنا نعرف من الإعلاميين الأستاذ إسماعيل طه ولكن لا نعرف له نشاطا صحفيا ظاهرا مع الشريف حسين (ربما بسبب عمله الإذاعي في البي بي سي) ولكنه من رفقة الشريف زين العابدين ولا أدري لم يوكل له أمر الدستور أو في ما بعد أو أمر المطابع التي – يقال – وصلت للباقر أحمد عبدالله بعد وساطة من أحمد الهوني الذي عرّفه بالشيخ الفاسي صهر الأمير تركي بن عبدالعزيز.
رافق الباقر الهوني في رحلة لشرقي آسيا وبعدها كانت معه المطابع! هل يا ترى حدث استغلال للتنافس العراقي السعودي وأهديت المطابع كبديل عن الدستور أو استعدادا لما سوف يحدث في السودان؟ الله وحده يعلم. الباقر عمل في الصحيفة العربية (العربي) لفترة لا تكفيه هو دعك عن شراء ماكينات طباعة تكلف الآلاف.قطعا لا يساءل الباقر ولكنه يشترك العلم مع صاحب الهبة والموصل له, ربما للشريف زين العابدين علاقة بالموضوع؟ لا أعلم, ولكن علاقة الباقر بالشريف زين العابدين شديدة المتانة!!! لأا أريد أن أتتبع.كل ما في الأمر اردت التنبيه بأن تلك الصحف أهديت من أجل السودان. ويحمد للباقر أنه حافظ على اسم الصحيفة المتسم بالمركزية أم المشاكل (الخرطوم, لماذا ليس اسما يؤكد على القومية والموقف الحزبي, مجرد رأي).
كلّفنا محمد عبدالجواد برئاسة لجنة لندن على أن يستشار الداخل ممثلا في على محمود حسنين في الداخلة وفي المارقة , وبدأنا الاجتماعات في لجنة قوامها سبعة يرأسها عبدالجواد وفيها أمانة للطلاب برئاسة د. سيف وأمانة للإعلام برئاسة ربيع حسنين وعضوية فتح الرحمن البدوي ,عصام عبدالرحيم , بابكر الضي, معتصم علي حاكم وشخصي. ولكل شلته خارج اللجنة إلا عبدالجواد ودكتور سيف. دخلنا المرض. ومنه ترشيحي معتصم على حاكم عسى يحفظ فيها توازنا. وللحق فإن معتصم بهرني كلامه وإقدامه ولم أكن لأتصور أنه سينتقل من هنا وإلى هنا في ما بعد, وإن كانت صفة السياسي الذي لا يستطيع التنفس وهو خارج المنبر الأقوى. كلما ضعف منبر لجأ معتصم إلى منبر أخر والتزم برأي قيادته ليفجأها يوما بالمغادرة في هدوء. لم يكن يخفي ذلك. فعندما كنت آت بسيرة الميرغني وازدواجية المؤسستين الدينية والحزبية كان ينأى بنفسه ويذكرني بأنه بدأ السياسة ختميا وإنه سيقدم "السبت للأحد" بمعنى "لو انتهى حزبنا, أين أذهب؟" وكنت أستغرب لِمً لم يبدأ حياته أنصاريا, لا سيما وجذوره في "لبب". والذي أعلمه أنه بدأ السياسة في الشقة التي تحت شقتي في سانت ستيفانز عاردنز, تماما كما انضم د. جلال للحزب في مطار هيثرو لما وصل للبلاد للتخصص يحمل معه رسالة من شقيقه محمد الدقير ذلك الاتحادي الرائد الذي غادر لصف فتح الرحمن البشير.
ومثلهم كثيرون وهكذا تتوسع القواعد ولا قيمة للأقدمية ولكن لا بد من تكملة المشوار في الدرب الصحيح. هذا خلافنا معهم. فهم إخوة لنا فإذوا عادوا للصفوف فمرحبا, لكن بشرط العمل على الديموقراطية الليبرالية بلا توانٍ, وفعل محمد زين العابدين ذلك في تحالف ميثاق كمبالا, ولا نتبأ ب "من سيأكل من" ولربما التقوا على برنامج ليبرالي لو صدقوا. والصدق عند معظم الساسة قليل, الصدق في المبادىء الأساسية (مبادىء مونورو) ولم نكن نتبع الشريف لشخصه فقط . لكنا – في المقامالأوّل - التقينا معه في المبدأ
ثم خرق أحمد زين العابدين المبدأ في استشارية الرئاسة أو حتى أقعد الشريف شبيبة الحزب في المقاعد الخلفية.
وخرج الشريف صديق الهندي بوعد صادق لأنه لم يستطع التنفس داخل الماء, ولا أحد يلومه على ما كان وهو متوقع, وسبق أن قال الرئيس البشير أيام إنضاج التوالي: " والناس الجايننا ديل يا صلحنا دينهم يا صلحوا دينّا" وساق منهم نفرا لدولة سياسية وهم دخلوا السياسة بشعار حيادية الدولة مع الحفاظ علي القيم الدينية واحترام الشعائر والمقدسات.
وفي لندن يسعى البعثيون لتثبيت مبادىء دينهم في أوساطنا ونجهد في أصدار صحيفة صغيرة خطيرة نكتب فيها جميعا بما يخدم الخط أسميناها البرلمان, لأننا أراءنا س "تُشَوّشُ" على جماهير الحليف. دفعنا كلفة كبيرة. ولكننا أبقينا الروح, وسننطلق يوما ما. ولما جاء ذلك اليوم , يوم الانتفاضة كنا الغرباء التي التهمتهم تحالفات البيوتات وتنطيم الإخوان, وبيعت دوائر مضمونة ورُشِّحّ في أخرى أكثر من شخص ليخلو الجوّ لحزب دفع أو سوف يدفع أو لمصلحة يقتضيها تقديم الذات على الوطن.
ويموت عبدالجواد في الخرطوم غبنا, ولا بيت ولا مال, وهو الذي لأسال الماء في كل اتجاه لو أراد. ومرّة قلت لعبدالجواد: " لماذا لا تبني بيتا في الخرطوم؟". صرّ إحدى عينيه كعادتة وهو مكرفس في كرسي الجلوس وقال لي: "يا أخ عبد الماجد, أنا لو الشعب السوداني لم يكرمني ببيت يوما ما, فهو يعني أنني لا استحقه.".
ويأتمرون عليه ليفقد الدائرة !! وتُحجب الوظيفة من صاحب التخصصات الثلاث, ويدفع أبا حريرة للاعتزال!!!
والمضايقة عوضا عن التكريم. الطائفية؟
ونواصل
ثم ناس ليبيا
عبدالماجد محمد عبدالماجد الفكي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.