تحليل سياسى : محمد لطيف فما رأيكم دام فضلكم معالى الوزير فى .. الأخطاء الإدارية ؟ التقارير الصحفية التى تناولت بالأمس كارثة مستشفى الأنف والأذن والحنجرة بالخرطوم لم تكن دقيقة ..فاكثر التقديرات تشاؤما تحدثت عن اكثر من عشرين تلميذ تعرضوا لمضاعفات خطيرة إثر خضوعهم لعمليات جراحية فى المستشفى .. فالواقع أن حجم المتضررين جراء تلك الكارثة قد تجاوز الأربعين طفلا .. وكأن الله قد أراد أن يسوق ردا عمليا مباشرا على وزير الصحة ولاية الخرطوم .. والذى يقع المشفى محل الكارثة فى دائرته وفى محيط إختصاصه .. فالوزير لحظة إماطة اللثام عن هذه الكارثة .. لم يكن لديه شىء يفعله فى الواقع غير السخرية من .. والتندر على .. من ينتقدون ظاهرة الأخطاء الطبية .. مؤكدا سيادته أن من الغباء الحديث عن علاج خال من الأخطاء الطبية ..!وحيث أن لا أحد يعلم اكثر من البروف .. فسنسلم بما طرحه .. وسنطلب الى الشعب المسكين أن يقبل هذه المعادلة .. والتعامل مع الأخطاء الطبية فى عهد مأمون حميدة بإعتبارها قضاءا وقدرا .. ومصيرا محتوما معرض له أى إنسان فى الخرطوم .. وأن الأصل .. فى عصر حميدة .. هو وقوع الأخطاء الطبية .. وأن الإستثناء .. ولا نقول المعجزة .. هو عدم وقوعها .. ! ولكن .. لا بد من تساؤل ونحسب أنه مشروع .. فوفق المعلومات المتوفرة حتى الآن ومن داخل المستشفى .. أن الخطأ الذى أفرز هذه الكارثة هو خطأ إدارى اكثر منه طبى .. وغنى عن القول أن المسئول الإدارى الأول عن مستشفى الأنف والأذن والحنجرة هو السيد وزير الصحة ولاية الخرطوم .. الذى هو البروفسير مأمون حميدة .. والألقاب مهمة فى حال تحديد المسئوليات .. ذلك أن العقوبة ينبغى أن ترتفع كلما إرتفعت الدرجة الوظيفية والعلمية لمرتكب الجريمة .. وهل من جريمة اكثر من اربعين طفلا يأتون لتلقى علاج بسيط فيخرجون وهم يواجهون جملة مضاعفات تضعهم على حافة القبر ..؟ ولعل الناس يذكرون أن هذا المشفى تحديدا .. مثله مثل مشافى أخرى .. كان مسرحا لواحد من معارك السيد الوزير الوهمية .. التى كان ولا يزال يفتعلها مع كل من يختلف معه .. وأحيانا حتى دون سبب غير فرض إرادته هو .. ومثله مثل مواقع أخرى كان مستشفى الأنف والأذن والحنجرة واحدا من ( المناطق المحررة) لصالح بسط سيطرة سياسات السيد الوزير .. وعليه فالأخير يتحمل المسئولية المباشرة عن كل ماحدث .. فإذا إعتبرنا أن القرار الأول هو تكفل المستشفى بعلاج كافة المضاعفات الناجمة عن هذه الكارثة .. فالمفترض أن يكون القرار التالى مباشرة هو قرار السيد الوزير بتقديم إستقالته .. إلا إذا كان الوزير يرى أن الأخطاء الإدارية هى الأخرى مما يقع على رؤوس الناس .. هكذا .. قضاءا وقدرا .. وليس عليهم غير التحوقل .. والتحمل ..! نقول أن الكارثة سببها خطأ إدارى لأن جرثومة قد ضربت غرفة العمليات المركزية بالمستشفى .. وليس كما إدعى البعض أنها بكتريا مقاومة للتعقيم .. فهذا غباء أولا .. ثم إفتراض للغباء فى الآخرين .. ولكن الواقع أن المشكلة الحقيقية فى ضعف وسائل التعقيم .. وطريقة التعقيم .. مر على هذا المشفى زمان كانت تقوم بعمليات التعقيم فيه شركات متخصصة .. إختفت .. و حلت محلها عمالة ( عادية ) .. كذلك معلوم أن مثل هذه المواقع العالية الحساسية تخضع لإختبارات دورية منتظمة للإطمئنان على مستوى النظافة وعلى خلو المنطقة من أى مهددات جرثومية .. فهل تتمتع منطقتنا هذه بهكذا خدمة .. لا نحسب ذلك .. إذن .. على من تقع المسئولية إن لم تكن على الوزير ..؟ ولكن .. حيث أن لكل حدث تفسيرات عدة .. فثمة من يروج من (خبثاء المدينة ) أن الوزير سعيد بما حدث .. وحيث أن العبرة عنده بالنتائج .. فإن إغلاق غرفة العمليات هذه يتسق تماما مع سياسة الوزير الرامية الى إغلاق (الوسط ) وتفكيكه لصالح الأطراف .. عفوا .. لصالح سياسات الوزير ...!ولا تسألوا عن سياسات الوزير .. فهو نفسه لا يعرفها ..! محمد لطيف [email protected]