شهرين على رحيلك يا محمود إنت تفوت والناس بي وراك من الشوق لي عينيك تتباكا.. يصادف اليوم الأحد 17 مارس مرور شهرين على رحيل الأسطورة محمود عبدالعزيز عن هذه الدنيا الفانية ونحن في أشد الحاجة له، حيث رحل يوم الخميس الموافق 17 يناير 2013م (أريت يوماً يحرمك مني يكون محذوف من التاريخ).. وأحدث رحيله جرحاً غائراً في دواخلنا من الصعب اندماله ولا زالت المقل تبكيه بدموع من دم .. بل أحدث رحيله فراغاً في جميع مناحي الحياة السودانية والذي يعتبر محمود من مقوماتها . والأسطورة من الشخصيات التي صنعت مجدها وشهرتها بصبرها ومثابرتها وقوة إرادتها . وما فعله الراحل في العقدين الأخيرين عجزت عنه الدولة والأحزاب السياسية وكل الكيانات والتجمعات، فمحمود استطاع بصدقه أولاً وبموهبته العالية وقوة شخصيته وتواضعه الجم أن يكسب الشباب وجعلهم يلتفون من حوله بل أصبح لهم القدوة والملاذ الآمن الذي يلجأ له الشباب للهروب من الإحباطات والانكسارات التي يعيشونها بسبب السياسات الخاطئة التي انتهجتها الحكومات المختلفة التي مرت على حكم السودان والتي لم تعط الشباب أي أولوية .. ومن الأشياء التي جعلت نجمه أكثر سطوعاً ولمعانا السياسات المعادية التي انتهجتها الإنقاذ ضده بعد فشلها في ضمه وجعله من منظومة التوجيه المعنوي لاستقطاب الشباب لهم.. وهذه الأشياء صنعت منه بطلاً قومياً ونضالياً في نظر الكثيرين .. مرت الأيام والسنوات وجرت مياه كثيرة تحت الجسر وافتكرنا وكما افتكر الكثير أن سياسة الدولة تجاه الإبداع والمبدعين تغيرت نحو الأفضل ومع محمود بصفة خاصة إلا أننا اكتشفنا أن الصفحة الجديدة التي فتحتها الإنقاذ مع محمود ما هي إلا اجتهادات من بعض معجبي محمود من منسوبي الإنقاذ والمؤتمر الوطني والذين حاولوا التقرب منه والوصول عبره إلى مبتغاهم.. فمحمود ظل في حياته مهموماً بقضايا الوطن والمواطن بصفة عامة وقضايا الفن والفنانين بصفة خاصة فكرم العديد منهم والذين لا زالوا على قيد الحياة وكذلك قام بتأبين عدد كبير من الراحلين.. ولكن للأسف عجزت الدولة عن تأبينه ولم تكتفِ بذلك بل وضعت العراقيل أمام المخلصين من معجبيه وأصدقائه والمبادرين بتأبينه ..فلماذا هذا العداء يا حكومة تجاه إنسان بقامة وطن؟ .. فإذا عجزتم عن المحافظة على محمود حياً وعدم محاسبتكم للذين تسببوا في وفاته وهم (.........) فعليكم بالمحافظة على إرثه وموروثاته التي تركها لنا ووضعها في المكان اللائق بها وعكسها وسردها للأجيال القادمة لكي تعرف من هو محمود (الأسطورة). فاذا كان سبب عدم قيام التأبين هو تخوفكم من جمهور محمود الذي أدهشكم وأدهش كل العالم حينما توافد الآلاف منهم لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه الطاهر بمطار الخرطوم.. فهذا (قليل من كثير). فجمهور محمود (انجليزي) في تعصبه تجاه نجمه الأوحد ..لكنه أيضاً جمهور واع ومثقف ومدرك وملم بكل تفاصيل الحياة وليس من السهل قيادته أو تغير وجهته كما يعتقد الكثيرون.. الرحمة والمغفرة ليك يا محمود.. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفرة من النار، اللهم أنزله منزل صدق مع الصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقاً، اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى يا رب العالمين . محمد بابكر اسماعيل الامين العام لمجموعة محمود فى القلب [email protected]