تحليل سياسى بعيدا عن أعين الرقباء .. ومن وراء حجاب .. يدور جدل .. ويحتدم صراع .. بين نساء المؤتمر الوطنى .. حول من تخلف السيدة اميرة الفاضل فى وزارة الرعاية والضمان الإجتماعى .. حال قبول إستقالتها بالطبع .. إتحاد المرأة الذى خاض معركة اولى قصيرة وسهلة حسمها سريعا حين أقنع قيادة الحزب والدولة أن المنصب للمرأة حصريا .. ولاسبيل لمنافسة الرجال .. فوجىء .. أى الإتحاد .. بمعركة أخرى أشرس مما تصور .. كان .. ولا يزال .. عليه حسمها لتتربع مرشحة الإتحاد على سدة الوزارة الاكثر ثراءا بين كل الوزارات .. والأهم من ذلك .. الوزارة التى ترتبط بها مصالح إتحاد المرأة أيما إرتباط .. ولم يعد سرا أن الإتحاد العام للمرأة يدعم .. أو يفضل أن تتولى المنصب السيدة رجاء حسن خليفة الرئيسة الأسبق للإتحاد .. ومن ستكون أحرص على مصالح الإتحاد من رئيسة سابقة .. ؟ ورغم كل المزايا التى يمكن أن تعزز ترشيح رجاء .. فهى وإتحادها يواجهن خصما شرسا .. لا تقل وزنا عن رئيسة الإتحاد ومستشارة الرئيس.. وهى الدكتورة إنتصار أبو ناجمة المحاضر بكلية الآداب جامعة الخرطوم .. وأمينة المرأة بالمؤتمر الوطنى .. فلم يعد سرا .. كذلك .. أن نافذين فى الحزب يعززون من فرص تقدم أمينة المرأة بالحزب لهذا الموقع الهام .. فمن شأن هذا رفع سقف الطموحات لدى مجموعة النساء وثيقات الصلة بالحزب ..! ويحشد كل جماعة مزايا مرشحتهم .. ولا ينسون تعداد المآخذ على المرشحة الأخرى .. ففى دوائر إتحاد المرأة ينظرن لرجاء ذات الخبرات المتنوعة بدءا من الوزارة الولائية .. مرورا بقيادة اتحاد عام المرأة السودانية ..ولعقد كامل من الزمان .. حققت فيه أهم إنجازات الإتحاد وهى الدار المعروفة بمركز ماما .. ولن تنسى النساء أن رجاء هى التى قادت وانتزعت حق ابناء المرأة السودانية المتزوجة من غير سوداني فى الحصول على الجنسية السودانية .. وإنتهاءا بمنصب مستشارة رئيس الجمهورية .. ثم لا يغيب عن بالهن تذكر مدى القبول الذى تجده رجاء اينما حلت .. وذلك بفضل جماهيريتها وحرصها على التواصل مع قواعد النساء عبر سلسلة من الجولات الولائية خلفت بها آثارا طيبة أينما حلت .. ! أما فى دوائر الحزب .. فالدكتورة إنتصار ابو ناجمة الأستاذة الجامعية المثقفة والمستنيرة .. والتى تقود أمانة المرأة منذ عام هى الأنسب للمنصب .. وأن خبيرة علم النفس هى الأقدر على التصدى لمهام وزارة مهمتها الأساسية أن تعمل فى قضايا المجتمع .. كما وأنها .. أى انتصار .. تحقق شرط (المجايلة ) الذى يؤكد عليه الحزب وقيادته دائما .. وهو دفع الأجيال الجديدة من الشباب للتقدم فى المناصب العليا .. وشرط المجايلة هذا يقف برأى هؤلاء حجر عثرة أمام فرص تقدم رجاء لشغل المنصب .. ويذكرهؤلاء بان الوزيرة المستقيلة أى اميرة الفاضل ..هى فى حكم التلميذة بالنسبة لرجاء فى العمل العام .. فكيف يستقيم ترشيح رجاء لخلافتها فى المنصب .. بكل ما تعنيها الخطوة من ردة وتراجعا عن واحدة من إلتزامات الحزب الأساسية تجاه شبابه.. (الطامحين)..! ولكن نصيرات رجاء لهن ما يقلنه ايضا .. فالمنصب الشاغر هو برأيهن منصب جماهيرى وحركى بكل المقاييس .. يحتاج الى درجة عالية من الصبر والتحمل والأسفار .. وقدر كبير من الخبرة .. وهذه فى رأيهن مزايا تتوفر فى مرشحتهن .. وتنقص الدكتورة أبوناجمة التى فى رأيهن ما زالت محدودة الخبرة فى العمل العام ولم تتوفر لها فرص الإحتكاك الجماهيرى .. ( وليست معروفة ) حتى لنساء الحزب .. وهى ليست شعبية ..بل هى أقرب الى الأرستقراطية أو الأكاديمية فى أحسن الأحوال .. مما يجعل من غير المستساغ .. فى رأيهن طبعا .. أن تكلف بوزارة مهمتها الأساسية رعاية شئون الفقراء والمساكين ..! ثم يضفن نقطة مثيرة حين يقلن .. لا يمكن أن تتولى إنتصار منصب وزيرة الرعاية والتى يقع ضمن إختصاصاتها الجهاز الإستثمارى للضمان الإجتماعى بينما يشغل زوجها منصبا خطيرا ومرموقا فى قطاع الإستثمار ايضا ..!!! وبين هذه وتلك .. يبرز تيار ثالث .. يجتهد فى إقناع السيدة سعاد عبد الرازق وزيرة التربية والتعليم للإنتقال لوزارة الرعاية .. ودوافع هذا التيار .. أولا تجاوز مأزق الحزب والإتحاد .. أو رجاء إنتصار .. كما يدفع هو الآخر بمبررات موضوعية .. مثل أوجه الشبه المتعددة بين أميرة وسعاد .. علاوة على الدقة العالية التى تميز الأخيرة فى أداء مهامها والقدرة الهائلة على الصبر والتحمل .. هذا التيار يجزم مقتنعا أن الوحيدة التى يمكن ان تنطلق بالوزارة الى الأمام من حيث وقفت أميرة دون الحاجة الى الرجوع للوراء هى سعاد .. ذلك لما بين السيدتين من تشابه حد التطابق ..!المعضلة الأساسية التى تحول دون هذا التيار والتقدم الى الأمام هو رفض سعاد عبد الرازق .. وإصرارها على البقاء فى موقعها لإكمال ما بدأتها من مشاريع ..! [email protected]