أي انتهاك صريح هذا لكرامة المرأة السودانية الذي مارسته وزارة العمل وتنمية الموارد البشرية ضدها في أيام يحتفل فيها الناس بعيد الأم، إعلان خطير وروجت له الصحيفة العنصرية المزاج، الجهوية الهوى التي بدأت تغوص في وحل عميق هو الدخول في البيت السوداني وتحريك خيوط حساسة بلا حياء يراعي حتى مشاعر آباء وأمهات الجنس اللطيف، وحينما تقرأ شروط الإعلان الذي يعلن عن وظائف للجنس اللطيف في دولة الكويت بشروط تحمل في ظاهرها التوظيف وفي باطنها ما يوحي إلي أن المهنة (دال – عين- ألف- راء - تاء مربوطة).. الشروط الخطيرة المطلوبة لوظائف (كول سنتر- الضيافة – مبيعات الاستقبال) تشمل (عمر المتقدمة 21- 35 سنة – جمال الشكل+ البشرة غير داكنة) ، ومن ضمن المطلوب عدد (3) صور ملونة تبين الشكل من (الرأس) إلى القدم على أن تكون (مختلفة) ومعلومات عن الطول والوزن والأمراض والعمليات الجراحية. الإعلان لا ينبغي أن يجد انتقادات أو رفض من قبل أئمة المساجد فحسب، بل من كل المجتمع السوداني الذي أُسِيْئَت حواؤه في صحيفة سمح لها بفعل كل شيء الترويج للعنصرية والآن (للدعارة).. أي تناقض هذا الذي كشف عدم الصدقية في المشروع الحضاري الإسلامي.. الإساءة للمرأة وتصويرها كسلعة يتنافى مع المبادئ الإنسانية والقيم السودانية، ناهيك عن الشرائع الدينية في كل الأديان التي تحرص على صون كرامة الإنسان.. لا شك في أن ما جذب الصحيفة العنصرية للترويج للإعلان عبارة (جمال الشكل + بشرة غير داكنة)، لأن سمار اللون السوداني يزعج القائمين على أمرها فهم يسعون إلى سودان بلا سواد.. إنه (توهان الهوية) لأشخاص لم تكن بشرتهم اسم على مسمى السودان. الإعلان في الصحيفة العنصرية يؤسس للحرب ضد البشرة السمراء التي بدأت علناً هذه الأيام.. حرب شعواء ضد السمرة البعض بدافع الانتماء للعروبة التي أرهقت النفوس والعقول بالحث عن نسب يربط بقحطان وعدنان وإلا لما كان بياض البشرة من ضمن شروط القبول للانتماء للأغلبية من القنوات السودانية، مع أنهم يدركون جيداً البحث عن بياض البشرة أرهق جسد بعض الفتيات السودانيات بالمواد الكيمائية التي توقف وظيفة التلوين ليجد الجسم نصيبه من (البياض).. الحملة ضد السمرة تهدد أمهات المستقبل. قطعاً لا دهشة.. لا غرابة في إعلان يصدر من وزارة تتبع للدولة السودانية التي تروج لبياض البشرة في وسائل إعلامها الحكومي الرسمي، والخاص المرئي والمسموع والمقروء.. والقنوات السودانية خير شاهد على ذلك (لا للوجوه السمراء)، وبعضها روج لإعلان مكتوب عليه (وداعاً للسمرة) ويمكن للسمراوات مقاضاة الصحيفة، والقنوات التي تنتهك حقوق المرأة وإلحاق الأذى النفسي بها.. السمرة ليست منقصة أو عيباً.. العيب أن تسعى مؤسسات الإعلام السوداني للهروب من الهوية السودانية (زنوج + نوبة+ عرب). الجريدة [email protected]