مازال أبناء أمدرمان سابحين في بحور الغرور الخاوي حتى أنوفهم, وهو غرور وهمي مبني على فرضيات مغلوطة كالعديد من الأشياء في هذا القطر الحبيب على نفوسنا . والبعض يظن أني قد اتيت شيئا إمرا ،بتعرضي لتلك المدينة المقدسة التي لا يأتيها الباطل . وبالرغم من أن النقد موجه للمدينة وأبناءها الذين يمشون الخيلاء الخواء إلا أنهم مازالوا مصرين على اتهامي بالعنصرية ذلك البعبع الذي يستخدم لكتم الأفواه وتخويف عباد الله. فبالله عليكم أين العنصرية في هذا المقام وأنا انتقد (مدينة) بكل تشكيلاتها القبلية والجهوية . التهديد والغوغائية لا يفيد بل القراع الفكري وحده الذي سيصل بنا بالنتائج المرجوة فإما أن أقتنع بوجهة نظركم أو تقتنعوا انتم بوجهة نظري . دعونا نواصل استعراض الهلاوس الامدرمانية. لك ان تعلم عزيزي القارئ أن كاتب محترم كتب في مقال له أن أبناء أمدرمان (مشيتهم مختلفة) (ولهجتهم العامية غير) الجن بتداوى. ولولا أن اليهود سبقوهم الى مصطلح شعب الله المختار لكانوا أدرجوها في قاموسهم الفريد ، وأنا أقترح عليهم ان يجروا عليها بعض التعديل لتصبح (مدينة الله المختارة ) . ودوما أتساءل لماذا تفرض علينا أذاعتنا القومية (هنا أمدرمان ). وهل العلاقة المكانية هي السبب ،؟؟ ونحن على علم أن الإذاعات القومية للدول دوما ما تصدح بأسماء العواصم (هنا القاهرة ) (هنا الرياض) . ولكنه اللوبي الامدرماني القابع في الحيشان التلاتة.ولماذا يفرض علينا بصورة أسبوعية عبر البرامج السمجة أبناء أمدرمان وهم يسردون القصص الخيالية الخالية من التشويق. ولأن الأنسان السوداني البسيط وطيب نجده إستجاب للدعاية الموجهة له عبر وسائل الأعلام المختلفة ، وأصبحت من قناعاته الراسخة أن الأمدرمانيين هم الحضارة والأصالة والفن والكرة ؟؟؟؟؟ لا بالله. لقد ذكرنا من قبل أن أمدرمان مدينة مضطربة فلا هي أخذت الحداثة من المدينة ولا قنعت ببساطة القرية الأمر الذي خلق بلبلة فكرية ناتجة عن النشأة المزدوجة فأفرزت لنا هذا الجيل المضطرب نفسيا فأنعكس ذلك على سلوكه في التعامل مع الآخر . ومن أكثر الصور التي تحز في النفس تجاهل أهل الفن والأعلام للآثار القديمة التي يعود تاريخها الى آلاف السنين و تجدهم يحتفون( ببوابة) (وطابية) قد يكون بناتها أحياء يرزقون ؟؟؟. ومن سخفاء أمدرمان الهندي عز الدين...الذي أستنكر في يوم من الايام وعبر الصحيفة التي يعمل فيها أستنكر ان تكون أسعار الأراضي في الخرطوم أغلى من أمدرمان.!!!!! وقد فاته ان الأراضي تخضع لقانون العرض والطلب ويحكمها السوق ولاتستجيب لوهم الافضلية الكاذبة وغسيل الأدمغة . في المقال القادم سنستعرض الخلفية التاريخية لأمدرمان. لزوم ما يلزم التحية لأبناء الفتيحاب (السكان الأصليين) وهم يمارسون الصمت المعبر عن الأصالة والحضارة ولا عزاء لمن حملوا شوالاتهم وحضروا مع الثورة المهدية . شاذلي الزين إعلامي - الدوحة [email protected]