سألت أحد الأصدقاء المصريين ..هل صحيح أن الرئيس محمد عمل في وكالة ناسا للفضاء ؟؟ صحيح أنه ذكر ذلك في حملته الإنتخابية لكن الوقائع تقول خلاف ذلك ، فالرجل عندما يتحدث باللغة الإنجليزية فكأنه ينحت في صخر وتأتي مفرداته بشكل يرهق الأذن ويؤذي السامع ، ولا أعتقد أن وكالة ناسا التي عُرفت بدقتها في الزمن والمال يُمكن أن تخاطر بتعيين موظف عنده أزمة في التخاطب وشكل التعبير ، لكن صديقي المصري مازحني ضاحكاً ..لو معك جوال فأنتي تعملين في ناسا ، فصديقي يقصد أن ناسا تتحكم في شبكات الإتصال الدولية ، فمن يتعامل معها لا يعني بالضرورة أنه من payroll staff ، ووصف الرئيس مرسي لليهود بأنهم أحفاد القردة والخنازير لن يحسن سيرته الذاتية ويؤهله للعمل في وكالة بهذا الشكل من الحساسية . والرابط في هذا الموضوع ، أن الإعلامي باسم يوسف نجح في جعل الرئيس مرسي مادة للسخرية " والتريقة " ، بالذات عندما يتحدث باللغة الإنجليزية ، ولكن من يتابع حلقات " مصر ألى اين " والتي يتسضيف فيها تلفزيون CBC الصحفي محمد حسنين هيكل ، المتابع يستطيع أن يعرف أن ما حدث للرئيس مرسي كان متوقعاً ، حيث رأى هيكل أن جماعة الإخوان المسلمين حصدت ما لم تكن تتوقعه ، حيث وجدت نفسها فجأة في الرئاسة ومجلس الشعب والشورى والقصر ، اي أنها أصبحت تملك سلطة ولكنها لا تعرف ماذا تفعل بتلك السلطة. وقد أصبحت زيارات الرئيس مرسي للخارج مادة للفكاهة والتندر ، ولكنه كان أفضل حالاً من " أخيه البشير " ، الرئيس البشير كان عندما يسافر للخارج كان يخشى ان تصيبه سهام المحقق الدولي أوكامبو ، ولا يسافر إلا خائفاً ومترقباً ولا يعود من نفس الطريق الذي خرج منه ، ولكن بعد فصله للجنوب أطمانّ الرئيس في السفر والترحال ، وأظن أن الولاياتالمتحدة وضعدت حداً لسطوة أوكامبو ويُمكن للرئيس البشير أن يسافر متى اراد ذلك ، لكن العلة التي داهمته مؤخراً – سرطان الحنجرة – جعلت اسفاره تتم بخفاء كامل بحيث لا يعرف إلا المقربون بخروجه من البلاد. بعد ولوج ظاهرة الربيع العربي إلى حياتنا السياسية زعم الرئيس البشير أنه كان الشرارة الأولى لهذا الربيع ، على الرغم أنه توعد المتظاهرين الذي ثاروا ضده بصيف ساخن وجحيم ملتهب ، وأعتقد أن زعم الرئيس البشير كان صحيحاً وفي محله ، فالربيع الإخواني هو عنوان للفوضى والتشرذم والبطالة والإنفلات الأمني ، فالربيع الإخواني هو وأد الحريات والقضاء على الوحدة الوطنية ومحاربة الإعلام الحر ، ويؤسفني أن مصر الدولة القوية منذ أيام محمد علي باشا ربما تسقط في مستنقع الفوضى وربما حتى التقسيم والذي لاحت بشائره في السويس وسيناء والسلوم. كان نظام الرئيس البشير محايداً في ايام الثورة المصرية ، ولكن بعد تنحى الرئيس المصري حسني هرع الرئيس البشير إلى القاهرة ليؤيد الثورة الإخوانية ، وقد قال كلاماً مؤلماً في حق الرئيس حسني مبارك على الرغم أن الأخير قد قام بحمايته من بطش المحكمة الدولية ، وقد قابل الرئيس البشير المرشد محمد بديع وهنأه بنجاح الثورة ، كما قام بإهداء الثوار خمسة آلاف بقرة ، بالمناسبة المعلق الأمريكي الساخر جون ستيوارات ذكّر الرئيس مرسي ان الإدعاء بأن أنسان اصله قرد لا يعتبر عيباً ، وأظنه بذلك يقصد نظرية النشوء والتطور التي انتشرت في اوروبا في حقبة من الزمن ، أما تشبيه اليهود بأنهم خنازير فهذا لا يبخس مكانتهم لأنه لم يختار حيواناً مُحرما عليهم مثل الغنم. نعود للزيارة المرتقبة للرئيس مرسي للسودان ، واتوقع أن يحرك المؤتمر الوطني حشوده لإطفاء حرارة على الإستقبال تعود ما جرى للرئيس مرسي في المانيا وباكستان، وسوف يعود الحديث مجدداً عن ضرورة تفعيل إتفاقية الحريات الأربعة ، والوعود المكذوبة عن إستثمار المصريين في مجال الزراعة في السودان ، لكن حتى لا استبق الأحداث فلندع باسم يوسف يحدثنا هذه الزيارة ، وربما يقول الرئيس مرسى شيئاً مختلفاً هذه المرة ...فلنستمع له . سارة عيسي [email protected]