حقيقةً تجمعني علاقات صداقة متينة مع عدد من أعضاء الفرق الكوميدية خاصة فرقة تيراب الأشهر بينها، بعد أن انتشرت وازدادت اعداد هذه الفرق في الفترات الأخيرة، ولكن الحقيقة الماثلة أمامنا الآن هي نفور الجمهورمن هذه الفرق مجتمعةً، بما فيها فرقة تيراب وذلك يرجع لعدة أسباب أهمها عملية التكرار، واستسهال النكتة التي أصبحت تتداولها كلّ الفرق ، وسرقة ابتكارات الغير حتى أصبحت النكتة باهتة وسمجة، ولفظها الجمهور، وانعدم فيها الإبداع والإدهاش وعامل الجاذبية، وانطفأت نجومية هذه الفرق، بالاضافة الى ذلك تفكّكت الفرق ودبّت الخلافات فيما بينها، ودخلت في شلليات فيما بينها أضعفتها كثيراً، وهزت أركان قواعدها الأساسية، واتجه بعض أفرادها لأعمال مختلفة شغلتهم عن البحث عن الجديد.. والأمثلة على ذلك كثيرة وواضحة للعيان خاصة، في فرقة تيراب، كما أنني لا أود التطرق لأهم أسباب نفور الجمهور من هذه الفرق، والمتمثّل في الضحك على القبائل السودانية، وكيل النكات في بعضها البعض .لا اود القول بأنها صنعت فجوةً بين هذه القبائل، حتى لا أحمل أو أتحامل على هذه الفرق، ولكنّها بكلّ حقيقة أظهرت افرازات سالبة جداً، وخير مثال لذلك نكتة «أهل العوض» التي فجّرت العديد من المشاكل، وبصراحة هذا الأسلوب الرخيص من النكات أصبح غير مرغوب فيه بتاتاً، رغم تبريرات أهل الفرق الكوميدية له، ولكن سلبياته أكثر من إيجابياته بكثير، لذلك تجدني أشجع دخول نجوم هذه الفرق الكوميدية للعمل الدرامي والمسرحي، لانني لا أشكّ إطلاقاً في موهبتهم، فأغلبيتهم معطونين بالإبداع والموهبة. وخير دليل على حديثي هذا تجربة فرقة تيراب عبر مسرحية «داير شنو» مع النجم المصري أحمد بدير والتي حققت نجاحاً كبيراً. عفواً سادتي أعضاء الفرق الكوميدية، لا أود أن أجرحكم وأقول «زمنكم فات وغنايكم مات»، ولكن الواقع يقول أن زمن النكات بهذه الصورة المرتجلة انتهى الآن، والجمهور أصبح غير راغب فيها، فإما أن تحدثوا ثورةً فيها وتعالجوا الاخطاء والاستسهال فيما تقدموه للجمهور، أو تتجهوا للتمثيل عبر الدراما والمسرح، وهذا أفيد لكم لأن زمن «المنكتاتية» بهذه الصورة والطريقة السمجة والباهتة التي تُقدم بها الآن انتهى ولفظها الجمهور، لذا نتمنى أن تستثمر موهبتكم في مواقع أفضل. كلمة مهمّة أستغرب كثيراً واستعجب جداً لهذه الموضة الغريبة التي غزت القنوات الفضائية السودانية وأصبحت سمةً وعاملَ جاذبية لعدد من المذيعين والمذيعات، حسب ما يصوّر لهم خيالهم المريض بالطبع، بأن الهجوم على النقّاد الفنيين في البرامج التي يتم استضافتهم فيها هو أسرع طريق للشهرة أيّاً كان النقد، إيجاباً أو سلباً -فهم فطير- فكلّما أفتح قناةً وأجد فيها أحد الزملاء ضيفاً، أسمع الهجوم عليه بوضع «الشراك» من الأسئلة التجريمية، بل التجريحية أحياناً بأن هناك استهدافاً وشلليات وسط النقّاد ويرفعون من يأتي على هواهم ويدمرون من يريدون.. يا اخوانا اعقلوا وبلاش كلام فارغ معاكم، وما تخلونا نقبّل عليكم ونضرب في كل الاتجاهات، فنحن وببساطة نؤدّي مهمتنا، رضيتم أم أبيتم فلا تدعونا نتفرغ لقضايا انصرافية. برامج تخجّل لحن الختام.. هو اختار دنيتو والمخير في اختيارو اخر لحظة