ايها المتعب من لظى التغرب ايها المرهون اجبارا لسلطان الاحتياج لك التحية ايها المرهق الغارق الى اذنيك فى عرق المهجر وانت تشكى من جمر الاذى ...اقبل جبينك مرتين وانت تبكى على الاوطان تارة وتبكى منها تارات كثيرة... ايها المجروح من ويلات التنقل واخفاقات السياسة التى استمرأ اهلها الانتفاع الشخصى فامتلات جيوب كروشهم حتى ما فوق الشبع... وتركوك قائما .....على مصلب الحيرة ....والخوف ..... والترقب. اقولها لك صراحة لا تغضب لقد استهجنوا عمدا وجودك بينهم فتركوك هنا.... او هناك فى مهب الريح تلعق جراحك ...او تهرول نحو اوطان السراب والخطوط كلها حمراء لا توجد بينها وسطية الانتماء... فانت هناك بين تلك الخطوط فى هاوية الخطر وانت هنا والاحمر يحاصرك فكيف تتنفس الصعداء .. فى حياة كلها حمراء.... ومتى كان الهوان يغنى من جوع فبيننا من غلبه الاعياء يحاول ان يتماسك ...وقد ظهرت تجاعيد الالم على صفحة وجهه فقد اوهنه الحمل ... الثقيل المستمر وهو يئن من هول.... ما يقض مضجعه.... ويهد ظهره من مسؤليات تلك البيوت ... التى تنتظر بفارغ الصبر نقوده ...المرسلة اليهم والمبلولة بعرق الخوف والتعب.... لا يمكنه العودة منذ سنوات فالخطوط الحمراء تقف حائل بينه وبين لقاء الاحباب فى ...الوطن المنكوب.... اما حال المستجد فى الاغتراب اليوم فحظه كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه...... اوهى .... اقرب الى ابيات قصيدة نزار قبانى... الموج (الاحمر) في عينيك يناديني نحو الأعمق وأنا ماعندي تجربة في (الغربة) ولاعندي زورق وبين الواقع....الواضح المافاضح فى الاغتراب ...فان الرؤيا واضحة المعالم.... من جانب للاتجاه الواحد للعودة الجبرية... وبين الاتجاه الاخر فى وطن ارضه نخرها السوس وسكنتها الافاعى... وتسلط عليها قطاع الارزاق ...واستشرى فيها الفساد.. فاصبح لسان حالها لايبشر بخير... نسال الله العافية.....فالخط الاحمر هنا واحد وواضح ...ولكن هناك مليون خط احمر اخر تنتظر.... عودة ....المغترب.... [email protected]