اسمحوا لى ان نمضى معا عبر ميناء جدة الاسلامى ،عابرين البحر الى ديرتنا الوطن ان صح التعبير... تدخل صالة السفر فى الميناء لا تجد غير الاحترام وحسن التعامل مع سلاسة الاداء تتبعها مرونة الاجراءات ...ولا تعسف بكل بساطة... صالة مكيفة نظيفة تستشعر اهمية البنى ادمية .... بدون تكلف تتم الاجراءات ...بدون تهافت اوخلل ... كاونترات شرطة منتظمة مرتبة مهذبة... لا تهدر وقتك ومجهودك ...بل تتحرك كل تلك الاعداد الغفيرة بكل سهولة ويسر ... نعم اتفق معكم انه ليس من العدل او الانصاف المقارنة بين المدينتين فلا قاسم مشترك بين ميناء جدة وميناء سواكن الا فى اسم ميناء فقط لاغير، وانا اعترف بذلك وابصم بالعشرة ... وليس من الواقعية فى شىء ان نضعهما فى كفة واحدة ... ولكن السؤال لماذا لا نرتقى بروح التعامل الى مصاف اكرام البنى ادمية السودانية فى بلادنا... ماذا يكلف مسؤول سودانى... لو تنازل من الاستعلائية الكريهة... ونظر بعين الاحترام... الى اخوانه من بنى جلدته ...الذين دفعتهم الظروف ...الى الاغتراب المر. ولك ان تدخل صالة القدوم ميناء ...سواكن وكان الذى لديك من متاع سفر قد نهبته ... لم تعلمنا الايام والخبرات... والسنوات... كيف يجب ان تترفع سلطاتنا عن الصغائر لم يعلمنا الدين الذى يتمشدق به البعض..ماذا تعنى خصلة، حسن الخلق وطلاقة الوجه ولين الجانب والبشاشة واكرام الضيف وحسن الاستقبال ...لم تدرسنا الحياة ...والتجارب خفض الجناح للضعفاء والنساء والشيوخ.... لم نتفقه ان الاسلام ليس مظهرا وانما هو روح متفاعلة مع كل المواقف الانسانية... (يقول البعض اننا لا نملك الامكانية، عن اى امكانية مادية ؟ام معنوية؟، تلك الشماعة التى نعلق عليها قضايا فى غير موضعها الصحيح وترى كل مسؤول فى شاشة التلفاز يجمل لنا فى الواقع المهترىء وهو يعلم انه يكذب ويخاتل وينافق)... لو نفدت بجلدك من الجمارك ،بعد هد الحيل وكثير من الالم والاحباط والقرف.... لك الان ان تواجه عمال نقل العفش وتلك قصة اخرى،كل يتمنى ان ياخذ ما يشتهى ويبالغ فى الطلب، بدون حسيب او..رقيب تمضى ايامك ايها المغترب البطل المغوار المنسى على امتداد العهود...وانت الان فى حما بلادك... ولك ان تبكى من الوطن تارة ...وتبكى عليه تارات اخر ....وتبكى له فى كل حين او بالاحرى...(انت بعيد عنه تبكى عليه ...وانت فيه تبكى منه)... ليظل السؤال الحائر لماذا الحياة.. لدينا معقدة... بالبروقراطية الكريهة ...والتهاون المستمر... والفساد ...الذى اصبح سرطان ، يستشرى يوما بعد يوم حتى تمكن من ...كل جسد الدولة ... لماذا لا نعترف باننا نمارس التخلف ....والمحسوبية ..وان هناك من الاخفاقات الادارية التى تحتاج منا الى اعادة نظر... فلربما نبارح يوما الى تطور نعتز به ولكن لابد لنا .... اولا من الاعتراف بالفشل... فتلك هى البداية الصحيحة ...للتقويم والاصلاح...ولا اظن ان التكبر يمكنه ان... يبنى تمكينا ...اويخلق واقعا ناجحا... لاننا ان تمسكنا بالخلل قادنا الى دمار... والله المستعان. منتصر نابلسى [email protected]