٭ احدى الصحافيات النابهات سألتني بنبرة لا تخلو من اللوم.. قائلة انك لا تهتمين بالدكتورة نوال السعداوي وعندما تتناولين كتبها تشككين في صدق نضالها من أجل قضية المرأة.. مع انها مناضلة صادقة ضد الرجال وضد المجتمع الذكوري المجتمع الذي يهضم حقوقنا ويعكر علينا حياتنا. ٭ انزعجت جداً وقلت لها وماذا تعرفين عن نضال نوال السعداوي واي كتب لها قرأتي.. قالت لم اقرأ لها كتبا كثيرة.. ولكن سمعت انها مع الجندر وضد تسلط الرجل ونادت بان يلحق اسمها بامها زينب، قلت لها هذا موضوع طويل وخطير ونوال السعداوي لها آراء واطروحات حول الشرط النسوي بدأتها بكتابها «المرأة والجنس».. شغلت بها المجتمع المصري والمجتمع العربي على عمومه.. وهي اطروحات منشأها الاول يرجع لطفولتها مما جعلها تقع في هوة عميقة لكراهية الرجل.. فقد ذكرت في مذكراتها التي كتبتها قبل عدة سنوات.. انها خرجت وهي طفلة صغيرة وتحرش بها حارس العمارة التي كانت تسكنها مع اسرتها.. والدها الشيخ سيد الشعراوي من علماء كلية العلوم وامها زينب وشقيق يكبرها بعدة اعوام. ً٭ ويبدو ان عقدة تحرش الحارس بها ادركتها وطاردتها مع مرور الزمن واصبحت هذه العقدة تأخذ شكلاً جديداً في كل مرحلة من مراحل حياتها.. عقدة تدور حول موضوع واحد هو الاعضاء الجنسية للمرأة أو الكراهية للرجال، ولهذا قالت في مذكراتها انها كانت تضرب اخاها الذي يكبرها سناً. ٭ واصبحت الدكتور نوال السعداوي تعاني من تضخم في الذات وترى في اطروحاتها الفكرية وكتاباتها الصواب بعينه ومن يختلف معها في الرأي اما تقليدي او جاهل او نتاج المجتمع الذكوري لا يرى في المرأة إلا العوبة في الفراش. ٭ عام 0791م قابلت الدكتورة نوال السعداوي في هلسنكي ضمن الوفد النسائي المصري لمؤتمر الاتحاد النساني الديمقراطي العالمي وبعد انتهاء المؤتمر وجهت لنا رائدة الفضاء الاولى فالنتينا ترشكوفا الدعوة لزيارة الاتحاد السوفيتي نحن مائة وثلاثين امرأة من مختلف انحاء العالم.. والرحلة كانت على ظهر سفينة في نهر الفولجا.. ودخلت معها في حوار طويل ومتشعب حول قضية المرأة.. وكانت تستنكر على هذا لصغر سني في ذاك الوقت كما تقول وكنت السودانية الوحيدة. ٭ وقبل سنوات قليلة وقع في يدي كتاب «عرفت الاخوان» للدكتور محمد جامع كتب فيه.. وكان معنا في نفس الدفعة الدكتورة نوال السعداوي التي نجحنا في ضمها للاخوان وتحجبت في ملبسها وغطت شعرها وكانت ملابسها على الطريقة الشرعية، ونجحت في ان تنشيء قسما للاخوات المسلمات من طالبات الكلية كما انشأت لهن مسجداً بالكلية وكانت تؤمهن في الصلاة.. وكنت انا ضابط الاتصال بينها وبين الاخوان واقنعت كثيرات من زميلاتها بالانضمام الى الاخوات المسلمات تحضهن على الصلاة والتمسك بالزي الاسلامي في وقت كان الحجاب بين النساء نادراً.. وكانت تخطب في المناسبات الدينية وفي الحفلات بالكلية باستمرار. وللاسف انقلب حالها وتغيرت امورها الى ما وصلت اليه واتهمت بالالحاد والإباحية. ٭ هذا ما كتبه دكتور محمود جامع.. وما زالت دكتورة نوال عند رأيها ولكن يجب ان تناقش وفوق هذا يجب ان تضع قضية المرأة في سياقها الواقعي البعيد عن ردود الفعل نعم للمرأة قضية لكنها ليست ضد الرجل باية حال من الأحوال.. بل مع الرجل ضد اوضاع تظلمهما معاً. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة