المشهد في ابوقوته الان يذكرني برائعة قابريال غارسيا ماركيز (الحب في زمن الكوليرا) عندما رسم صورة سفينة شبه تائهة تبحث عن مرسى يبدو وكأنه غير موجود. لكن السفينة تواصل بحثها من دون توقف إلا عند حاجتها للتزود بالوقود مميزة نفسها بعلم أصفر يرفرف فوق صاريتها يعترف بتلوثها بوباء الكوليرا .. ادرك ان الحياة في ابوقوته اصبحت رتيبه وقاسيه ومترعه بالوجع لغياب الاهتمام بها من قبل النظام الحاكم وغياب لغة الشفافيه عند قيادتها ..ومكابرتهم بان ابوقوته تعيش طور النمو وتعيش في افضل حالتها بتوفير صحه وتعليم . تتالف كلماتي غمامات هطول لتبشر بميلاد ابوقوته0 وفق افكار جديده ونيره.. سا اوحول بقلمي فتح النوافذ حتي يدخل ضوء الامل من غير ان يضر باعيننا واسماعنا. واحسب انني سلكت دروبا قد توصلني لوضع النقاط فوق الحروف عسي ولعل تري ابوقوته النور في الاخر. كعادتي تتبادر الي ذهني اسئله اتمني ان تجد اجابه من القائمين علي امرالمستشفي في ابوقوته. هل جمعية العون الذاتي قادرة علي ايفاء الاطباء مرتبات اضافيه نسبة لضعف مرتبات وزراة الصحه في السودان حتي لا يهرب الاطباء من جحيم ابوقوته والهجره الي الافضل بغرض تعليم اابناءهم في مدارس جيده ,علما بان مدراس ابوقوته تفقد لابسط مقومات النجاح؟؟ ونعلم ان المدرس في مناطق ابوقوته يعمل في ظروف بالغة التعقيد وبيئه محفوفه بالمخاطر. وهل جمعية العون الذاتي قادره علي عمل (غرف عنايه مركزه) في ظل التقصير الدائم من النظام الحاكم؟؟ وهل جمعية العون الذاتي قادره علي وضع النظام(السستم) بالمستشفي علما بان منظر (السراير)في مستشفي ابوقوته يدعو للفوضي ..ويوضح حجم المعاناءه التي نعيشها ؟؟..وهل قادرة علي وضع( السراير) في العنابر بعدما استقرت تحت ظلال اشجار النيم .؟؟ وهل جمعية العون الذاتي قادرة علي عمل وتطوير غرف العنايه المركزه وتهئية المعامل بعنايه وتوفير احدث المحاليل الطبيه للمعامل؟؟ . علما بان المعامل تفتقد لتهوية الهواء(لا يوجد بها مكيف).. وهي في غرف اكل الدهر عليها وشرب. هذا لا يشكل مدخلا للكسل ..بل هي تحوطات من اجل ان نبني ونخطط ونفكر بطرق سليمه حتي نخرج من النفق المظلم ونري النور في كل حارات منطقة ابوقوته. وهذا لا يقلل من دورهم تجاه المنطقه بعد عمل دعم للمستشفي يستحق الثناء والشكر. ( نصاحن زي واطاتنا),وادرك اننا لكن (القراص والتجار) والحاصل البحصل كل صباح في مناطق ابوقوته. لاننا نعيش في قرف المنافي الجبريه بعد ان طردنا وطننا واصبحت مجتماعتنا تفتقد للحب والتسامح ..وينقصنا ايضا (ان نحب بعضنا) علي قول الغالي الياقوت عبدالماجد وبقينا نشفق من تالاكم واصبحت ابوقوته لينا مشغولية زيك واحد مستورين يا انسان ابوقوته وما ناسين المسئولية اه .الوجع ياتى حين تاتى هذه الحكايا عن ابوقوته , واعرف ان هذا الزمن شحيح الموارد. و الأساليب فيما يخص حرية التعبيرو النشر و الإنتشار. بدأت كتاباتي حول ابوقوته واعرف ان المهمة قد تكون شاقه شاقة و منهكة فى ظل ما نحياه من ظروف و إلتزامات تنوء بها كواهلنا لكن حق ابوقوته فى رقابنا , و حق الأجيال القادمة علينا أن يعرفوا (ان الارض يرثها عباد الله الصالحين) ..وان ابوقوته تنتظر الصباحات والشتاء الدافي , و أن ينفضوا عنهم كسلهم و يكتبوا بلغةالشفافيه والصدق عن ابوقوته حتي تري النور .. مرتضى عبدالله الفحل [email protected]