1- ***- تحتفل كل دول العالم (ماعدا السودان) - كالعادة- غدآ الجمعة 3 مايو ب"اليوم العالمي لحرية الصحافة"، وهو اليوم المخصص لتعريف الناس بأهمية الصحافة ودورها في المجتمعات كوسيلة من وسائل المعرفة والتثقيف، وبأهمية حرية الصحافة بالنسبة للمجتمع المدني، وفي هذ اليوم يجري تقييم أحوال حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم لتعريف الجماهير بالانتهاكات المريعة والمتعمدة من قبل بعض الحكومات والتي قلصت حق الصحفيين في حرية التعبير والنشر وتبادل المعلومات وقيدتهم بقوانين أمنية صارمة ، ويجري علي ضوء كل هذه السلبيات والانتهاكات تقييم أحوال حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم. ***- وهو كذلك يومآ لتذكير الناس بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين أثروا الموت أو السجن في سبيل تزويد شعوبهم بالأخبار اليومية، ويعتبر هذا اليوم أيضاً بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام ما تعهدت به عن دعم الحقوق الأساسية للصحفيين وحق شعوبهم في الحصول على معلومات عن أحوال بلادهم ومايجري في العالم. ***- هو يوم تكريم الصحافيين في الدول الراقية والمتحضرة، حيث يتم تقوم بعض الحكومات وي حتفالات رسمية كبيرة بمنح بعض الصحافيين والمراسليين في دولها اوسمة وشهادات تقديرية علي ماقاموا به من جليل الاعمال والخدمات الصحفية لمجتمعاتهم، هو يوم وفاء وعرفان الدول الراقية للصحفيين. 2- ***-حال الصحافة في السودان مزري ومزري للحد البعيد، والعيب اطلاقآ ليس في الصحافيين السودانيين، وانما في سياسات النظام الحاكم الذي ورث عن الحكم البريطاني قانون تكميم افواه الصحافيين وكبت حرياتهم والا ينطقوا الا بما يرضي القصر!!، العيب ليس في صحافينا وانما في المؤسسات والاجهزة الرسمية التي كونها حزب المؤتمر الوطني ليسير بها اعلام نظامه بدءآ من جهاز الأمن ووزارة الاعلام ومرورآ بمجلس الصحافة والمطبوعات وانتهاءآ باتحاد تيتاوي!! 3- ***- كفل دستور السودان الانتقالي لسنة 2005 م حرية التعبير والاعلام ، جاء في المادة (39 ) من الدستور الانتقالي ما يلي: 39 - 1 : لكل مواطن حق لايقيد في حرية التعبير وتلقي ونشر المعلومات والمطبوعات والوصول الى الصحافة دون مساس بالنظام والسلامة والاخلاق العامة ، وذلك وفقا لما يحدده القانون. 39 - 2 : تكفل الدولة حرية الصحافة ووسائل الاعلام الأخرى وفقا لما ينظمه القانون في مجتمع ديمقراطي. 39 - 3 : تلتزم كافة وسائل الاعلام باخلاق المهنة وبعدم اثارة الكراهية الدينية أو العنصرية أو الثقافية أو الدعوة للعنف أو الحرب. ***- ولكن ولاننا اصلآ في دولة لاتعمل بالدستور ولا توجد قوانين عادلة سارية ، كان من الطبيعي والا يستفيد اي صحفي بما نص عليه الدستور الهلامي من حريات تخص مجاله في التعبير والنشر. ولم يعد غريبآ وان نسمع كل يوم بمصادرة الصحف وحجب المقالات واستدعاء الصحفيين للمثول امام لجان رقابة الصحف ومحاكم مجلس الصحافة والمطبوعات، ولم تعد اخبار اعتقالات وضرب الصحفيين اثناء ممارسة اعمالهم تثير الانتباة من كثرة حدوثها. ***- ولم تعد المادة (39 ) من الدستور الانتقالي موجودة فعليآ....والعتب كل العتب علي "اتحاد الصحافيين السودانيين" الذي ساعد وساهم في وأدها!! 4- ***- في اليوم الثالث من شهر مايو عام 2007، وبمناسبة ( العالمي اليوم العالمي لحرية الصحافة) قام الرئيس عمر البشير بالقاء خطاب بهذه المناسبة الاعلامية الكبيرة اكد فيه انه مع حرية الصحافة وحق التعبير!!، ومن ضمن ماقاله في خطابه: ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين . سيدنا محمد وعلي سائر النبيين. ***- المواطنون الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يطيب لنا أن نشارك مع الجميع في الإحتفال باليوم العالمي للصحافة والذي يقام تحت شعار حرية الصحافة والحصانة وسلامة الصحفيين . وهو الشعار الذي نجد مكوناته متوفرة في بلادنا قانونا وممارسة. ***- فحرية الصحافة في بلادنا إتسعت حتي بلغ عدد الصحف اليومية خمسين صحيفة . تعني بشتي المجالات . لا تملك الدولة فيها صحيفة واحدة . ويوفر الدستور والقانون غطاء مناسبا وحصانة مقدره لكل الصحفيين تقيهم من اي ممارسة غير قانونية تحد من نشاطهم.. او تحجب المعلومات عنهم.. او تكشف مصادرهم. ***- وتعتبر بلادنا من أكثر البلاد امنا وسلاما لجميع العاملين في حقل الصحافة.. ففي الوقت الذي تقصف فيه مقار الاعلاميين وتزهق ارواحهم في اماكن عدة حول العالم ومن جانب اكبر الدول واكثرها تباهيا بحرية الصحافة والتعبير.. تخلو سجلات بلادنا بفضل الله من اي حوادث مماثله رغم طول الصراعات والنزاعات الداخلية.. ويعزى ذلك الي حرص الدولة علي حرية الصحافة وسلامة الصحفيين. ***- ثم ان ابداء الرأي وحرية التعبير جزء اصيل من ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء حتى ان القرآن الكريم يشتمل الكثير من آياته علي الرأي الآخر.. لذا فنحن مع حرية الصحافة وحق التعبير دون التعدي علي حقوق الغير.. أو المساس بحرية الآخرين.. وهذا أمر يكفله الدستور وينظمه القانون ويشهد عليه الجميع. إننا في عالم يتحكم في مفاصله الاعلام. ***- فآلة الاعلام الغربي عموما تستهدف حضارتنا وثقافتنا ومعتقداتنا وموروثاتنا لتكون الغلبه والهيمنة لمن يديرون هذه الصراعات تحقيقا لاطماعهم القريبة والبعيدة وتسخيرا لمواردنا خدمة لرفاهيتهم ولعل الصراع في دارفور كما يصوره الاعلام الغربي انصع مثال علي هذه الحرب الاعلامية غير المتكافئة ومن هنا ندعو كافة الأجهزة الاعلامية حول العالم الالتزام بما يمليه عليهم ضميرهم المهني لتقديم صوره حقيقة عن ازمة دارفور جذور المشكلة وآفاق الحل والعمل علي دعم الحلول السلمية والحوار.. والتعايش والانسجام بين ابناء دارفور وسيجدون ابواب بلادنا مفتوحة لاستقبالهم وتسهيل مهامهم. الأخوه الكرام. ***- قبل ان اختم كلمتي لابد ان اكرر المطالبة باطلاق سراح مواطننا المصور سامي الحاج المعتقل في غونتنامو لما يقارب الخمس سنوات دون وجه حق في تجن فاضح علي حرية وسلامة الصحفيين وظلم بين وتجاوز وعسف واضح لجميع القوانين الدولية والمحلية ونطالب بالحرية لجميع المعتقلين وسجناء الراي حول العالم. ***- وأدعوا صحافتنا المحلية للتحلي بروح المسئوليه لتلعب دورها الهام في ترسيخ السلام ونشر ثقافته ونبذ العنف والكراهية والعمل معا لبناء المرحلة القادمة علي اساس من الشفافية والديمقراطية لينعم جميع الناس بالامن والسلام والحريه. الشكر والتقدير للمنظمه العالمية للثقافة والعلوم “يونسكو" والتحيه لصحافة بلادنا روادا وقادة.. وكتابا وقراء.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).... ***- انتهي (اعلاه) كلام الرئيس البشير الذي قاله في 3 مايو 2007، وحتي اليوم وبعد ستة اعوام من خطابه مارأينا علي أرض الواقع المعاش قد قامت جهة رسمية ما باحترام تعهدات رئيسهم!!...بل وازدادت سياسات القمع ضد الصحافيين والتبطيش والتشريد. بعض الصحافيين تركوا السودان والجمل بما حمل وفروا للخارج بعد ان فشل اتحاد تيتاوي في انصافهم!! 5- ***- التحية لكل الصحافيين والصحافيات الشرفاء في بلدي المنكوب سياسيآ...واقتصاديآ...واعلاميآ. [email protected]