نظم المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) ندوة بعنوان " النشر الضار وإشانة السمعة – رؤية قانونية" ظهر اليوم تحدث فيها كل من د. عبدالرحمن إبراهيم الخليفة المحامي ود. محي الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحفيين وعقب عليها د. هاشم الجاز الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات ومولانا أحمد عبدالطيف وكيل نيابة الصحافة المطبوعات والأستاذ محجوب عروة رئيس تحرير صحيفة السوداني. ابتدر الحديث المهندس/عبدالرحمن إبراهيم مدير المركز السوداني للخدمات الصحفية مرحباً بالحضور الكريم مقدماً المتحدث الأول د. عبدالرحمن إبراهيم المحامي الذي قال إن حرية الصحافة لا يختلف عليها اثنان من حيث المبدأ وهي حرية دوماً ممنوحة بموجب الدساتير في كل العالم ولكنها أيضاً مقيدة بقوانين حتى في الدول المتقدمة مثل أمريكا وبريطانيا. (مبيناً أن المادة (39) في دستور حكومة السودان كفلة لكل مواطن حرية الرأي والتعبير والصحافة والنشر دون المساس بالسلام والأمن والأخلاق. وتكفل الدولة لكل مواطن حق التعبير وفقا ما نص عليه الدستور. وأن تلتزم كافة وسائل الإعلام بعدم إثارة الكراهية والنعرات القبلية). وأكد الخليفة أن قانون الصحافة والمطبوعات المتعلق بنشر الأخبار الكاذبة والضارة وإشانة السمعة في أي صحيفة أو صحفي يجب أن يراعي الجوانب الأخلاقية والمهنية وإذا نشر خبر أو رأي قاصداً بذلك إحداث ذعر أو خوف أو إخلال بالأمن العام يعاقب بستة أشهر سجن أو الغرامة أو الاثنين معاً. وأشار الخليفة أن المادة (59) (إشانة السمعة) فمن واجبات الصحفي والصحيفة تحري الدقة والتوثيق والتثبت مما ينشر فالمادة (29/1أ) من دستور السودان تنص على الصدق والأمانة في تقصي الحقائق والأخبار. فيجب على الصحف والصحفيين عدم الجنح للإثارة أو المبالغة في الأشياء وتسأل المتحدث حيال من يطرح هذه الأيام من قضايا فيها إثارة واضحة بخلاف لما هو على أرض الواقع. وفي إطار المقومات الأساسية للمجتمع والمحافظة عليه أشار إلى وجوب أن يحمى المجتمع من الصحافة حتى لا ينتهك عرضه أو دينه أو يحدث إخلال بالأمن العام وسلامة المواطنين وأي صحفي أو صحيفة إذا أخلت بهذه الشروط يجب أن عليها أن تتحمل نتيجة ذلك قانونياً. وفي ختام حديثه دعا الخليفة إلى سلوك حقيقي حريص ملتزم ومحايد حتى تؤدي الصحافة واجبها الكامل تجاه المجتمع. وقال نقيب الصحفيين الدكتور محي الدين تيتاوي الحريات الصحفية في كافة دساتير العالم موجودة ولكنها مقيدة بقوانين حسب طبيعة الدول وفي السودان تمت عملية تنظيم الصحف في عام 1930م وعملت الصحافة في ظل الاستعمار البريطاني واستطاعت أن تبلور رأي عام كان له أثره الواضح في تلك الحقبة وثمن دور المجلس القومي للصحافة المطبوعات الحالي الذي يقوم على تنظيم مهنة الصحافة وأشار تيتاوي إلى أنه يجب أن تعدل القوانين الحالية الخاصة بالصحافة واتفق مع عبدالرحمن إبراهيم في كل ما ذكره. ومن جانبه دعا الأستاذ محجوب عروة إلى إصلاح كافة الأحزاب والمؤسسات والصحافة والتي هي جزء من المجتمع قائلاً إن الصحافة هي حق وواجب. ومجمل حديثه عن المادة (39) لقانون الصحافة والمطبوعات قال يجب أن تعدل والتي تعتبر أن رئيس التحرير فاعل أصيل في كل ما ينشر بالصحيفة معتبرها نوع من التحكم والتقييد. وأبان عروة أن انتقاد أداء الجهاز التشريعي والتنفيذي في الدولة ليس سبة بل هو في سياق مناصحة لا أكثر الذي يصب في خانة المصلحة العامة وهي ليست إشانة سمعة مشيداً بنيابة الصحافة وقال إن الصحافة هي السلطة الرابعة وهي تحدث توازن في المجتمع. وأشار د. هاشم الجاز الأمين العام للصحافة والمطبوعات إلى أن واحدة من إشكاليات العمل الصحفي هو ضعف الثقافة القانونية للصحف والصحفيين داعياَ إلى إحداث طفرة مهنية في المؤسسات الصحفية حتى يحدث التطور المنشود الذي ينعكس بدوره على المجتمع وتساءل هل واجب الصحافة هو إظهار الوجه السالب للأشياء دون سواها (الايجابية). وقال الجاز إن ظهور أجسام لتنظيم مهنة الصحافة في العالم أمر قديم وخاصة في المجتمعات الغربية في عام 1948م . وذكر الجاز إنه يجب تحديد العلاقة مابين الأجهزة الإعلامية والأجهزة الحكومية مبيناً أنه يجب الالتزام بالنشر وقوانينه وقال يجب على المؤسسات الصحفية تحري الدقة اللازمة والتحرير والتمييز بين الرأي والخبر وعدم انتهاك خصوصية البشر. وأكد أن رئيس التحرير هو المسؤول المباشر في كل ما ينشر بالصحف. وقال مولانا أحمد عبدالطيف وكيل نيابة الصحافة المطبوعات إن الصحف يجب أن تتقيد باللوائح والقوانين حتى لا تقع تحت طائلته. وعاب عليها عدم التمييز بين النقد البناءة الهادف والنقد الهدام. مبيناً أنه يجب مراعاة الدقة والأمانة والنزاهة حتى لا تقع الصحف في خطأ مهني يضعها تحت طائلة القانون. النقاش: الطيب داؤود من صحفية المراقب دعا الصحف إلى ممارسة دورها في الرقابة على الجهاز التنفيذي والتشريعي. منى أبو العزائم رئيس تحرير صحيفة الحياة والناس دعت إلى تعديل القوانين والتشريعات المتعلقة بقانون الصحافة والمطبوعات. عادل سيد أحمد نائب رئيس صحيفة الوطن دعا إلى حوار بناء لثلاثة أطراف وهي الصحافة والمجلس والأمن الذي حمد له مواقفه الأخيرة تجاه بعض الصحف. عبدالرحمن إبراهيم مجلس الصحافة والمطبوعات أكد ضعف المهنية الصحفية داعياً إلى تجويد الأداء الصحفي. محمد حامد جمعة المركز السوداني للخدمات الصحفية دعا المؤسسات إلى ضبط خطابها وتمليك الصحف المعلومات كافة. إدريس أحمد إدريس وزارة الإعلام والاتصالات دعا إلى حوار شامل بين الصحافة والحكومة وإلى تأهيل الصحفيين مهنياً ميرغني يونس اتحاد الصحفيين السودانيين أمن على الحوار الشامل البناء ودعا إلى البعد عن الأجندة والمزايدات السياسية في العمل الصحفي. علي الزغبي صحيفة قوون نادى بضرورة تأهيل وتدريب الصحفيين والإكثار من مثل هذه الندوات. محمد الأكرم عبيد تلفزيون السودان دعا المؤسسات الصحفية والصحفيين إلى تقصي الحقائق والمعلومات من مصادرها. التعقيب: قدم د. عبدالرحمن إبراهيم الخليفة شكره للمركز السوداني للخدمات الصحفية لإقامة هذه الندوة. وأمن تيتاوي على تحمل رؤساء تحرير الصحف مسئوليتهم على كل ما ينشر بالصحفية.
