من القصص الشعبية المشهورة التي يتداولها الكبار والصغار تلك القصة التي تحكي لنا عن نتيجة المسابقة التي فازت بها السلحفاة علي الارنب والذي خسر المباراة وخرج مهزوما من المنافسة لإستخفافه وسخريته من بطء السلحفاة والتي دخلت المنافسة بروح قوية وخطي ثابتة وظلت مستمرة في طريقها أما الارنب والذي إغتر بسرعته ظل يهرول تارة وتارة ينوم وهو علي ثقة بأن السلحفاة لن تدركه وفي أحد المرات راحت به نومة غيبته عن عالم المنافة ليستيقظ بعدها ويجد أن كل شئ قد إنتهي وحسمت النتيجة لصالح السلحفاة التي إستخف بها كثيرا ولم يأبه لها. هذه القصة تصور لنا واقع الانقاذ التي تلعب دور الارنب بجدارة والقوي الوطنية الاخري التي تسير بخطي السلحفاة ولكنها حتما ستصل بشرط أن لا تنتظر نومة لأرب الانقاذ لانه مغرور ولا يأبه بها والانقاذ التي إعتقدت أنه بمقدورها حكم السودان وحل كل إشكالياته وقضاياه في التنمية المتوازنة والتعليم والصحة والحرب والسلام والعلاقات الخارجية لأنها الاكثر إستعدادا من حيث قوة التنظيم وفاعليته وقوميته .أثبتت سنون حكومها انها واهمة فيما أعتقدت وان الطائقية كان أكثر حكمة وتوازن منها . لكن الانقاذ لم تدرك ذلك حتي الان فهي سادرة في غيها ومتوشحة بثوب التعنت والتزمت واحتقار الاخرين والاستخفاف بمقدرتهم للعودة إلي أجواء المبارة من جديد والايقاع بها في فخ الهزيمة . ولو وقفت مع نفسها لادركت أنها خسرت الكثير من مقومات القوة والبقاء فقد إنقسم الاسلاميون مفكروها وعرابوها إلي عدة مجموعات وأخرين هجروها للكفاع المسلح اتهاما لها انها تكرس للعنصرية وتمكين عرقيات معينة من الثروة والسلطة وقد أصدرت هذه المجموعة كتاب(إختلال ميزان الثروة والسلطة في السودان) ما يعرف بالكتاب الاسود والذي صادرته الجهات الامنية ومنعت تداوله إلا ان هذا لم يغيير من الامر شيئا وخرجت هذه المجموعة وكونت حركة العدل والمساواة وشق أخر ظلّ صامتا ولكنه فاقد الثقة فيها بل منه من يعمل مع اخرين علي تغيير النظام أما القوي الوطنية الاخري والتي تصفها الحكومة بالضعف الفكري والسياسي وافتقارها للكوادر المدربة فقد قسمت العمل فيما بينها ما بين معارض معارضة مدنية وما بين معارض معارضة عسكرية وما بين معارض لكنه مشارك في الحكم مثل الحركات الموقعة علي اتفاقيات السلام في أبوجا والدوحة وغيرها. وبعد فشل الانقاذ في أن يبقي السودان موحدا وإستئثارها بالحكم منفردة وإقصاء الاخرين وعدم تنفيذ وعودها بزيادة مساحة الحريات العامة ثم هضمها لحقوق المناطق الثلاثة فيما يعرف بالجنوب الجديد وصدامها مع قطاع الشمال الزراع السياسي الأكثر تأثيرا علي مستقبل البلاد الديمقراطي لأنه دخل شريكا في الحكم بنيقاشا بأسم الغلابة والمسحوقين والمهمشين ومازال يدافع عن هذه القضايا بصورة جادة وجازمة. هذا الامر دعي لتكوين الجبهة الثورية والتي تمازج بين العمل العسكري والسياسي وتنتهج إسلوب إرهاق الدولة بحروب الاطراف وتحريك الشارع السوداني الذي يرقب الاوضاع في البلاد عن كثب ويبحث عن سبيل للخلاص من حقبة حكم هي الأسوأ في تاريخ البلاد منذ أن فارقها المستعمر. والان الاوضاع العسكرية التي لا تستطيع الحكومة كشف حقيقتها للمواطن تبشر بقرب ذوال الانقاذ حتي وإن لم يكن بآلة الثورية المسلحة فسيكون بوطنيين أخرين حركتهم الغيرة علي تراب الوطن ولا يريدون للجيش الوطني ان ينكسر بعد عجزه دخول ابوكرشولا والمقاومة العنيدة التي وجدها من مقاتلي الجبهة الثورية . رقم هذه الحقائق وتخلي الكثيرين عن الانقاذ ومشروعها الذي اسهم إسهاما فاعلا في تدمير الوطن وشرزمته وعزله إقليميا ودوليا مازال عرابوها يتحدون في القوي الوطنية ويستخفون بها ولعمري هذه النومة الاخيرة التي ستجعل سلحفاة الثورية تفوز برهان السيطرة علي مقاليد الامور في البلاد وتشيع نظام المشير لمثواه الاخير batran2007@hot[email protected]