ردا" علي الكاتب عمر عبدالرحمن عبدالله البشاري: في مقاله (عفوا" الرفيق عرمان محمود عبدالعزيز حالة وجود إبداعي عصية علي الإحتواء ليس دفاعا" عن عرمان ولكن: المقال (عفوا" الرفيق عرمان: محمود عبدالعزيز حالة وجود إبداعي عصية علي الإحتواء) هو نسخة غير محسنة من مقال للدكتور عبدالله علي إبراهيم نشر في صحيفة الراكوبة لذات الغرض وهو الإستثمار في موت الراحل المقيم (محمود عبدالعزيز) من قبل السياسيين في بلادي, نسخة الدكتور عبدالله المحسنة كانت محاولة تفسيرية لظاهرة (الحواتة) وهم المهوسين بمحمود الفنان المبدع وكارزميته كدليل حالة تمرد علي الواقع لجيل كامل. بدوري قرأت مقال (الكماندور) ياسر عرمان ولم أجد فيه أي وجه من وجوه الإنتهازية السياسية ومحاولة التسلق علي ظهر الحواتة وصولا" للهدف السياسي. جاء مقال (كومرد) ياسر في بعدين/الأول علافاته الشخصية بمحمود في حياته إبان عودة قرنق الخرطوم و بعدها بقليل. البعد الثاني وفيه نفي علاقة محمود المباشرة بالنشاط السياسي وأثني علي روحه الشفافة وعذابها الإبدي. بيد أن علاقة المبدع بالسياسة دائما" ما تكون شائكة ومعقدة وعلي وجه الدقة علاقة الفنان بالسلطة التي تحكم. وجرت العادة أن توصف علاقة المبدع إذا كانت علي شاكلة علاقة (أيوعركي, القدال,مصطفي سيد أحمد, بركة ساكن) علي سبيل المثال بوصف هؤلاء بالمبدعون الملتزمون.ذلك لأن المبدع الملتزم هو الذي يؤمن بالحرية المطلقة للإنسان وموقف السلطة منها. ومن باب علاقته بحزبه أجتهد عرمان في توضيح موقف محمود السياسي وإيمانه بقضية الحرية التي هي السبب الأساسي في صدامه مع النظام عدة مرات. صحيح أن محمود أرتدي كاكي الجيش أو الدفاع الشعبي إبان معارك هجليج وتحريرها الوهمي, وكذلك إبتعث جهاز الأمن طائرة خاصة لإعادة جثمان الفقيد/ففي الحالة الأولي نجد أنفسنا غير قادرين علي التفسير, فهناك من ذهب إلي تفسير الخطوة علي إنها تمت تحت ضغوطات ولكن المبدع الملتزم لا يهاب التهديد. في حين تمثل الحالة الثانية بقمة الإنتهازية السياسية وهي حالة (جهاز الأمن). أنا من جيل ربما أماثل الحواتة عمريا" بفرضية أن نجم محمود بزغ في ملطع التسعينات ففي ذات الوقت الذي لمع فيه نجم الراحل كان يتسيد الساحة فنانون لهم مشاريعهم إبداعية متمردة علي الفن السائد وقتها وبرزت في تلك الأونة ، قصائد مايسمي بشعر الحساسية الجديدة(حمبد, القدال,النخلي,محجوب شريف) ومن جيل الشباب/عاطف خيري,الصادق الرضي,خطاب. ورهاننا وقتها كان علي مشروع مصطفي الإبداعي وكان المنافس له في تلك الفترة التجربة الفريد لمجموعة عقد الجلاد وكان وقتها لدينا ملاحظات علي تجربة محمود عبد العزيز في جانب المقلد من الأغاني تحديدا" والقصائد المغنية, زمن أغنبة الحقيبة (العجب حبيبي). إقتباس: فلقد تسلط المشروع والعمل السياسي علي مكامن الإبداع في التكوين الشخصي للرفيق عرمان فالإبداع لا يطيق القوالب الأيدولوجية ولا يخضع لقيود السياسة وحساباتها المنطقية والواقعية ،وما أجتمع تناقض الإطلاق للفكر والخيال وقيد العمل للواقع والمآل تحت الظلال الوارفة للحب والخير والجمال إلا لنفر قليل من أصحاب الرسالات الذين مثلوا نقاط تحول جوهرية في حياة شعوبهم والإنسانية جمعاء ومنهم الرسول محمد (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) وفي أمره من الغيب ما يحتاج إلي التسليم والإيمان ومنهم في عصرنا المهاتما غاندي وفي بلادي منهم الشهيد محمود محمد طه لو لم تطاله يد الجلاد البليد ومنهم الراحل جون قرنق لو لم تقطفه يد المنون. تعليق: ومن قال ذلك؟ أي حالة ثورية ورائها إبداع, الثورات ينظر لها المبدعون وهم من يحرضون عليها بفضحهم لمكامن القبح في حياتنا الساسية والإجتماعية, أغنيات أكتوبر الثورة كتبها مبدع يسمي (هاشم صديق), وغناها مبدع أخر هو (ابو اللمين). والثورة كأبهي ما تكون حضور والتحريض عليها تجدها في قصائد القدال, محجوب شريف, أزهري محمد علي والحميد. لا علاقة فصام بين المبدع والسياسة, فهي إما علاقة واضحة كالتي بين محجوب شريف والحزب الشيوعي أو غير مباشرة والأمثلة غلي قفا من يشيل. ياسر عرمان هو سليل فكرة السودان الجديد, التي نظر لها الراحل قرنق, وهو لازال متمسكا" بها, وجبد إنه ليس مثقف بلاط سلطان ولا سياسي إنتهازي. ياسر مثقف مستنير مستوعبا" للمشكل السوداني من منظومته الفكرية. تجدر الإشارة إلي مع إتفاقنا مع صوت محمود المبدع, لكنه لا يمثل حالة حداثة وتجديد في مجال الغناء السوداني, ولكنه شكل ظاهره صعبة علي الإستيعاب من ناحية جماهريته المذهلة وهذا إجتهد في تفسيره كل من ياسر عرمان, البشاري, د/عبدالله علي إبراهيم محي الدين عبدالرحمن البشاري [email protected]