الدخان طبعا يدل على وجود النار وان كانت وميضا تحت الرماد..مثلما البعرة تقود الى البعير ولو سدر بعيدا في مرعاه ! كنا قبل أسابيع قليلة قد عقّبنا على تصريح للدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي قال فيه لصحيفة قطرية ، ان حزب الأمة هو الأقرب لتولي الحكم بعدنا وقد يكون المؤتمر الوطني في المعارضة ! اليوم التسريبات تترى من خلف حائط الحزب ، بين من يمسك العصا من منتصفها مثل الدكتورة مريم التي نفت ولكنّها في ذات الوقت ربطت مشاركتها في السلطة بتكليف الحزب لها ! وبين من يرفض من كوادر الصفوف الخلفية ! و لا أحد يدري ماذا يدور في كواليس القصر بين ابن الامام الذي صار ملكيا أكثر من أهل الجلد والرأس وبين ، جماعة الحكم الذي بات في بحرهم المتضارب الأمواج أمام عواصف مصائب الحكم من كل اتجاه مثل جنازة متعفنة كل فريق منهم يدفع بها في اتجاه دوامة الآخر .. ولابد من منقذ لهم أو من يشدها معهم ولو تفسخت عند الشاطي ! مولانا الميرغني أثبت أنه ليس سياسيا يستفاد منه في ايجاد المخارج لهم ، ولا ابنه يمكن أن يسد ثقبا في مركبهم الغارق ! من يتحدث كثيرا هو الامام فلماذا لا يستغلون لهف جلده الذي تشقق عطشا للسلطة في أطول فترة وقد جلس يبكي حليبه المكسوب عند ضفة ميعادها الذي تأخر كثيرا، وهو الأقرب لقبول التحدي بجذب الجنازة ، فيما يتأفف الكثيرون حتى من أهل الحكم هربا منها ولو من قبيل اخراجها عملا بفضيلة ، اكرام الميت دفنه ! فقط الامام الصادق يريدها مستورة بخرقة كفن ديمقراطية ولو بالية وخيطت على عجل ، بعد حكومة قومية تفضي الى انتخابات مثل دفن الليل يطبخها المؤتمر الوطني على طنجرة مزاجه ، ليحرز الامام المركز الأول فيها والمؤتمر الوطني يكون ثاني الأول والطيش في ذات الوقت ! ومن ثم يقولون للصادق ، سرقنا البقرة ، ليلا من حظيرتك واعدناها لك برأسمالها نهارا ! ثم يذهبوا في استراحة الحرامي الذي يفكر في طريقة لسرقة بقرة ثانية ولكن بطريقة أخرى، بعد أن يكتشف الامام وابنه و حزبه أنهم أعادوا لهم بقرتهم الأولى وقد جفّ ضرعها وانقطع عطاء رحمها ، ولن تكون الا ورطة لمن يربيها ، وخلاصا لمن تبرأ منها .. بعد كل شواهد الاخفاقات والهزائم والانقسامات ، والركض ناحية بوابات الهرب التي ضاقت واستحكمت حلقاتها بأهل الانقاذ والاسلاميين على اختلاف مشاربهم! و لكّن يبقى السؤال الذي هو مذّلة لغير رب العالمين...! و متى يحين الفرج لهذا الشعب الذي صار ملطشة بين حكم فاشل ومعارضة قد تشتري منه ذلك الفشل ! انه المستعان .. وهو من وراء القصد .. محمد عبد الله برقاوي.. [email protected]