يلتقي هنا في العاصمة الأردنية عمان، أكثر من مائتين من الإعلاميين والناشطين الحقوقيين والسياسيين من مختلف الدول العربية وبعض المؤسسات الدولية، في إطار الملتقى الثاني للمدافعين عن حرية الإعلام بالعالم العربي، والذي تم افتتاحه صباح أمس بحضور كبير وتغطبة إعلامية واسعة. وسيستمر الملتقى ليومين، يعقبه المؤتمر السنوي للمعهد الدولي للصحافة، والذي سينضم له مشاركون من مختلف دول العالم. وسعدت بالمشاركين من السودان الزميل عثمان ميرغني رئيس تحرير التيار، المسلمي الكباشي مدير مكتب الجزيرة، الناشط الحقوقي عبد القادر محمد عبد القادر، ومن قناة الجزيرة في قطر جاء فوزي بشرى وسامي الحاج. سألتني بالأمس الزميلة الإعلامية رفيدة ياسين، عندما علمت بغرض وجودي في عمان: " وأين هي حرية الإعلام في العالم العربي؟" فأجبتها: لو كانت الحرية مؤمنة في منطقتنا لما احتجنا إلى هذا الملتقى، وربما إلى أي نشاط مشابه". هو ملتقى يبحث عن ما ينقصنا، ما نحتاجه، وما نعانيه ونعايشه من إشكاليات تواجه حرية الإعلام في هذه المنطقة، والتي اضاف لها الربيع العربي تحديات جديدة. كانت الجلسة الافتتاحية غير عادية، فبعد كلمتي الافتتاح الرسميتين، صعد للمنصة عدد من الفنانين والفنانات من دول عربية عديدة، وقدموا تحية خاصة للإعلام والإعلاميين، وعبروا بكمات بسيطة ومعبرة، وبالغناء، عن تقديرهم لمايقوم به الإعلاميون وتضامنهم معهم في ما يلاقونهم من قيود ومصاعب. تحدث الفنان والممثل السوري جلال الطويل عن وضع الإعلام والإعلاميين في سوريا بصورة مؤثرة ، وقرات أمل الحمروني من تونس قصيدة للشاعر أحمد مطر ثم غنت لأحمد فؤاد نجم والشيخ إمام ، وهو غناء خرج من مصر وكسر كل الحدود، ودخل كل بيت في العالم العربي منذ وقت طويل، لأنه يلامس القضايا والمشاعر الإنسانية التواقة للحرية والعيش الكريم في كل مكان . وغنت ريم بنا من فلسطين للأسرى والمعتقلين الفلسطينيينن وعممت هديتها للمعتقلين في كل السجون العربية. وكانت عصفورة الحرية حاضرة عبر المغنية الجميلة أميمة الخليل، رفيقة مارسيل خليفة وصاحبة الاغنية الشهيرة "عصفور طل من الشباك". لم تحتاج إلى موسيقى، فقد كانت القاعة كلها تعمل معها ككورس وفرقة موسيقية، وبدت معاني الأغنية متماهية مع حالة الإعلاميين والناشطين الذيم امتلأت بهم القاعة عصفور طل من الشباك قالى يا نونو خبينى عندك خبينى دخلك يا نونو قلتله انت من وين قالى من حدود السما قلتله جاى من وين قالى من بيت الجيران قلتله خايف من مين قالى من القفص هربان قلتله ريشاتك وين قالى فرفتها الزمان نزلت على خده دمعه وجناحاته متكيه واتهدى بالأرض وقال بدى امشى وما فيه ضميته على قلبى وصار يتوجع على جروحاته قبل ما يكسر الحبس كسر صوته وجناحاته قلتله لا تخاف اتطلع شوف الشمس اللي هتطلع اتطلع عالغاب وشاف امواج الحريه بتلمع نعم هي أغنية مكسورة الجناح، لكنها لا تمل من التطلع والأمل والمحاولة للوصول لسماء الحرية، وليس من يماثلها أكثر من الإعلام العربي.