ولماذا لا يُوسعون الجِلد ليسع الدنانير والدراهم وما كنزوه بدل وضعها فوق بعضها البعض كما يفعل حكامنا وعلى النقيض كان خلفاء الإسلام في دولهم لبنة تمامها ومسك ختامها .. السنور الكبير إذا أعطيته قطعة اللحم أكلها وجلس عندك كالصديق الوفي وإذا خطفها هرب كأنه لا يعرفك .. قليلون هم أهل الوفاء لأكاد أقول أنهم بيننا كالشعرات البيضاء فوق جلد الثور الأسود .. متى نتحرر من لبس الإنتماء لتتحرر رؤيتنا للأمور بدل انحصارها بين أبيض وأسود .. كثيراً من شعبنا لا يعلم عن مشاريع تم توقيعها وهي على مسافة مئات الأمتار من بيته .. لماذا هذا التسفيه .. القضية تكمن في فهم المسئول للتنمية وليته يرتقي بفكره وفهمه ليعلم أن التنمية شراكة بين المواطن والمحلية .. البدائل ونوافذها المفتوحة وطريق المصالح وما يقتضيه نجاح المشروع هي أن تُشرك المواطن بتوظيف ابنه أو إعطاءه ألأفضلية في المبيوع أو رفع مشاعر الظلم المحسوس وإلى الأبد .. والظلم في ولاية النيل الأبيض كثير وواقع ولعل أكبر مُسبباته هذه المشاريع التي قامت دون مشورة أصحاب الأرض وما قضية اللعوج إلا خير مثال على الظلم والتعسف من حكومة الولاية في التعامل مع مواطنيها واليوم ورد في الأخبار أن الشرطة قد أطلقت الذخيرة الحية على مواطني قرية أب ليلة بمنطقة حاج النور بولاية النيل الأبيض أول أمس 29 مايو ، فقتلت الشهيد الصادق الطيب النور – 24- عاماً وجرحت (5) آخرين ، فى حادثة جديدة من حوادث انتزاع أراضى المواطنين بالدم.. وكان مواطنون من القرية أخذوا مواشيهم إلى الشرب من مياه الترعة في مشروع سكر النيل الأبيض الذي انتزعت أراضيه من مواطني المنطقة دون ترك (حرم ) للقرى الواقعة قربه ، فمنعتهم قوات الشرطة واحتجزت المواشي وحينما احتجوا فتحت النار عليهم . وبررت الشرطة عنفها المفرط وإطلاقها الذخيرة الحية على المدنيين بأن الأبقار ( أتلفت مساحات من المشروع) ! مؤكدة بأن شرطة المجرم هاشم عثمان تهتم بحراسة (الممتلكات)- وهي ممتلكات منهوبة من المواطنين – أكثر مما تهتم بحماية أرواح البشر ! ما أردت التنويه عليه لابد أن تكون المسافة بين المسئول والمواطن آمنة فلا يرضى متشقق القدمين بضحك ناعمها عليه كأن يأخذ أرضه ويعطيه السراب .. لا بد أن تكون هنالك مصالح مشتركة لا يُظلم فيها أحد وهنا تكون المنطقة بين الطرفين آمنة وخصبة وتسودها الثقة .. المعتمد أو الوزير أو الوالي يظهر ليختفي ويختفي ليظهر حسب المصلحة والضرورة وهذا ما يجعله بعيداً عن شعبه بخيلاً انتهازياً في نظرهم يرفض المشاريع بحجة أنها مفروضة عليه ولا نفع من وراءها .. وبهذه الطريقة لن يصل المسؤول إلى ما يخطط له والنهاية مشاريع مُحطمة وأماني مُتحطمة ولن ينصلح الحال إلا إذا غيّر المسؤول نظرته وحين يصل لقناعة خالصة أن المشاريع ليست ( مِنة ) بل حق أصيل للمواطن فعندها لن يحتاجوا لحمل الهراوات ولا إلى الإستقطابات ولا إلى التهديدات ,, فالوطن للجميع والتنمية هي العدالة عينها ,,, مشاريع ولاية النيل الأبيض كسراب بقيعة يحسبه المواطن الظمآن الجوعان ماءً ومأكلاً وكلأ حتى إذا جاءه وجد أبالسة الشرطة عنده فوفوه الحساب قتلاً لا سامحهم الله هم والمسئول عنهم الوالي الشنبلي الذي لا يُعرف ولا يعرف في ولاية استأسد عليها أهل العمائر والقصور الفارهة قدوتهم وسيدهم الذي أشار عليهم بالدرب أو يرجعوا كفاراً .. سيد كافوري وعمدتها .. أعوذ بالله أبو أروى - الرياض موسى محمد الخوجلي [email protected]