تشعبت قضايا السودان وتشابكت وأرتبكت القوي الساسية وإحتارت في الكيفية التي تسقط بها هذا النظام الشمالي المتهالك الذي كلما يصبح صباح يسجل سالبة جديدة في حق الوطن. إختلفوا فيما بين منادون بمساندة الخيار العسكري والوقوف صفا الي إلي جانب الجبهة الثورية وما بين منادون إلي ثورة سلمية تقطع الطريق علي حاملي السلاح وتحدث التغيير المنشود خصوصا وأن الجماهير بلغت الدرجة القصوي من الغليان وأضحت جاهزة للانفجار في وجه الظلم والفساد وقد وضعت هذه القوى برنامج ال100يوم لاسقاط حكومة المؤتمر الوطني ومجموعة الانتهازيين الذين اعتادوا الأكل في كل الموائد . برنامج ال100يوم بررته المعارضة بأنها تريد تجنيب البلاد من المشهد السوري حيث حرب لا اول ولا اخر لها و لا تبقي ولا تزر تقضي علي الأخضر واليابس وأستخفت الحكومة بالأمر كالعادة وقالت إننا ظللنا نسمع بهذا منذ مجئ الانقاذ ولم يحدث شيئا أي انها تسمع ضجيجا ولا تري طحينا وفي هذا صدقت فإن المعارضة متفككة مترهلة مختلفة المواقف متزبزبة في الرأي ولم تعد مواقفها كافية لتحريك الشارع فلابد لها من تحريك قواعدها وإنزالها للشارع بلافتاتها وشعاراتها أي علي كل حزب موقع علي برنامج ال100يوم طباعة ملصقاته وإخراج 1000من عضويته إلي الشارع تحمل شعاراتها وأكفانها علي يدها مهرا للحرية وتجديدا لثقة المواطن فيها اما ان تجتمع نخبة وتتحدث بإسم الجماهير دون افعالا حقيقة في الشارع فإنها تساهم في تثبيت النظام من حيث ارادت اسقاطه وتجعل الخيار العسكري هو الاوحد وحينها سيلتحق الشباب والباحثون عن الحرية والفاقدون للقمة العيش والمحبطون من خطاب الحكومة الاستفزازي وعنترياتها بالجبهة الثورية او ينتظمون في مجموعات مقاومة جديدة للصلف الوعنترية التي تواجههم بها عصابة الانقاذ. إن الجماهير اليوم تتطلع لحكومة مدنية راشدة تهتم بالتنمية وتحفظ مكانة وكرامة السودان الذي اضحي يواجه بالاستخفاف والاحتقار وسط المجتمع الدولي برصيد ناصع في إهدار حقوق الانسان والاتهام بممارسة إبادة جماعية في حرب دارفور واليوم والانسان يعاني من نقص الغذاء والدواء والعطالة كما انه مهدد بأن تصله الحرب الي داخل بيته دون ان يعرف مع من يضع سلاحه مع تيار علماني يحمل سلاحا من أجل تحريره من حكم طاغوتي قاسي وفاشل أم مع جلاده الذي لا يأبه بمعاناته ويخاطبه بإسم الله أم يهرب ليحتمي بقبيلته ام يقف مكتوف اليد ينتظر ليلقي حتفه المجهول. إن الانقاذ مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضي من أن تنحاز للشعب وتجنبه الحرب بالحوار الجاد والجرئ فمثلا أن تفصل ملف الجبهة الثورية عن ملف الجنوب بمعني أن تتخذ ما تشاء من قرارت تجاه الجنوب لكن ليس من حقها ان توقف الحوار مع الجبهة الثورية طالما ان الحرب لن تحل الامر بل تعقده ويدفع ضريبته الشعب السوداني الذي تآكلت هياكله وأذهبت الحكومة هيبته . وبمناسبة هيبته علي الحكومة إرجاع كل المناطق المحتلة من قبل المصرين الي احضان الوطن وعلي رأسها مثلث حلايب كما عليها إيجاد صيغة تحالفات دولية مع الاقوياء لحماية ظهر الوطن من الاطماع ومن الضياع. وختاما إن الفيصل الحقيقي في صراع الحكومة والمعارضة هو الشعب السوداني فإن أرات المعارضة قيادته وتحريكه لاسقاط النظام عليها ان تكون في الصفوف الامامية فالتنزل قواعدها أولا ثم من بعد ذلك ستجد الجماهير ملتفة حولها ومناصرة لها . اما الحكومة إن أرات ان تبادر فإن مطالب الشعب معروفة تتلخص في خبز وحرية تعليم وصحة نهضة وتنمية .......... ونواصل [email protected]