يقف وراء التخلف في شمال كردفان عدة اسباب , ولعل من اخطرها هو حالة العصبية المتزايدة والتي بدا يزكيها بعض ابناء القبائل التي تعايشت منذ امد بعيد في هذه المنطقة, بخيرها وشرها, علت في الفترات الاخيرة نبره من الاستعلاء والاستقواء ومحاولة الخروج علي سلطة الدولة من هذه القبائل , فكانت المؤتمرات , واستصدار القرارات التي تهمش سلطة الدولة بل الشروع في بعض الافعال المباشرة التي تشعل فتيل الازمه بين بعض مكونات المجتمع الاهلي, ولا اتمني ان تكون هذه الروح من بعض المتنفذين القله من ابناء المنطقة الذين يريدون ان يركبوا موجة الانقاذمن اسوأ برامج طرؤحها, وهي نفس طبيعة البدايات التي اشعلت دار فور ولم تخمد الي الان,. مات علي اثر ذلك مئات الالاف من البشر ونزح الملايين واغتني امراء هذه الحروب ليتطاولوا في البنيان في العاصمة ويهربو واعتبارا لغفلتها في منطقة ام روابة والرهد ونوهمها بالاعتقاد الكامل ان الامن مستتب في شمال كردفان , ولم يكن الامر كذلك --حركت هذه المرة الياتها من لجان امنيه , وامراء للادارة الاهليه ومنهم امراء مختصين بالمشكلة,وطلبت منهم تقارير مستعجله عن الاسباب العامه, والمباشرة والتي ادت الي ان تتحرك وتستنفر جماعات كبيره من بطون الكبابيش واهل الجبال البحريةوحاضرتهم حمرة الوز, درست الولاية التقارير وادركت خطورة الامر وهو يتعلق بان احد بطون الكبابيش كعرب رحل ولحوجتهم الطبيعية للماء رؤوا ان يحفروزا لهم مضخة ماء في منطقة الدويمه التابعة لامارة الجبال البحريه وربما لم يتم الامر بصورة خطوات التعايش التي كانت تسود المنطقه من اتصال بالجهات الاهلية المسؤلة والاتفاق علي صورة يمنح بها الاذن لحفر المضخة في الغالب لان كل الناس يجمعون ان الماء مشكله في هذه المنطقه واي محاوله لايجاده يجب انلا تصد, لكن ربما شعرت سلطة الجبال البحرية ان في الامر تجاوز لهم , فاوقفوا الحفر , ومن الجانب الاخر كان تتفاعل مقررات مؤتمرات الكبابيش الاخيرة والتي اصدرت ان اراضي شمال كردفان من غرب ام درمان وحتي دونكى الختيمايه المتاخم لشرق دار فور هي ملك لقبيلة الكبابيش علي سبيل الحكر , القبائل المتواجده في هذه المنطقة قبائل مستوطنه ليس لها دعوى التملك بل الفائدة وباذن , وهو امر تجاوز كل اطر قوانين الحكم المحلي السائدة , وهو فهم سبق ان احدث مواجهه مع الوالي السابق فيصل حينما راي ان ينشا مدينه سياحيه بواسطة شركات عربيه علي ان يقوموا بعديد من المكاسب التنموية للمنطقه منها الطرق والماء , لكن يبدو ان ايمان فيصل بالموضوع لم يكن كبيرا, وانه ربما وصله نقد لطبيعة الموضوع من جهات اخري, لكن كانت في يده كامل السلطات المخولة التي تجعله يمضي بالمشروع --لكنه لم يكتفي بصرف النظر عن الموضوع بل ربما جعل مع بعض عمدهم ومشايخهم صداقات ترنو لضمانتهم لصفه في مواجهته لفرقائه في دورة الانتخابات القادمة والتي انتهت الي ابعاد فيصل من قبل المركز لا لشي الا ان الرجل بدا يتحرك في اطار لوبيات واتمني انلا يكون فيصل قد بذر بهؤلاء العمد بذرة شر صنعها اهل الانقاذ في كثير من الاحيان من حيث يدرون او لا يدرون , الا وهي القبليات والعصبيات--عموما كانت حكومة شمال كردفان حكيمه هذه المرة, دعت الي مؤتمر للنظام الاهلي , واصدرت قرارات اثبتت بها سلطتها وفرضت هيبتها وارست التوجيهات التي تدعو للتعايش في ظل سلطه حاكمه, بل وطلبت من كل الكيانات انه لا يجوز لغير الدولة ان تدعو لمحتشدات ولا يسمح لاي جهه ممارسة حفر الابار علي ان يتم ذلك بعد اكمال الاجراءات الرسمية ودفع الرسوم --يتم ذلك بواسطة حفارات الدوله-- واوضحت الولاية بكل قوة ان كامل المواقع العامة من معتمد وحتي الوالي , لادارة الشان العام,وبكل شفافيه, و بكل حيده , و طلب من الامراء وزعماء العشائر , والافراد حتي , تقديم اوراقهم لاقنية الحكم الاداري , من اجل تسجيل حيازاتهم , واستلام الكروكيات, علي مستوي الامارات والقبائل . وحقيقةهذه القبائل تواجدت في هذه المناطق في فترات مختلفه منها ما تواجد قبل تواجد الكبابيش في المنطقة,و منذ ارساء النظام الاهلي,وتكليف ود التوم بواسطة الانجليز في الاربعينات من القرن المنصرم , لان يكون ناظرا لعموم قبائل المنطقة ومنح سلطات الادارة الاهلية التي تسهل عمل الانجليز ولاجل ان يتعايش الناس وليس علي سبيل وضع اليد علي كل المنطقة والدليل علي ذلك ان كل قبيله من قبائل المنطقه تمتلك خرط موثقه من المركز في بارا او سودري بحدود مناطقها-- تعايش الناس في هذه المنطقة لحكمه الناظر علي ود التوم وابناءه من بعده ونظار القبائل الاخري لكن المنطقة بعمومياتها اورثت فقرا لضيق الافق والفهم البدوي للحياه الذي يعترض انشاء الدوانكي والسدود ناهيك عن المدارس.ليتطاول هذا الفهم اليوم ليقف في وجه مشاريع الاستثمار ربما التي روجت لها الدولة اخيرا, وهي من شانها ان تطور المنطقة باقامة مشاريع البني التحتيه الضرورية لها. لعل الناس لا يدركون ان الموقف الذي جعل الانجليز يقررون الخروج من السودان ليست دفوعات الحركة الوطنية بقدر ما ان نتيجة التصويت في مجلس نظار الادارة الاهلية ان صوت ثلاثة نظار لصالح بقاء الانجليز والبقية وكانت اغلبيه صوتت لخروجهم لذلك قرر الانجليز الخروج وذلك لسقوط اقوي ادارة من ادارتهم وابعادها الشعبيه --كما ان النظار الذين صوتوا لبقاء الانجليز معروفين. نحن من طبيعة الطرح الذي نتبناه لعرض قضايا اهل الهامش , ليس لنا عداوات او اطار منافسه لاحد ,تتواصل هذه العروض من الولاة الي قمة الدولة وفي سبيل صدقيتنا نري انه من واجبنا ان نقول للمحسن احسنت وللمقصر قصرت --فما زلنا نري ان القصور في خدمات هذه المنطقة شانه ان يجعل استقطابا حادا لابناء هذه المناطق في جماعات التمرد ,خاصة بعدما تهيأت لهم محتشدات لم يرفع لها شعار قبليه ولم يضرب لها نحاس غير نحاس الفاقة والفقر الذي عم المنطقة-- والناس الان ينظرون الي الدولة المبتليه بطبيعة افعالها تحاول ان تطفئ النيران بالحرب تارة والاستنفارات والبصارة كما نري في الشرق ونحن معها كلية في كامل الوسائل التئ يهيئ الامن من نبذ للقبليات في كل شيئ والسعي الي الحوار بصدقيه مع الفرقاء وعدم الاستعلاء عليهم بالفظ من القول والاحتقار البين - بل علي عقلاء النظام ان يستلهموا الفكر الاسلامي الذي ندعيه للحل -- نسأل الله حكمة يدرأ بها الفتن عنا [email protected]