٭ بلغ عدد المتسولين بولاية الخرطوم «2.326» متسولاً، المئات منهم من الاجانب، واعلنت وزيرة التوجية والتنمية الاجتماعية بالخرطوم عن محاكمة وابعاد «246» أجنبياً خلال الفترة الماضية، مشيرة الى معالجة اوضاع المتسولين السودانيين واستيعابهم في مشروعات مختلفة، وقد وجه والي الخرطوم بتخصيص قوة من الشرطة لمكافحة التسول والعمل على ترحيل المتسولين الاجانب الى بلادهم فور القبض عليهم. ٭ يزداد عدد المتسولين بالخرطوم يومياً، ولا اظن ان العدد المذكور اعلاه هو الذي يتجول عند اشارات مرور العاصمة الحضارية وشوارعها الرئيسة والفرعية، فمناطق النزاع هي مناطق طاردة لمواطنيها، الأمر الذي يدفع بهم زرافات ووحدانا الى جوف العاصمة، وبما انه مازالت هنالك مناطق تعاني اثار النزاع وتدمير البنى التحتية وفقدان الاهل والاقارب الذين بدورهم قد دفعهم الفقر والحاجة ليهيموا على وجوههم، لذلك فإن اقرب المحطات اليهم هي الوجهة الاولى، وغالبا ما تكون العاصمة الخرطوم، وفيها تبدأ الحياة من جديد حياة لا تشبه الاستقرار، بل ترحال دائم وراء لقمة العيش ربما يجدها عند اشارة المرور او في وسط السوق. ٭ ذكرت الوزارة أن بعضاً من هؤلاء المتسولين من دول مجاورة جاءوا الى العاصمة الحضارية يستجدون الناس ويجمعون ملاليم في وطن ليسوا باهله، واذا سلمنا بأنهم وافدون من دول الجوار يأتي السؤال كيف دخل هؤلاء السودان؟ اجابة السؤال صعبة للغاية لأنها تفضح الرقابة الحدودية التي لم تكن بالقدر الوافي الضافي مما سمح بوجود ثغرات متعددة دلف من خلالها هؤلاء النفر الذين يتجولون الآن ويتسولون، وهذه قضية تحتاج إلى ترتيب واعادة منهج وخطة الرقابة وتشديدها على الحدود، رغم ان هنالك اختراقاً واضحاً لسيارات تأتي بهم عبر منافذ بعينها أثرى ملاكها وسائقوها ومعاونوهم من النشاط المتداول في هذا الخصوص وفق ما تحمله الاخبار من حين لآخر، لذلك تأتي قضية التسول برؤوس متعددة يعلوها شوك يطعن في كثير من الاتجاهات. ٭ معالجة قضية التسول لن تتم عبر إرجاع الأجانب الى ديارهم الذين لم يشكلوا غير مائة واكثر، اذ ان الواقع يؤكد أن آلاف السودانيين يتجولون ويتسولون ويجمعون لقمة العيش من هذا الشارع او ذاك الزقاق، لذلك فإن ذكر تعداد المتسولين مقروناً بوجود أجانب في ذات الخدمة لا يجعل الانظار تلتفت ناحية الاجنبي المتسول لترتاح من وجوده صباحاً اذا تم القاء القبض عليه وترحيله، اذ مازال في الشوارع من هم «الأكثرية» الذين ينتمون للوطن.. الفقر يحملون وصفات العلاج ولساناً يحكي مآل الحال.. والوزارة تعلم ذلك وتعرف وتشاهد، وقطعاً ان بعضهم لا يرغب في مشروعات لا تدر مالاً ولا تكفي حاجة اليوم الواحد الذي يستطيع جمع ماله من التسول «اذا صادفه فاعل خير واغرقه بما هو اكثر من المطلوب» وهنا تكون مشروعات الوزارة فاشلة بكل المقاييس. ٭ همسة: تحتاج راحلتي لزاد من هواك.. يمنحها الحياة.. يأخذها لمرافئ الدفء.. حيث لا أحد.. سواك [email protected]