حالة من الوهن وعدم الاستقرار ناتجة من عدم الوصول الى ثوابت مشتركة بين مكونات المشهد السياسى منذ بواكير الاستقلال حتى بين طرفى المنظومة الحزبية الواحدة التى فت الخصام بين كل فصائلها ادت الى ضياع زمن طويل من تاريخ امتنا فى المماحكات السياسية الفارغة التى اورثت الوطن الضياع والانفصال والضعف والبقاء فى محطة واحده لما يتجاوز الخمسة عقود من الزمان . فالنرجسية السياسية لدى رموزنا الحزبية تعتبر من اهم اسباب القعود بالبلاد من الانطلاق الى الامام , فالمتامل لتاريخ السودان الحديث يجد ان الصراع على السلطة والانغلاق فى هذة الدائرة الجهنمية ما هو الا لتغليب المصلحة الذاتية على مصلحة الوطن والمواطن الذى فقد روح الانتماء والاهتمام بالشان العام فوصل لمرحلة الامبالاه فتساوت عنده كل المعطيات الجاريه امامه سلبية كانت ام ايجابية لطول امد الازمة السياسية واستعصاءها على الحل واختفاء الموشرات للوصول الى غد مفرح للمواطن البسيط . فخيارات المعارضة المنقسمة على نفسها بين مئة يوم وبين الاعتصام بالميادين على الرغم من ان كل الطرق تودى الوصول الى روما توضح مدى الماساه والملهاه التى نستظل بظلالها لتكون منجاة للوطن لكيانات لم توحدها الشدائد والمحن فهل ستجمعها الغنائم والسلطة . فما لم نخرج من سيطرة جيل الستينات حكومة ومعارضة فسنظل فى الدائرة المفرغة لنشهد مزيدا من مشاهد العبث السياسى على المسرح السودانى الملى بالتناقضات والعبث الا مسوول لما يجرى من مخاطر مفزعة تهدد وتضرب فى صميم وحدة وبقاء الدولة السودانية , فهل عقمت حواء السودانية ان تجود برموز وقادة تخرجنا من حالة الياس والاحباط وتعيد لنا الامل فى غد افضل . ففى ظل انهيار كل التصورات والاشكال السياسية التى قدمها النظام الحاكم واقتناع الكثير من وضعوا يدهم مع النظام بان التغيير واجب وطنى يستلزم اخراج الوطن من حالة الموت الاكلينيكى (السريرى) التى تعتريه الان وتدعوا الجميع للتوحد لهبوط امن يقى البلاد شر الخطر المحدق به يتطلب تكاتف الايادى من اجل وطن معافى . فاليصحو زعيم الامة من جدال المئة يوم والاعتصام تحت ظلال شجرة الموتمر الوطنى المتساقطة الاوراق يوما بعد الاخر فضابية المواقف وسلبيتها ما عادت تجدى لوطن مسخن بالجراح والضياع . [email protected]