مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لنجعل من 30 يونيو يوما للتخلص من الاسلام السياسى.
نشر في الراكوبة يوم 29 - 06 - 2013

صدق شهيد الحريه والديمقراطيه المفكر الأنسان الزاهد التقى الورع الذى عاش الدين الحقيقى فى اللحم والدم (محمود محمد طه) حينما قال ان التاريخ يعيد نفسه، لكن ليس بنفس الصوره.
فتاريخ 30 يونيو 1989 الذى كان كارثيا على شعب السودان والذى أغتصبت فيه جماعة الأخوان المسلمين السلطه وأنقلبوا على الشرعية والديمقراطيه تحت مسمى (ثورة) الأنقاذ الوطنى، يوافق ذلك التأريخ ذاته اليوم الذى تنوى فيه الجماهير المصريه قاطبة ومن خلال التوقيعات التى جمعها شباب حركة (تمرد) ووصلت الى أكثر من 20 مليون توقيع لسحب الثقه من رئيس ينتمى الى جماعة الأخوان المسلمين أو تيار (الأسلام السياسى) بصوره عامه، ومن الصدف المدهشه أن يكون اكبر تنظيم أو جبهة سياسيه تقود ذلك العمل ضد (الرئيس) وجماعته الى جانب حركة تمرد هى جبهة مصريه سمت نفسها (بجبهة الأنقاذ الوطنى).
وصحيح ان جماعة (الأخوان المسلمين) فى مصر ومرشدها هو مرشد (التنظيم العالمى) قد وصلت للسلطه عن طريق انتخابات ديمقراطيه دعمتهم فيها القوى المدنيه والليبراليه، لكنهم سرعان ما تنكروا لتلك القوى ونكثوا بعهدهم ووعدهم معها وأنقلبوا على الديمقراطيه، بتقويض القضاء وأهانته ومحاصرة المحكمه الدستوريه لمنعها من اداء عملها بأختلاق وادعاء مؤامرات من جانب القضاء والأعلام لهدم مؤسسات الدوله، لم تثبت منها مؤامرة واحده رغم ذلك واصل الرئيس (الأخوانى) التحدث عن تلك المؤامرات فى جميع خطاباته، والحقيقه التى لا يعلمها اصحاب النوايا الحسنه ضيق جماعة (الأخوان المسلمين) من الديمقراطيه التى وصلوا عن طريقها للحكم لأنها تتعارض مع تربيتهم وثقافتهم ومنهجهم القائم على (الشورى) والتى تعنى ديمقراطيه (محدوده) ولها (سقف) كما ذكر أحد قيادات التيارات الأسلاميه .. والديمقراطيه تتعارض مع مبدأ (السمع والطاعه) الذى يلتزمه (الأخوان المسلمين) الذى يحعلهم أقرب (للعسكر) والذى يجعل مرشدهم هو الحاكم الفعلى (للدوله) والى جانبه مجلس (شوراهم) لا الرئيس ومستشاريه ولذلك سرعان ما يضيقون بالمعارضين والمختلفين معهم لأنهم يريدونهم (تابعين) وموالين وهذا ما فعله الدكتور/ حسن الترابى حينما كان (مرشدا) للأخوان المسلمين فى السودان ومشاركا فى الحكم قبل (المفاصله) والأختلاف الذى شق التنظيم الى جزئين، حيث أعلن وقتها عن (نهج) سياسى يضمن استمرارية النظام (الأخوانى) الحاكم لأطول مدة دون (ازعاج)، سماه بأحزاب (التوالى) ولا زال هذا الفعل غير الديمقراطى معمول به حتى اليوم حيث نجد الى جانب الحزب الحاكم (المؤتمر الوطنى) أحزاب أخرى تدعى انها أحزاب (معارضه) لكنها تقف الى جانب النظام وتدعمه وتشارك معه بصور مختلفه اخطأ أم اصاب على الحق أو الباطل، فى حقيقة الأمر موقفها مبنى على (موالاة) وتبعية للحاكم والنظام مدفوعة الثمن فى شكل عينى ومادى أو من خلال مناصب وحقائب وزاريه وهذا ما أقعد الأحزاب السياسيه فى السودان من القيام بدورها وجعلها عاجزة من التوافق فى عمل جاد لأسقاط نظام سئ بقى فى الحكم لمدة 24 سنه على الرغم من أنه تسبب فى انقسام الوطن الى جزئين شمالا وجنوبا وفى التفريط فى حدود الوطن وفى ابادة ملايين السودانيين وتشريد اضاعفهم مثلما تسبب فى انتشار الفساد وتدنى القيم الأخلاقيه فى المجتمع فكثر عدد القطاء وكثر تعاطى المخدرات بين الشباب والطلاب.
وعلى كل حال فالحديث عن (الأخوان المسلمين) أو تيارات (الاسلام السياسى) عامة الذين سماهم الشهيد / محمود محمد طه بجماعات (الهوس الدينى) يحتاج الى مساحة أكبر وقد استعرضت ذلك فى كتابى الذى لا زال تحت الطبع: (خطر الأسلام السياسى على قضية المواطنه والديمقراطيه – مصر نموذجا)، الذى عقدت لمناقشته العديد من الندوات.
لكن ما يهمنى فى هذا المقال أن أبين بأن ثقافة ومنهج وفكر تلك التيارات التى يقودها اليوم (الأخوان المسلمين) من خلال مظهرية تحضرهم ومواكبتهم للعصر ومعرفتهم بامور السياسه على غير الحقيقه، فهم وغيرهم من تيارات اسلاميه (سياسيه) التى يقال عنها معتدله أو متطرفه يعملون حسب النهج (الميكافيلى) أى (الغايه تبرر الوسيله) الموجود فى الثقاقه الأسلاميه وبالتحديد فى (الشريعه) ويسمى بفقه (الضرورة) أو (الضرورات تبيح المحظورات) وكمثال لذلك اباحت الجماعة الجهاديه المصريه الشديدة التطرف التى خططت لأغتيال الرئيس المصرى السابق (مبارك) فى اثيوبيا، أن (يصاحب) بعض افراد المجموعه الأنتحاريه فتيات اثيوبيات وأن يمارسوا معهن (الجنس) وأن يعاشروهن معاشرة الأزواج، وأن يرتدوا البناطلين (الجنس) كذلك من أجل المزيد من التمويه والخداع، ومثال آخر صرح به احد قيادات تيار الأسلام السايسى قال فيه (يجوز تزوير الأنتخابات من أجل وصول الأسلاميين للحكم) .. فهل هذا دين؟
وقد قال الشهيد الأستاذ / محمود محمد طه وهو افضل من خبر الأخوان المسلمين وجماعات الهوس الدينى (أن الأهداف الساميه لا يمكن الوصول اليها عن طريق وسائل وضيعه) ولذلك ما كان يقبل الأساءة لخصم سياسى فى شخصه أو أهله .. وهو من قال عن الأخوان المسلمين (كلما اسأت الظن بهم ادركت انك كنت تحسن الظن بهم) .. وقال كذلك عن الأخوان المسلمين بأنهم (يفوقون سوء الظن العريض).
وما يجب الأعتراف به أن تدخل الدين فى السياسه قد بدأ منذ وقت مبكر ويمكن أن نقول فى الأسلام بصورة واضحه منذ العصر (الأموى) الذى كان فيه بعض الأمراء والولاة يعاقرون الخمر ويمارسون كآفة انواع الرزائل والمجون بما فيها من شذوذ و(غلمانيات) وجوارى وطبل ورقص، لكنهم كانوا يعنفون بشعوبهم للألتزام (بالشريعه) ويبطشون بهم جلدا وقطعا ودق اعناق طال الآئمه الذين كانوا لا يستجيبون لتعليمات الحكام للأساءة الى (على بن ابى طالب) وابنائه فى خطب الجمعه، أى كانوا يستخدمون الدين من أجل أغرأض السياسه .. لكن أوضح صوره لفكر (الأسلام السياسى) أو تدخل الدين فى السياسة فى العصر الحديث هو ما تبناه تنظيم الأخوان المسلمين منذ تاسيسه على يد (حسن البنا) عام 1928 لكن ظهر ذلك التدخل للدين فى السياسه والتحريض عليه بصورة أكثر وضوحا خلال فترة المرحوم (سيد قطب) وما نشره فى كتابيه الأول (فى ظلال القرآن) والثانى والأهم (معالم فى الطريق) الذى تناول فيه مسألة (الحاكمية لله) مستندا على آراء وكتابات الفقيه الباكستاني أبو الأعلى المودودي واراء الفقيه إبن تيمية وقد ربط سيد قطب مبدأ التحرر بسيادة مبدأ الحاكمية لله.
وكفر سيد قطب فى ذلك الكتاب المجتمع كله ولم يستثن من ذلك (المسلمين) حيث قال واصفا داء المجتمعات الإسلامية: ((إن المسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام . . إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية، ليس هذا إسلاما وليس هؤلاء مسلمين))!.
لذلك أغتصبوا الحكم فى السودان عن طريق (انقلاب) عسكرى .. وهيمنوا علي الدوله وأحتكروها بكاملها ومكنوا لأنفسهم سريعا عن طريق (الديمقراطيه) دون حاجة لذكر ما يتردد فى الأوساط المصريه عن تزويرهم للأنتخابات واللعب فى قاعدة البيانات والمعلومات الخاصه بالناخبين المسجلين وترويع المسيحيين ومنعهم بالقوه من النزول للمشاركه فى تلك الأنتخابات فى بعض قرى الصعيد والمحافظات ذات الكثافه الأسلاميه المتطرفه.
و(لسيد قطب) مكانه كييره فى نفوس الأخوان المسلمين - اليوم - الذين اصبح جزء كبير منهم يسمون (بالقطبيين) .. ومن خلال افكار ورؤى سيد قطب اصبحوا قريبين جدا من فكر المدرسه (الوهابيه) والفكر المتطرف عامة، تلك المدرسه التى لا زالت تعمل حتى الآن والتى خرج من جلبابها غالبية الحركات الجهاديه المتطرفه، التى تتحدث عن الحاكميه لله كما قال (سيد قطب) ولا تعترف بسياده الشعب أو الديمقراطيه وتعتبر الحاكم الذى يؤمن بهما (كافر) وعلمانى حتى لو كان مسلما أو اسلاميا ,, وهنا أود أن اؤكد لمن لا يعلم بأننا نفرق بين (المسلمين) و(الأسلاميين) ، فألأول انسان صادق والثانى يتاجر بالدين.
صحيح أن الأديان الأخرى عرف الناس تدخلها فى السياسه مثل تدخل الكنيسه فى العصور الماضيه وتكفيرها للمفكرين والعلماء، لكن الكنيسه سرعان ما ادركت خطورة ذلك الفعل وخطئه فنأت بنفسها من ذلك التدخل ملتزمة بقول المسيح: (ما لله لله وما لقيصر لقيصر) ولذلك شهدت تلك الدول ذات الأغلبيه المسيحيه تطورا ونهضة لا ينكرها الا أعمى البصر والبصيره فى كآفة مجالات الحياة السياسيه والأجتماعيه والأقتصاديه والفنيه والرياضيه، مع الأعتراف باغفالها لبعض الجوانب الأخلاقيه التى يتمثثل فى اباحية مفرطه وشذود جنسى، لم تسلم منه بعض الدول التى تدعى انها (اسلاميه)، وتحكمها (الشريعه الأسلاميه) لأن قضية الأخلاق لا علاقه لها (بدين) تلتزمه وتطبق شعائره على نحو صادق أو مظهرى وأنما ترتبط اساسا بالبيت والتربيه والأكل الحلال ثم المدرسه فى مرحلة لاحقه.
الشاهد فى الأمر توقف تدخل (الدين) على نحو كبير من (السياسه) فى الدول ذات الأغلبيه المسيحيه وحتى عند (اليهود) لا يتدخل الدين بصورة مخيفه ومهدده للنظام الديمقراطى وأن كان وجود احزاب على اساس دينى، مزعج مثلما أن الدعوه التى اصبح صوتها عاليا التى تنادى للأعتراف باسرائيل كدوله يهوديه مزعج .. للأسف لا تعلم الكثير من القيادات فى الدول التى تسمى اسلاميه، أن صمت الغرب خاصة امريكا على ظهور انظمه متطرفه تتبنى (الأسلمه) ودعمها لها، الهدف الأساسى منه أن تعترف تلك الدول لاحقا وفى نهاية النفق (بيهودية) دولة اسرائيل، وذلك كله فعل يقف ضد فكرة الحريه والديمقراطيه والدوله المدنيه والحكومه العالميه ودولة بنى الأنسان، التى نتمنى أن تسود وتحقق العداله والمساواة بين كل الناس دون تمييز بسبب دينهم أو جنسهم.
على كل ومع محدودية تدخل الأديان الأخرى فى (السياسة)، لم يتبق خطرا حقيقيا على الأنسانيه وعلى الحريات وعلى الحقوق الأساسيه للبشر، غير ما يعرف اليوم (بالأسلام السياسى) رغم ما تعيش فيه تلك الجماعات التى تتبنى ذلك الفكر فى تناقضات واضحه تهزم فكرتهم بايديهم، فهم يريدون دستورا اسلاميا يقوم على (الشريعه) كما يقولون، وفى ذات الوقت يتحدثون عن (الديمقراطيه) وعن التزامهم بها بل يعائرون خصومهم بعدم التزامهم بها .. وذلك تدليس وخداع وكذب واضح، فهم فى الحقيقه لا يرفضون الوصول للسلطه عن أى طريق وبصعود أى سلم .. والديمقراطيه أحدى تلك الوسائل طالما تحقق لهم هدفهم لكنهم سرعان ما يرمون ذلك السلم بعد (الوصول) .. لأنهم جميعا يهدفون الى تأسيس دولة (الخلافه) التى تقوم على (الشورى) وأهل الحل والعقد وعلى مبدأ السمع والطاعه .. وعلى عدم عزل الحاكم المسلم حتى لو بغى وظغى وظلم وأفسد .. وعلى أن يصبح معتنقى الديانات الأخرى (ذميون) بلا حقوق، يدفعون الجزيه عن يد وهم صاغرون لا مواطنون متساوون فى كآفة الحقوق والواجبات من حقهم أن يشغلوا أى منصب فى الدوله.
وذلك كله يجعل تيارات (الأسلام السياسى) تعانى من انفصام فكرى واضطراب نفسى وعقلى يؤدى الى عدم استقرار فى الحكم والدوله وتنشأ معه خلافات مع بعضهم البعض كالخلاف الذى ظهر بين (الأخوان المسلمين) و(السلفيين) فى مصر، والخيط الرفيع الذى بقى بينهم هو عدم تفريطهم فى (رئيس) ينتسب بصورة أو أخرى الى (الأسلام السياسى) الى سوف يكون بديله نظام ورئبس ليبرالى ديمقراطى مدنى، يكفره جميعهم ويعتبرون وصوله هزيمه لذلك التيار الذى ظل يعمل بكآفة الوسائل ومنذ أكثر من 80 سنه لهذا الوضع، ومارس كآفة أنواع القتل والأرهاب والمراجعات (التكتيكيه) كما اتضح الآن، اعقب ذلك رضوخ (موقت) غير مبدئى أو استراتيجى بالديمقراطيه.
لذلك على انصار الحريه وتلك الديمقراطيه فى عالمنا الذى نعيش فيه عربيا وأفريقيا أن يعتبروا تاريخ 30 يونيو 2013، الذى ينتطر العالم فيه العديد من الأحداث أهمها أحتمال سقوط النظام (الأخوانى) المصرى واستبداله بنظام (مدنى) بناء على ضغط شعبى رهيب واذا سقط (الأخوان) فى مصر فلن تقوم لهم قائمه بعد اليوم .. ومن الأحداث الهامه المتوقعه فى هذا اليوم أو قبله، مظاهرات حاشده تمت الدعوه لها فى السودان على الرغم من عدم مصداقيه بعض من دعوا لها .. لكن ما هو مختلف فى البلدين أن النظام (الأخوانى) فى مصر يمثل راس الرمح لتلك الحركات والتيارات التى قبحت وجه الكون وتسببت فى تفشى ثقافة الكراهية والقتل وأجهاض الديمقراطيه وعدم احترام القانون وحقوق الأنسان .. وعلى دول العالم الكبرى أن تتعامل مع الأمر بجدية اشد وأن تتخذ من التدابير والمواقف والقرارات التى تحجم هذا الفكر الأقصائى الأحادى النظره وتؤدى لأنحساره وتحرير شهادة وفاته، دون نظره ضيقه للمصالح المحدوده والآنيه وما يقدمه (الأسلاميون) من خدمات استخباراتيه وتسهيلات استثماريه وعسكريه وتحجيمهم لبعضهم البعض كما فعل الأخوان المسلمون المصريون مع رفاقهم فى فلسطين (حركة حماس) التى التزموا لأسرائيل بعدم اطلاقها لأى صاروخ من (غزه) لكى تقبل بتوقيع هدنه مع حماس.
وأن تشمل تلك القرارات الدوليه التى يجب أن تتبناها الجمعية العامه للأمم المتحده ومجلس الأمن والمنظمات الدوليه ذات الصله، بأعتيار كآفة الجماعات التى تقحم الدين فى السياسة جماعات (ارهابيه) وأن يمنع التعامل مع اى دولة أو نظام يتلبنى فكرة (الأسلام السياسى) الذى يمثل أكبر نموذج للأرهاب الآن، وأن يحظر سفر قادتهم وتجميد أرصدتهم ومراقبة حركة اموالهم كما يحظر تسليحهم .. وعلى العالم الحر الا ينخدع بما تدعيه تلك الجماعات من اعتراف مكذوب (بالديمقراطيه) والمساواة بين الناس جميعا، فذلك غير حقيقى، فهم يميزون بين المسلم والمسيحى وبين الرجل والمرأة، ويعتبرون سيادة الحكم (الأسلامى) بحسب فهمهم (المتخلف) المستند على (الشريعه) فى الدول ذات الأغلبيه (المسلمه) حق مشروع لهم وليس من حق المواطن المسيحى أن يطالب به حتى لو كان جديرا بذلك، وفى ذات الوقت يعتبرون تغيير الأنظمه فى الدول ذات الأغلبيه السكانيه غير (الأسلاميه) جهادا وكذلك حق مشروع وتكليف (ربانى) .. وهذه (الهدنه) المؤقته مع دول (الغرب) مخادعه تعكس جبنهم ومكرهم وخداعهم، فهدفهم فى الآخر هو استرقاق كل العالم واستعباده وتحويله الى مجتمع (عبيد) واسرى وجوارى وسبايا عن طريق فرض حكم عليه يستند الى فكرهم الطلامى المتخلف.
وهذا كله لا يعنى رفضنا وصول انسان (مسلم) الديانه الى الحكم أو السلطه فى اى بلد طالما كان مؤمنا بالديمقراطيه والحريه وحقوق الأنسان ولا يعمل على اقحام الدين فى السياسه بأى صورة من الصور أو شكل من الأشكال وذلك لن يتحقق الا بحل ما يسمى بالجماعات (الاسلاميه) اذا كانت مثل تنظيم (الأخوان المسلمين) فى مصر أو (الحركه الأسلاميه) فى السودان أو (النهضة) فى تونس وما تماثلها من تنظيمات وأن تكتفى تلك الجماعات بأحزاب (مدنيه) تعمل فى الضوء وذلك لا يمنع كما قلت أن يصل (مسلم) لأى منصب فى الدوله ملتزم بدينه وقيمه وأخلاقياته فى نفسه دون أن يفرضه أو يفرض حكمه على الآخرين .. والاصل فى النظام الديمقراطى الحريه والتبادل السلمى للسلطه، لكن (مرجعية) ومنهج الجماعات والتيارات الأسلاميه هى (الشريعه) التى لا تعترف بذلك التبادل وتجعل من الحاكم (الها) مدى الحياة لا يعزل أو يستبدل حتى لو ظلم وفسد وطعى وبغى كما ذكرت من قبل.
وأخيرا أثمن كثيرا ما قامت به الأدارة الأمريكيه برفضها زياره الأرهابى الأخوانى المتطرف (نافع على نافع) الى امريكا قبل عدة ايام، وما هو مدهش ثانى يوم من ذلك الرفض توجه (نافع) الى (الصين) الشيوعيه الكافره الملحده واشاد بها وبسياساتها، فهل أدركتم مدى (ميكافيلية) هذه الجماعات التى تتعامل مع السياسيه من خلال (المصلحه) لا (الدين) على الرغم من انها تتاجر بالدين ولولا ذلك لما دعا أكبر رمز للأسلام السياسى ورئيس هيئة علماء الأسلام (الشيخ القرضاوى) أمريكا أن تدعم الثوار السوريين – بالطبع يقصد الأسلاميين المتطرفين – بالسلاح مع ضمان شخصى منه بالا توجه سلاحها الى اسرائيل .. فآى دين وأى اسلام فى هذا الطلب؟
لذلك كله أتمنى من (الديمقراطيين) الشرفاء الأحرار فى اى مكان أن نجعل من 30 يونيو 2013 يوما للتخلص من الأسلام السياسى الذى يتاجر بالدين فى جميع جهات الدنيا وفى أى مكان وكشفه وتعريته حتى يعيش العالم متمتعا بالأخاء والصداقة والمحبه وبالعدل والأمن والسلام والأستقرار والرفاهية الثقافيه والأقتصاديه، وأن يظهر التدين الحقيقى الذى ينعكس على السلوكيات والقيم والأخلاقيات وفى (التعامل) بين الناس، لا بالشكل واعفاء اللحى وتقصير الجلباب والذبيبه و(التمتمه) داخل المركبات العامه ولا فى الأرهاب والعنف وارقة الدماء من أجل السلطه وكراسى الحكم ومن أجل ذلك يتم خداع البسطاء والأميين وانصاف المثقفين ويتم استغلال الفقراء والمحتاجين بكيلو لحكم أو رطل سكر أو لتر زيت وبهبات وعطايا مهينه لكرامة الأنسان مثل الزى المدرسى لأبناء (الشهداء) والزفاف الجماعى (كوره) أو(عفاف) لا تجد فيها ابناء الفقهاء و(المسوؤلين) الذين يستمتعون بوقتهم فى البلاجات والمنتجعات السياحيه وقد قال محمد (ص) :
"الصدقات اوسخ الناس فهى لا تجوز لمحمد ولا لآل محمد" .. وما لا يجيزه محمد (ص) لنفسه ولأهله بدون شك لا يجيزه لباقى الناس.
وللذك نحن نرفض دوله تقنن وتحتفى بيد عليا على حساب اليد السفلى، يد تمنح ويد تتسول .. بل نريد دوله يعيش فيها كل الناس متساويين احرار شرفاء كرماء لهم حق مشروع فى مال الدوله وما يجمع من ضرائب دون شعور بذله أو اهانه أو نقصان، يحصل المواطن على ذلك الحق من المال العام، اذا كان عاملا أوعاطلا .. وهذا لا يتحقق فى دوله تتبنى دساتير خارجه من (الكهوف) ومن عصور التخلف والظلام وتخلق طبقة من الأغنياء تستنكف أن تزوج كريماتها من ابناء الفقراء والبسطاء.
ونحن تعمل من أجل ذلك قدر أستطاعتنا حتى تعود للدين قدسيته وأحترامه، بالنأى به عن (السياسه) وحتى يعود لتك السياسه بريقها ووهجها كما نرى فى العالم المتقدم، وأن تصبح ساحه للمنافسه الشريفه من خلال برامج انسانيه فى الأقتصاد والأجتماع والآداب والرياضه والفنون وكلما يرتقى بالمجتمعات والشعوب ويجعلها تتمتع بأمن واستقرار وعداله ومساواة ورفاهية، لا أن تكون مجالا للتكفير والتخوين ومن يدخل الجنه ومن يدخل النار وتقسم الشعوب الى (اصلاء) لهم كآفة الحقوق و(ذميين) يشترون سلامتهم ونجاتهم بدفع الجزيه عن يد وهم صاغرون.
تاج السر حسين – [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.