كانت المفاجأة ، يوم أن سرت شائعة إعفاء مدير الجامعة الدكتور: عبدالله عبدالحي، وتعيين الدكتور:عثمان عبدالجبار مديراً، حينها فرح من كانوا مهمّشين، وأصاب الهلع والخوف أنصار عبدالحي، حتّى انقشع الضباب، وقُضي الأمر بتنصيب عثمان عبدالجبار مديراً. ومنذ أن تسلّم عبدالجبار مقاليد الإدارة، صار ينتهج سياسات الإقصاء والتهميش في حقّ كلّ من كان على صلة بالإدارة السابقة ، حيث تمّ إعفاء جلّهم من وظائفهم وتعيين الموالين له بصرف النظر عن كفاءاتهم العلمية والإدارية، والمعيار الوحيد هو الولاء له.وهذه الخطوات غير المحسوبة جعلت من المدير شخصاً يحيط نفسه بعدد من الكوادر الوسيطة التي تفتقر لأدني فهم في الإدارة، ونسي هؤلاء أنّ الولاء للجامعة أرفع وأسمى من الولاء لشخص المدير، ومهما طال الزمان أو قصر أنّ الجامعة تبقى ، والمدير ومن لفّ لفّه إلى الزوال، وهذه سنة الحياة. ما كان لرجل مثل عثمان عبدالجبار الذي تربى وترعرع في أحضان جامعة الفاشر الخالدة ،أن يكرّس لسياسة تولّد الغبن والكراهية في نفوس أساتذة الجامعة الذين ينتظر منهم صنع جيلٍ مشبّع بقيم التسامح والتعايش السلمي، لكنّه-أي مدير الجامعة_ لم يستطع أن يتسامح مع من مسّوه بالأذى في يوم الأيام، و الإدارة الرشيدة تقتضي ألّا يكون الإداري أسيراً لماضيه إلا من زاوية العظة والعبرة والاستفادة من التجارب . أن يدير الرجل الجامعة بذاكرة الماضي المشحونة بالخصومة والعداوة ،فهذا مما يكون كارثة على مستقبل الجامعة، وتشريداً للكوادر العلمية التى اكتسبت خبرة في التدريس، والإدارة. مع تأكيدنا على عدم تهميش شريحة الكوادر الشابة المؤهلة تأهيلاً علمياً وإدارياً، وإن قلنا أنّ بعضاً ممن صار مقرّباً إلى دائرة الضوء ومركزيّة الإدارة فهم أمّا تمّ تعيينهم حديثاً في هيئة التدريس،أو لم يكملوا دراستهم بعد.وإن كنتُ قاسياً عليهم لأسميتهم" طرور". ولا أظنّ أنّ الجامعة خالية من الصندل. ولا يخفي على المتابع أنّ معظم التعيينات الجديدة تمت بدون مراعاة للشروط، وإنما على أساس الموالاة لشخص المدير، ومعظمهم لا تنطبق عليهم شروط التعيين، من حيث الشهادات، أو الخبرات في مجال التدريس والإدارة، أو العمر، وحتّى على مستوى الأداء الأكاديمي في قاعات الدراسة. وإذا تكلّمنا عن حال الكليّات وهيئة التدريس فيها، فإنّ معظم الكليات تعاني نقصاً في الأساتذة، مما أدّي إلى فراغ في جداول محاضرات الطلاب، وبدوره أدّي إلى الفراغ في وسط الطلاب، ولعل معظم الاحتكاكات التي تحدث من وقت لآخر سببه هذا الفراغ. والحقيقة تقول : ينبغي على مدير الجامعة العمل بصدقٍ وأمانة وبعيداً عن الحساسيّات التي لا تجدي نفعاً،تعيين أعضاء هيئة تدريس لإكمال النقص الحاصل، بدلاً عن التعيينات التي لا تسمن من جوع، بناء على معايير الكفاءة العلمية، والتأهيل،ولم يكن ذلك بالشيء الصعب لو أخلص المدير النيّة من أجل رفعة الجامعة، وحفظ مكانتها بين رصيفاتها علي المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.لأنّ المسألة مسألة مصير جامعة، وأمّة، وإلا انهيار الجامعة أكاديمياً، ومهنيّاً. وفي الختام لا أريد أن أكون وصيّاً، ولكني ناصحاً لإدارة تغفل عن الرسالة الأساسية للجامعة (ولنا لقاء في مساحات أخرى) [email protected]