هنا لا أتحدث عن (الكبائر) التى يرتكبها (اسلاميون) وأنما تصرفات وسلوكيات قد تبدو بسيطه ولا تهم كثيرا مع انها تسئ للأسلام كثيرا. هنالك حديث نبوى كلماته قليله للغايه لكن معانيه كبيره لا يتوقف عندها كثير من المسلمين هو الحديث الذى يقول (المؤمن كَيِّس فَطِن) أى انه لا يخدع بسهوله وذكى لا يساق ويقاد من أذنيه مثل البهيمه (السمع والطاعه) ودائم التفكر ويتخذ القرار السليم فى الوقت السليم لأن تصرفاته وقراراته كلها يخضها للفكر. من ملاحظاتى أن (كنائس) أخوااننا المسيحيين دائما ما تكون نظيفه ولا يمكن أن تجد فيها مكانا متسخا .. وعند المسلمين كذلك المساجد فى غالبها نظيفه ومرتبه خاصة فى العصر الحديث لكن هنالك سلوك يسبب لى الكثير من الضيق، لا يهتم به غالبية المسلمين والأسلاميين .. وهو المحافظة على نظافة بيت الأدب (المرحاض) ومكان الوضوء، فدائما ما تجد تلك الأماكن متسخه بصوره (مقرفه) ومليئه بالمياه التى تتساقط خلال الوضوء والسبب فى ذلك يعود الى أن معظم المسلمين اليوم يتعاملون مع الأسلام من خلال (المظهر) والشكل الأسلامى (الخارجى) لا الجوهر، حيث نرى الأهتمام باطالة اللحى وتقصير الشوارب والجلباب القصير والذيبيه عند الرجال والحجاب والنقاب عند النساء فى وقت يكون فيه ذلك المقصر غير عابء لأتساخ جلبابه! ومسألة الوضوء تدخل فى ذلك الأطار، فغالبية المسلمين يأتون للوضوء قبيل دقائق أو ثوانى معدودات من دخول وقت الصلاه، خاصة فى الأسواق والأماكن العامه، فيستعجلون قضاء حاجتهم والخروج من الحمام دون الأهتمام بتنظيف المكان الذى دخلوا ووجدوه نظيفا لكى يستخدمه من يأتى بعدهم، وكذلك تجدهم قد اتجهوا لمكان الوضوء اذا كان ماء على اناء فى الأرض فتدفق المياه هنا أو هناك بصوره غير حضاريه واذا توفر لهم حوض نظيف للوضوء تجدهم قد حولوه الى مكان متسخ واحيانا تلاحظ لأحدهم فى (جلافة) قد رفع ساقه داخل الحوض ليغسلها فيزيد من اتساخ ذلك الحوض .. والسبب فى ذلك يعود الى عدم التفكر فى الهدف من الوضوء بالماء وهو نظافة الأعضاء الحسيه - بدون شك - اليدين والفم والأنف والوجه والراس والقدمين، لكن قبل ذلك كله أن ذلك الوضوء له هدف معنوى ينظف به الأنسان نفسه من (الداخل) وهذا أهم ، فكما جاء فى الحديث: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم , ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)، وبذلك الفهم يحول (الملسم) الذكى الوضوء ذاته الى نوع من العباده ولذلك يذهب اليه قبل وقت كاف قبل الدخول فى الصلاه، وحينما يبدأ بغسل يديه يسال نفسه هل اكل من حلال أم حرام، خلال الفتره بين الصلاة السابقه والقادمه ، فأذا أكل حلالا حمد الله على ذلك واذا اكل حرام أستغفر لربه وتمنى ألا يعود اليه، ثم ينتقل الى فمه هل ذكر ربه وهل تحدث عن الناس بالخير أم أغتاب هذا وطعن فى شرف آخر وهل كذب أم نطق صدقا، وكلما أدرك بأنه فعل خيرا بالعضو الذى غسله بالماء حمد ربه فى داخله واذا فعل شرا ندم واستغفر، هذا اسلوب مبنى على الفكر لا (العشوائيه) وتقليد الآخرين على عمى، يجب أن يتبع مع جميع الأعضاء التى يمرر عليها الماء ، عين نظرت ورأس يحمل افكار ورئ وقدم تسعى للأماكن المختلفه، وفى هذه الحاله يشعر الملسم بأن الغايه الاساسيه من الضوء ليس (الحسى) فقط، وأنما الداخلى الذى يغسل النفس ويطهرها .. وعندها سوف يفكر المسلم الف مرة قبل أن يحول مكان الوضوء الى مكان متسخ يسئ للاسلام والمسلمين بل يجعله يفكر فى أى عمل قبل أن يقدم عليه .. وفى هذا المقام لابد من تقديم الشكر والتقدير والدعوات للشهيد العظيم العارف بالله المفكر الأستاذ (محمود محمد طه) الذى ابان طريقة الوضوء الحضاريه هذه فى كتبه وأن الغايه الساميه من الوضوء لا أن يكون مجرد (جلبقة) مياه كما يفعل كثير من (المسلمين) خاصة السلفيين والقطبيين والتكفيريين الذى تلاحظ لهم يتوضأون وهم (يصرون) وجوههم لا أدرى لمن ولماذا، بينما هم فى حضرة الله ويجب أن يتبسموا ويفردوا وجوههم الغاضبه والحاقده على الخلق بدون مناسبه. ومن السلوكيات التى تسئ للأسلام، حينما يكذب اسلامى ويتنكر للحقيقه من أجل الأنتصار لنفسه ولفرقته لا من أجل الحق .. مثلا موقف (المتأسلمين) عامة من ثوره 30 يونيو المصريه التى لا يدعى أحد بأنها انقلاب الا اعمى بصر وبصيره حيث لا توجد أدنى مقارنه بينها وبين ثورة 25 يناير، التى خرج فيها عدد أقل من المصريين والتى أنهى فيها الجيش نظام (مبارك) واستلم السلطه كما أدعى بتكليف منه وادار الدوله لمدة سنه كامله ارتكب فيها العدبد من الأخطاء، من بينها تمهيد الأرض تحت قدمى (الأخوان) لحكم مصر .. وهم وغيرهم من تيارات (أسلامويه) غير مؤهلين لذلك لأن منهجهم (الدينى) لايساعدهم فى تأسيس دولة (مواطنه) ديمقراطيه مدنيه حديثه وهذا امر استعرضناه كثيرا وبكفى دليل واحد نعيده هنا وهو مشاركة (خيرت الشاطر) نائب مرشد الأخوان المسلمين فى الفتوى التى (حرمت) تهنيئة المسيحيين فى عيدهم، فكيف تحكم جماعه وتدير دوله وهى (كارهه) لقطاع كبير من شعبها لا يقل عددهم عن 10 مليون! ونفس الجيش السابق الذى حسم أمر مبارك وأطاح به، هو ذاته الذى انحاز لشعبه الذى خرج فى 30 يونيو فى عدد ضخم تجاوز الثلاثين مليون وأعلن ذلك الشعب عن خروجه على الفضائيات قبل شهرين من خلال حملة (تمرد) الشبابيه، بسبب ضيق الشعب المصرى من ظلم الأخوان وديكتاتوريتهم وتقويضهم للقانون وسعيهم لتغيير هوية الدوله المصريه. غى حقيقة الأمر (الأخوان) هم من انقلبوا على النظام الديمقراطى الذى بموجبه اصبح (مرسى) رئيسا بتصويت (أضطرارى) من القوى المدنيه لصالحه، لأنهم روجوا واشاعوا الى أنهم ينتمون للثوره مثلما يروجون الآن فى كذب وعدم امانة، الى أن انحياز الجيش لشعبه (انقلاب)، ولو انحاز لهم (الجيش) كما كانوا يتوقعون لفرحوا بذلك ولأعتبروه عملا وطنيا مخلصا ودينيا سليما. ومن اسو ما ظهر منهم خلال المظاهرات المضاده التى نظموها فى ميدان رابعه العدويه، منها ما هو غير اخلاقى وغير دينى كما ذكر الدكتور/ محمود شعبان الذى انسحب من الميدان احتجاجا على تلك الممارسات وهو ذاته الدكتور الذى اهدر من قبل دماء البرادعى وعمرو موسى وحمدين صباحى، بسبب معارضتهم (لمرسى) ورفضهم الحوار معه، لا أدرى ماذا كان سوف يفعل أذا نفذ نيته الشريره تلك بعدما أكتشف أن جماعة الأخوان لا تختلف عن باقى الناس وفيها الصالح والطالح وأنهم يخالفون (الشرع) كما قال! ومن ضمن تلك التصرفات القبيحه ضربهم للأطفال الذين يعبرون عن مواقف مضاده لهم بغير شفقه أو رحمه كما نقلت الفضائيات بل وصلوا درجة قتلوا بعضهم برميهم من عمارات شاهقه، وما هو اقبح من ذلك كله العبارات الخارجه عن الأدب والأخلاق التى وجهت للجيش وللمعارضين ومعها اشارات بالأصابع لا تصدر من (عاهره). الشاهد فى الأمر أن غالبية المشاركين فى تلك المظاهرات لا علاقه لخروجهم وهتافهم وأعلامهم بالدين، فى حقيقة الأمر هم ينتصرون لأنفسهم ولمصالحهم وللجماعه التى تخدعهم وتضللهم بالدين وتقول لهم أن فعلهم ذاك جهادا ومن يقتل فهو شهيد، مع انك لا تجد شهيدا واحدا أومصابا فى الثورة السابقه أو الحاليه من بين قادة الأخوان والتيارات الأسلاميه لا تدرى اين يستخبون وكيف يحمون أنفسهم فى وقت قتل فيه قرابة الخمسة الف متظاهر واصيب أكثر من 100 الف! تاج السر حسين - [email protected]