مدينة نيالا من المدن التي يقارب سكانها سكان العاصمة الخرطوم وهي مدينة حديثة النشوء، في العام 2003م بدأت نيالا تأخذ حيزاً من تشكُل الصِراع في السُودَان والمَقْصُود بالحيز هُنا هو جُزء من مُسلسل الصِراعات سواءْ أكانت داخل معسكرات النازحين من تقتيل ونهب وغيرها، أو داخل الأحياء السكنية من سرقات وسطو على المال العام وغيرها من الأحداث. في بداية الصراع بدارفور ونسبة للحرق الذي تعرضت له العديد من القرى ما كان على سكان تِلك القُرى إلا وأن يقصدوا المدن الكبيرة مثل نيالا،زالنجي،الجنينة،الفاشر،وكان نصيب نيالا من هؤلاء الضعفاء نصيباُ كبيرا، والمعسكرات تَحُفها نيالا من كل الجهات . والمُتتبِع للأحداث التي تدور بالمُدن السودانية يلاحظ أن نيالا موجودة في كُل القوائم، ولا يفوت عن الكثيرين محاولات ترحيل معسكر كلمة بالقوة في منتصف العقد الأول من بداية الصراع وأيضاً أحداث معسكر السلام الفاجعة التي وصلت لقتل الأبرياء داخل الأسواق بالمعسكر و احداث السكة حديد، وكذلك أحداث 15رمضان العام الماضي التي راح ضحيتها ما يقارب ال13مواطناً سودانياً هذا وبالإضافة للاحداث التي تحدُث يومياً هنا وهُنالِك من نهب للهواتف السيارة وإختطاف بعض المواطنين وإغتصاب بعض الفتيات والأعيرة النارية التي تُطلق في سوق موقف الجنينة والملجة وزريبة المواشي وغيرها من الأحياء بالمدينة، وأيضاً أحداث جامعتها ج نيالا من كشف للإمتحانات وفصل طلاب وغيرها من أحداث العنف الطُلابي. مؤخراً برزت إحدى المُعضلات التي في الغالب يدفع المواطن ثمنها وهي مسألة إرتفاع أسعار السِلع الضرورية بشكل غير طبيعي وبمبررات مُخجلة جداً، وكغيره من الضروريات ظل الوقود مصدر قلق بمدينة نيالا التي يدخلها شهرياً طوف به 3 ألف تنكر أو يزيد وهي أكبر نسبة بين الولايات الخمس،إلا أن بعد مرور أسبوع واحد فقط تطُول صفوف الوقود بشكل مثير للدهشة مما حدى بالكثير من السائقين أن يتخذوا من الطلمبات مبيتاً لهم كي يتحصلوا على وقود إن وُجد في صباح الغد، ونسبة لعدم الضبط الإداري بالولاية وتلاعب أجهزتها برز داخل حكومة الولاية عمالقة تجار الوقود بالسوق الأسود يبيعون الجالون بأضعاف الأسعار، ويظل المواطن هو ضحية كُل هذا . في وأواخر الشهر الماضي وبداية الشهر الجاري كانت هُنالِك أحداث بين جهاز الامن الوطني وحرس الحدود أو كما يُعْرَفُون بالجنوجويد والتي أودت بمقتل أحد قيادات الجنجويد وليس محور حديثنا هنا تداعيات مقتل المدعو ض/د/تكروم لا ندري أيهما أصح ربما أُشتق إسمه من ديك الروم لا يهمنا ذلك كثيراً لكن الغرض من هذا المقال كشف معاناة إنسان الولاية ، بعد أن كان الصراع بين جهاز الأمن والجنوجويد أصبح المواطن لا دخل له بذلك وبعد أن انتهى الصراع بمقتل القائد المُلهِم كما يسمونه كانت كُل التوقعات تنصب أن هؤلاء الجنجويد سيثأرون ضد جهاز الأمن أو على الأقل يقوموا بحرق مقره وفي تلك الفترة لا يوجد ادنى إحتمال أن يتحول الصراع إلى مواطنين لا ناقة ولا جمل لهم بهذا الصِراع وكما تقول مقولة الصيادين " شافو الفِيل وطَعنو ضُلْو " بعد أن هُزموا من قبل الأجهزة الأمنية قاموا بنهب وحرق سوق الملجة وهو من أهم الأسواق بمحلية نيالا شمال وكأن هؤلاء أصحاب المحلات التجارية جنوداً أو ضباط بجهاز الأمن، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قاموا في اليوم التالي بنهب سوق المواشي بالإضافة إلى الأبرياء الذين تروح أرواهم نتيجة الرصاص الطائش وهذا كله في ظل وجود الحكومة . والأسئلة البريئة التي يمكن أن يتساءلها هذا الإنسان السوداني ما ذنب هؤلاء الذين فقدوا أرواهم دون سبب في كل شبر من أرض السودان؟ ألم يكن من حقهم أن يعيشوا؟ هذ السؤال مثله مثل الذي يسأل عن الأسباب المنطقية لحرق القُرى بدارفور أو إقامة السدود التي لا تأتي إلا بالضرر أو إهانة إنسان جبال النوبة وغيرها من الأزمات التي تطول وطننا المجروح. [email protected]