ابان ثورات الربيع العربي تحولت الفضائيات العربية الى وحش اعلامي لم يكتف بمطاردة الاخبارونقلها وتحليلها ومتابعة انعكاساتها بل ساهم في صناعة الأحداث وتسويقها اقليميا ودوليا، الامر الذي اثار حينها جدلا واسعا في الاوساط السياسية والاعلامية حول اداء تلك القنوات فريق رأى ان اداء القنوات العربية في شهور الربيع كان مجرد بوق يردد حملات التعبئة والتحريض بشكل صريح ، اضافة الى ان الاداء خلا تماما من كشف الحقائق بل عمد الى التلاعب بالصور الخبرية والاعتماد على مصادر غير موثوقه مثل مواقع التواصل الاجتماعي مجهولة الهوى والهوية ما اعتبر سقطة كبيره وانتهاكا صريحا مع سبق الاصرار والترصد للمعايير المهنية الفريق الاخر كانت له وجهة نظر مغايرة وهي ان المعايير المهنية يجب الا تقف حاجبا امام الانحياز لارادة الشعوب المقهوره وتعرية الانظمة الشمولية، واعتبر هذا الفريق ان ازاحة الانظمة الديكتاتورية بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة سيساهم في تعزيز المبادئ الديمقراطية والحريات الصحفية وترسيخ ذات المعاييرالمهنية التي تم انتهاكها مؤقتا ، واباحوا بمنطق براغماتي لتلك القنوات ذبح واحدة من البقر المقدسات من اجل الوصول الى هدف نبيل هو الحرية والتحول الديمقراطي وبعد ان انهارت انظمة الكبت في مصر وتونس وليبيا واليمن وعاش الجميع ايام الحرية والديقراطية والخيارات الشعبوية ، للاسف لم تحقق الاهداف النبيلة ولم تتفتح ازاهير الربيع الاعلامي المنشود ، بل سقط الاعلام العربي في اعتقادي في وحل مستنقع الانحياز وتلوين الحقائق واختلاقها وعدم والتوزان، واستمرت القنوات الفضائية في تبني اجندة فيي التعامل مع بعض الملفات الاقليمية واصبحت توظف من قبل الدول التي تتبع لها للتعبير عن سياساتها الخارجية كأنها ادارة تتبع لوزارة الخارجية لتك الدول، كما دخلت بعض الدول الراغبة في لعب دور اقليمي في المنطقة لاطلاق قنوات فضائية ناطقة بالعربية خذ مصر نموزجا، ساهم الاعلام في الانقسام الداخلي حيث ضرب الاعلام المصري بعرض الحائط المعايير المهنية خاصة القنوات الفضائية المصرية التي تحولت الى منصة للخطب السياسية والشتائم ومنبرا للتيارات المتصارعة وساحة لمعارك التشفي والثارات الحقيقة التي يجب ان يعترف بها هي أن الاعلام العربي كان قبل الربيع العربي اكثر مهنية بالرغم من مناخات التضييق على الحريات ، وكان الاعلام اقل انقساما واكثر انسجاما بحكم تقارب المواقف حول الملفات التي كانت تسطير على الساحة السياسية مثل الملف الفلسطيني والملف العراقي والصراع العربي الايراني، بجانب ملف السودان الذي كان اقل الملفات حظا في الاعلام العربي، وفي تقديري ان تاريخ تفجر الربيع العربي كان بداية لعصر سقوط المعايير الاعلامية في العالم العربي، الى ان جاءت الاحداث الاخيرة في مصر وفضحت وعرت الاعلام العربي وهبطت به الى درك سحيق حيث تخلت بعض وسائل الاعلام العربية عن الحياد وخلعت عباءة المهنية وتخلت عن رسالتها الاعلامية ورضيت لنفسها ان تكون ناطقا باسم تيارات سياسية تشاركها في التحريض ضد المخالفين وتؤيد قمعهم واقصاءهم بحسب متابعتي الشخصية المتقطعة لتغطية القنوات العربية للاحداث في مصر منذ عزل مرسي كان اداء القنوات العربية في تغطية الاحداث ماعدا البي بي سي العربية كان مخيبا للامال ويفتقد للتوازن ، بل يمكن وصفه بالكارثي خاصة تغطية قناتي العربية والجزيرة حيث انحازت الاولى انحيازا سافرا للتيار الرافض لحكم الاخوان في مصر وينادي بإقصائهم نهائيا من الساحة المصرية وضربهم بيد من حديد، اما قناة الجزيرة انحازت الى التيار الداعم لحكم الاخوان و ما يصفونه بالشرعية وتنصب كمراتها المباشرة نحو ميدان رابعة العدوية خلافا للاحكام المسبقة التي كان يطلقها البعض في العالم العربي باتهام الاعلام الغربي بالانحياز وعدم المهنية بشأن تناول الملفات العربية. كان اداء وتغطية الاعلام الغربي للازمة المصرية اكثر توازنا ومهنية الصحافة [email protected]