بسم الله الرحمن الرحيم الرسالة الثانية لوالي غرب كردفان مع التحية الأخ الوالي مرحب بك و أنت قد كُلفت والياً على مواطني غرب كردفان و هو تكليف ساقه الله إليك ليبلوك فيما تعمل و العاقل من عمل لغده الذي يُسأل فيه من حاكم عادل لا يُظلم عنده أحد و لا خيار يومها لأحد إلا بعمله ، حيث لا سلطة و لا جاه و لا مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. لقد ولاك الله على عباده في غرب كردفان و سيحاسبك قبل البشر على ما قدمت فإن كان خيراً فخيرا لك و إن كان سوءاً فتلك الطامة و نسأل الله لك أن يجنبك موارد الظالمين و لكن دعوتنا هذه بعملك و كما تدين تُدان هي القانون يومئذ عند الخالق الجبار ندري انك الآن تعمل على تشكيل حكومتك التي تعينك على تنفيذ برنامجك الذي طرحته في خطابك في الفولة و نحسب أنه برنامج طموح و موفق لو وجد التنفيذ الأمثل فالعبرة ليست بالأقوال بل العبرة بالأفعال فلو نفذت هذا البرنامج ستجد مواطن الولاية في صفك بغض النظر عن انتمائه السياسي لأنه بحاجة للأمن الذي فقده منذ أمد بعيد حيث ظل يُنهب تحت بصر و سمع أجهزة الدولة و أحيانا بأيدي أناس يمثلون الدولة و محميون بالدولة مما جعل الولاية منطقة غير آمنة يأكل فيها القوي الضعيف و في بعض محلياتها خاصة الغربية أصبح أكل حق الناس جهاراً نهاراً و على أيدي أناس ينتمون للدولة و يستخدمون أموال الدولة و تسهيلاتها، بل أصبحوا معوقين أساسيين للتنمية و العمل ، أما في مجال الخدمات ( لا نقول التنمية) فالمعاناة كبيرة و واضحة للبيان و فقدان الخدمات ليس بسبب شح الإمكانيات بل بسوء إدارة الموارد المتوفرة و تبديدها فيما لا يخدم الناس و ذلك لسوء الإدارة و غياب المسئولية مما جعل لا وجود للدولة في حياة المواطن فالصحة بشقيها تعاني ما تعانيها فالمستشفى الوحيد بالمنطقة و الكائن بالمجلد يعاني من نقص في كل شئ حتى النظافة و التي تأتي في مقدمة كل شئ يتعلق بالصحة أما إصحاح البيئة فتلك مصيبة أخرى على الرغم من وجود مؤسسات معنية بذلك و تجلب من الضرائب و الجبايات باسم الصحة الأموال بدون توظيف ، بينما تعاني الطرق ذات الإشكال مما يؤدي إلى إنقطاع بعض مناطق الولاية من بعضها في فترات الخريف . أما التعليم في الولاية فحاله يُغني عن السؤال نقصان في المعلم و الكتاب و تدني في البيئة المدرسية يحتاج جهوداً لتقويمه ، أما الكهرباء فكثير من محليات الولاية لا تعلم عنها شيئاً أما التي تعمل بمولدات كبابنوسة و المجلد و الميرم و الدبب فتعاني القدم و العجز في الوقت ليتمتع المواطن بخمس ساعات فقط من التيار الكهربائي . نعلم الآن مكتبك و بيتك سيكتظ بطالبي السُلطة و حارقي البخور و داعميهم طلباً للتوظيف و هذا هو من صميم خيارات تنظيمكم و لكنا ندلو بنصحنا من باب ( الدين النصيحة) فإن أردت أن يُطبق برنامجك الذي أعلنته فعليك بالقوي الأمين ( ليس القوي الأمين الذي شهدنا مثله بالمحاباة) بل القوي الأمين فعلاً لا قولاً فأنت بحاجة لمعتمدين يجوبون شوارع محلياتهم تفقداً للنظافة و النظام و حال الشعب لا معتمدين يجلسون في المكاتب و يحتمون بالمدراء حيث لا يصلهم إلا من كان ذا حظوة في الحزب و السلطة و المال ، بحاجة لمعتمدين يواصلون ليلهم بنهارهم في رعاية مصالح الجماهير لا الغائبون في العواصم و المدن معتمدون و وزراء يقولون لك هذا حق و هذا باطل لا من يزينون لك الباطل خوفاً و طمعاً فهؤلاء سيوردونك إلى الظلم و المظالم و المصير المظلم . نتمنى أن تعمل على تقييم تجربة الحكم بالولاية الماضية و محاكمة أداء كل مسئول و بالتالي تجاوز السلبيات و التأكيد على الإيجابيات و بالتالي يكون اختيارك لوزرائك و معتمديك بناء على الكفاءة و الصدق لا بناءاً على من يصل إليك طالباً السلطة أو مدعوماً بمن هم في السلطة ، و هناك أناس كثيرون يعتبرون هم السلطة في هذه الولاية منذ مجئ الإنقاذ و قد اثبتوا فشلهم و رفضتهم الجماهير و لكنهم ظلوا رابضون في صدورهم رغم الفشل . نقول لك أن الولاية في مرحلة بناء و تواجهها مجموعة من التحديات الجسام مما يتطلب رجالاً و نساءاً قدر التحدي و هم موجودون و بكثرة لكنهم لا يأتون إليك طلباً للسلطة و يعلمون أن السلطة تكليف و ليست تشريف فاختار من بينهم من يحقق برنامجك ، ونعلم أنك لست مخولاً وحدك في ذلك بل أنت المرجع في ذلك .. نسأل الله لك التوفيق و أن يعيد لنا أمننا و حياتنا المنشودة أمبدي يحيى كباشي حمدوك [email protected] /